دعا اثنان من كبار اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الاثنين الحكومة الامريكية الى "اعادة نظر كاملة" لعلاقاتها مع باكستان والبدء بتقليص المساعدة الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لاسلام اباد. وجاءت الدعوة في ذروة التوتر بين واشنطن واسلام آباد في اعقاب شن طائرات تابعة لحلف الناتو غارة على نقطة تقتيش للجيش الباكستاني قرب الحدود الافغانية اسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا. وردت باكستان بايقاف قوافل الشاحنات المارة عبر اراضيها والتي تحمل الامدادات لقوات الناتو في افغانستان وسرعان جرت اتصالات بين الطرفين على ارفع المستويات لتطويق هذا التوتر لكنه يبدو ان التوتر ما زال قائما رغم تراجعه حيث رفضت باكستان حضور مؤتمر دولي كبير عقد الاثنين في المانيا حول مستقبل افغانستان. نفاذ صبر وقال السناتور جون ماكين، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2008، والسناتور ليندساي غراهام، عضو لجنة منح المساعدة الامريكية للدول الاجنبية في بيان "كانت الولاياتالمتحدة صبورة بشكل غير معقول مع باكستان وكنا صبورين بالرغم من بعض الوقائع الاكيدة المثيرة بالعمق". واشار البيان الى دعم محتمل من مسؤولين باكستانيين واعضاء في الجيش او في المخابرات الباكستانية لشبكة حقاني العدو الرئيسي لواشنطن ولمجموعات "ارهابية اخرى". واوضح البيان ان "السياسة الامريكية تجاه باكستان يجب ان تنطلق من مبدأ ان بعض العسكريين الباكستانيين يساهمون في قتل او جرح جنودنا ويتعرضون لمصالحنا في مجال الامن القومي". وقال البيان ايضا "حان الوقت كي تباشر الولاياتالمتحدة باعادة نظر كاملة في علاقاتها مع باكستان" مضيفا "يتوجب علينا ان نعيد تقييم طبيعة ومستوى دعمنا". واكد السناتوران في بيانهما ان "جميع الخيارات حيال المساعدات الامريكية على المستوى الاقتصادي وفي مجال الامن يجب ان تطرح على الطاولة". تعازي وفي اعقاب الغارة الجوية أصدر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بيانا مشتركا قدما فيه خالص التعازي لعائلات الجنود القتلى. وأكد البيان أن كلينتون وبانيتا يتابعان عن كثب التقارير عن الحادث ويدعمان تماما عزم الحلف على اجراء تحقيق فوري. وأشار البيان الأمريكي إلى "اهمية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوباكستان التي تصب في مصلحة الشعبين". ووعد كبار المسؤولين الأمريكيين بالبقاء على اتصال وثيق بنظرائهم الباكستانيين "للمضي قدما في العمل المشترك في هذه الاوقات الحرجة". باكستان وكانت الحكومة الباكستانية قد اعلنت عزمها مراجعة كل أوجه التعاون الدبلوماسى والعسكرى والاستخباراتى مع الولاياتالمتحدة وحلف الناتو عقب الغارة. وذكر بيان صدر عقب اجتماع طارئ للجنة الدفاع فى الحكومة أنها قررت اغلاق جميع المعابر على الحدود بين باكستانوافغانستان، أمام قوافل إمدادات الناتو. كما أمرت الولاياتالمتحدة بإخلاء قاعدة شامسي الجوية فى اقليم بلوشستان الغربى خلال خمسة عشر يوما. يشار إلى أن قاعدة شامسي هي قاعدة عسكرية صحراوية نائية يعتقد انها قاعدة لطائرات بدون طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في شن غارات بطائرات دون طيار على مناطق الحدود بين باكستانوافغانستان.