الجنود الامريكيون يستعدون لمغادرة العراق في ديسمبر حذر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا من تدخل ايران في شؤون العراق بالقول ان "رسالتنا لدول الجوار واضحة، لدينا أكثر من 40 ألف جندي امريكي في المنطقة، ونحن لن نغادر". وتأتي تحذيرات الوزير الامريكي مع اقتراب موعد مغادرة القوات الامريكية الاراضي العراقية بعد نحو ثمانية اعوام من الاحتلال، الموافق نهاية ديسمبر المقبل. وقال بانيتا ان العراق "يملك القدرة على مواجهة العمليات التي قد تنفذها مجموعات متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة". وركز بانيتا على أهمية العلاقة الثنائية العراقية الامركية، موجها رسالة واضحة لدول الجوار مفادها ان الانسحاب الامريكي من العراق لا يعني نهاية الوجود العسكري الامريكي في المنطقة. وجاءت تصريحات بانيتا في جلسة استماع دعت لها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي، الذي استمع ايضا الى شهادة من رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن دمبسي. وعبر دمبسي عن قلقه من مخاطر الانسحاب العسكري الامريكي من العراق بالقول: "ردا على سؤال قد يسأل حول ما اذا كنت قلقا على مستقبل العراق، سيكون الجواب نعم، انا قلق". الا ان الجنرال دمبسي ايد قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بالانسحاب من العراق بعد رفض بغداد منح حصانة قانونية للجنود الامريكيين في العراق لما بعد ديسمبر المقبل. وفي هذا قال بانيتا ايضا: "المؤكد ان العراق يواجه تحديات مقبلة، لكنني اعتقد انه مهيأ ومعد للتعامل معها، وان القادة العراقيين يرفضون ما تحاول ايران فعله". وكان الجيش الامريكي قد سلم قاعدة بلد الجوية، ثاني اكبر قواعده العسكرية في العراق، للحكومة العراقية الاسبوع الماضي، في سياق سحب قواته من البلاد. وكانت قاعدة بلد شمالي العاصمة العراقية بغداد تأوي اكثر من 36 الف عسكري ومقاول امني امريكي في سنوات اشتداد الحرب في العراق. وما زال في العراق حوالي 30 الف عسكريا امريكيا. يذكر ان قاعدة بلد كانت تعرف قبل الغزو والاحتلال الامريكي للعراق بقاعدة البكر (نسبة للرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر)، ولكن الامريكيين اطلقوا عليها اسم "قاعدة اناكوندا" بعد استيلائهم عليها عام 2003. وقد سميت لاحقا بقاعدة بلد المشتركة. وأصبحت القاعدة بفضل مدرجيها الذي يبلغ طول كل منهما 11 الف قدم مركزا لوجستيا رئيسيا للقوات الامريكية العاملة في العراق، ومن اكثر مطارات العالم اكتظاظا بحركة الطائرات. اما اكبر القواعد الامريكية في العراق قهي قاعدة "فيكتوري" القريبة من مطار بغداد الدولي، والتي ستعاد الى السلطات العراقية في ديسمبر كانون الاول المقبل عند اكتمال الانسحاب الامريكي. يذكر ان الجيش الامريكي قد اخلى بالفعل معظم القواعد التي كان يشغلها في العراق، إذ لم تتبق من 505 من هذه القواعد الا 11 ما زالت في ايدي الامريكيين.