حذر زعيم حركة النهضة الاسلامية بتونس راشد الغنوشى من أسلمة الحكم في مصر، ونصح الإخوان المسلمين حال وصولهم إلى الحكم بتشكيل تحالف سياسيى يضم في طياته الأحزاب العلمانية والأقباط، وبعض رجال المجلس العسكري الحاكم. وحول اختلاف النموذج التونسى عن النموذج المصرى قال الغنوشي فى حوار مع مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية :"المعادلة المصرية أكثر تعقيدًا نظرًا لتضمنها أقليات دينية وعرقية من جهة، وقوة التيار السلفى فيها من جهة أخرى، كما أن دور الجيش فى مصر يختلف عما هو عليه فى تونس". وأضاف "لهذا أنصح الإخوان المسلمين فى حالة وصولهم إلى السلطة أن يقوموا بتكوين تحالف يشمل الأحزاب العلمانية والمسيحيين وبعض المقربين من المجلس العسكرى لأن هؤلاء الثلاثة على الرغم من كونهم أقلية عددية إلا أنهم مؤثرون جدًا فى المجتمع، وبالتالى فإن مثل هذا التحالف سيكون من شأنه أن يضمن نجاحهم. واستبعد الغنوشى إقبال الإخوان على أى عمل من شأنه هز صورتها سياسيًا قائلًا "أظن أن الإخوان المسلمين جماعة كبيرة فى مصر وراسخة ومسئولة وأنها لن تقوم بأى مغامرة حمقاء". وفرق القيادي التونسي بين العملية الإنتخابية وممارسة السياسة قائلا :"إن الانتخابات هى منافسة شريفة بالأساس وينبغى على الجميع أن يحصلوا على حصتهم العادلة منها، أما الحكومة فينبغى أن تمثل الجميع لا من الناحية العددية ولكن من حيث التأثير"، مشيرًا إلى أن هذا هو الخطأ الذى وقعت فيه الجزائر حينما فاز الإسلاميون ب80% من الأصوات وتجاهلوا العلمانيين والجيش ومجتمع الأعمال وهو ما نتج عنه حدوث انقلاب على العملية الديمقراطية وإرادة الشعب.