باباندريو اعتبر الاستفتاء " تفويضا واضحا حول بقاء اليونان في منطقة اليورو في اجتماع دام ساعتين في قصر المهرجانات في منتجع كان جنوبي فرنسا، اوصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل رسالة "واضحة لا لبس فيها" لرئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو مفادها انهما لن يسمحا لمسيرة الاندماج الاوروبي التي مضى عليه 50 عاما ان تتحطم على صخرة فشل اثينا في معالجة أزمة الديون التي تعصف باليونان. واثارت المواجة التي جرت في كان الخميس لأول مرة احتمال ان تطرد اليونان من مجموعة اليورو او حتى من الاتحاد الاوروبي. واخبر زعيما فرنسا والمانيا باباندريو – الذي حضر الاجتماع بمعية وزير ماليته – ان بلاده لن تتسلم المزيد من المساعدات ما لم تتقيد بما اتفقت عليه. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر حضر الاجتماع "دار الحديث بعبارات واضحة لا لبس فيها. لم تكن هناك اي عدائية، ولم تحدث اي مشاحنات، ولكن كان هناك كلام واضح." وقالت ميركل عقب الاجتماع إنه "ينبغي المحافظة على استقرار اليورو، ونحن نفضل ان نحقق هذا الاستقرار بوجود اليونان على ان نحققه بغيابها. ولكن اولويتنا هي الاستقرار." أما الرئيس الفرنسي، فقال: "على اصدقائنا اليونانيين الاختيار ما اذا كانوا يريدون مواصلة الرحلة معنا." "غير قابلة للتفاوض" وكانت ألمانيا قد اعلنت في وقت سابق أن الخطة الأوروبية لانقاذ اليونان من الإفلاس "غير قابلة للتفاوض" وذلك قبل الاجتماع الطارئ الذي جمع ساركوزي وميركل وبابانديو. وقال وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفيله يوم الاربعاء "ما تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي لا يمكن طرحه مجددا على طاولة المفاوضات". وجاءت تصريحات فيسترفيله قبل انعقاد الاجتماع الطارئ عشية انعقاد قمة دول مجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية ومن المقرر أن يحضره إلى جانب باباندريو وزير المالية اليوناني ايفانغيلوس فينزيلوس. وبالرغم من حالة الاضطراب في أسواق المال العالمية ومنطقة اليورو التي تسبب فيها إعلان باباندريو إلا أنه أصر تمسكه بإجراء الاستفتاء وقال في اجتماع طارئ لحكومته أقرت فيه بالإجماع إجراء الاستفتاء إن ذلك سيمنح "تفويضا واضحا" حول بقاء بلاده في منطقة اليورو. وفي بيان صادر عن مكتبه قال باباندريو إن "الاستفتاء سيكون تفويضا واضحا ورسالة جليّة داخل اليونان وخارجها حول نهجهنا في أوروبا واشتراكنا في اليورو". واضاف أن شركاء اليونان سيدعمون سياساته، وأن إجراء انتخابات عاجلة كبديل سيزيد خطر إعلان إفلاس اليونان. يذكر أن الحكومة تواجه اقتراعا بالثقة في البرلمان يوم الجمعة بناء على دعوة رئيس الحكومة نفسه. وتأزم موقف باباندريو قبل إجراء هذا الاقتراع بعد أن طالبه 6 من كبار مسؤولي حزب باسوك الحاكم بالاستقالة إضافة إلى انشقاق نائب في البرلمان عن كتلته ما يجعله متفوقا بالأغلبية داخل البرلمان بفارق صوتين فقط.