قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران ففابيوس، إن زيارته لطهران كانت مفيدة رغم وجود تباينات جول بعض الملفات. ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أشار "فابيوس" في مقابلة مع إذاعة "فرانس أنفو" اليوم الخميس، إلى أنه كان من الضروري أن دولة مثل فرنسا تتواصل مع إيران التي تعد من اللاعبين الأساسيين في منطقة الشرق. وأوضح "أن زيارته لإيران هي الأولى من نوعها منذ 17 عامًا، وتم خلالها التباحث حول اتفاق فيينا النووي والعلاقات الثنائية والقضايا محل الاهتمام المشترك في الشرق الأوسط". وأضاف أنه نقل باسم الرئيس أولاند دعوة للرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة فرنسا في نوفمبر المقبل. فيما يتعلق بأزمات المنطقة، صرح وزير الخارجية الفرنسي، أنه ما زال هناك تباينات نظرًا لأن الإيرانيين متواجدون بشكل مباشر أو غير مباشر في عدة بلدان، فهم حاضرون في سوريا من خلال دعم بشار الأسد وكذلك في العراق واليمن ولبنان من خلال "حزب الله". وتابع فابيوس "سنرى إذا كان الاتفاق النووي سيسمح بتغيير موقفهم"، مُعربًا عن أمله أن تساهم إيران في السلام والاستقرار وهذا في الوقت الراهن. وأضاف "أن النقاش بين فرنساوإيران سيتواصل حول هذه الملفات خاصة بعد أن تم الاتفاق على عقد لقاء سنوي واحد على الأقل بين وزيري خارجية البلدين لبحث الأوضاع في المنطقة". وعما إذا كانت إيران يمكنها المساهمة بقوة في محاربة تنظيم داعش، أجاب وزير الخارجية، أنه من الناحية الموضوعية تستطيع إيران ذلك وهو ما تفعله في العراق ولكن هذا لا يعني أن تشارك في التحالف الدولي، مؤكدًا أن الإيرانيين يريدون مكافحة إرهاب داعش ولكن ليس بالضرورة من خلال التنسيق العسكري. ونوه فابيوس إلى أنه عبَر خلال لقائه بالمسؤولين الإيرانيين عن موقف فرنسا الداعي إلى الحل السياسي لكل الأزمات وتشكيل حكومة شاملة تمثل كافة الاطياف سواء كان في العراق أو في سوريا أو في البلدان الأخرى التي تشهد نزاعات مماثلة. وعن الاتفاق النووي، اعتبر أن موقف بلاده الحازم في مفاوضات النووي كان بناءً ومفيدًا، وأتاح التوصل إلى اتفاق جيد، إلا أنه لم يستبعد تغيير السياسة الإقليمية لإيران مُستقبلا مع تحسن اقتصادها. وحول التعاون الاقتصادي، قال "إن إيران سوق ل78 مليون نسمة وتحتاج إلى تطوير في مجالات السكة الحديد والطيران والأغذية، مشيرًا إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين كانت بنحو أربعة مليارات دولار وهبطت اليوم إلى 400 مليون دولار بفعل العقوبات. وكشف أن وفدًا يضم نحو 100شركة فرنسية سيزور إيران في سبتمبر المقبل، وسيضم وزير الزراعة ستيفان لوفول و وزير الدولة للتجارة الخارجية وتنشيط السياحة ماتياس فكل. وأضاف "أنه التقى وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني محمد رضا نعمة زادة، وتم الحديث عن التعاون مع شركتي بيجو و رينو لصناعة السيارات، وأبدى الإيرانيون انفتاحهم على التعاون مع رينو فقط بعد أن أخذوا على بيجو أنها انسحبت من السوق الإيراني.