كشف تحقيقات نيابة جنوبالجيزة، الخميس، عن عدم وجود كاميرات مراقبة بمكان كمين «التريض»، التابع لشرطة السياحة والآثار بمنطقة الأهرامات، الذي شهد إطلاق ملثمين النيران تجاه قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل مجندين، وإصابة ثالث. وتبين من خلال معاينة النيابة، بإشراف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأ ول لنيابات جنوبالجيزة، أن الكمين الأمنى يقع فى منطقة صحراوية، ولا تتركز أعلاه أي كاميرات لالتقاط صور للأحداث، لكن النيابة طلبت من الإدارة العامة لمرور الجيزة تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بالطرق الرئيسية المؤدية إلى الكمين، على طريق «مصر – الفيوم»، لبيان تصويرها الجناة من عدمه. وقالت تحقيقات النيابة، إن المثلمين اللذين كانا يستقلان دراجة بخارية تبادلا إطلاق النيران مع 3 من زملاء المجنى عليهم، فور مقتل المجندين وإصابة مجند ثالث، واستمرت المواجهات نحو 10 دقائق، تمكن خلالها الملثمين من الفرار، بعدما أطلقا النيران بكثافة من سلاحهما الآلي، وقررت النيابة التحفظ على سلاح المجندين، وتبين أنها بنادق آلي، وجرى إرسال فارغ آلي، و16 مقذوف طلقات آلية إلى خبراء المعمل الجنائى لفحصهم وبيان استخدامهم. وفور انتهاء النيابة من معاينتها، توجهت إلى مستشفى الهرم بعد إخطارها من الأجهزة الأمنية وجود جميع المجندين القتيلين والمصاب بها، وعدم نقلهم إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وتسلمت النيابة تقريري الطب الشرعي المبدئي والمستشفى حول سبب وفاة المجندين، وإصابة زميلهما، واستمعت إلى أقوال الأخير، الذي خرج من المستشفى بعد تحسن حالته الصحية. وبحسب نص التقريرين، فإن ممدوح سالم عبد الحليم، مجند، «27 سنة»، وضع بغرفة الرعاية المركزة فور وصوله إلى مستشفى الهرم، لإصابته بهبوط حادة فى الدورة الدموية، وتبين ذلك بعد إجراء الكشوفات الطبية الأولية عليه، بعد إصابته بطلق ناري أثناء خدمته بكمين المنطقة الآثرية بمنطقة الأهرامات، وبفحص الأطباء لحالته تبين إصابته بجرح دائري متهتك بالجزء الداخلي العلوي من القدم اليسرى، وتورم بالجانب الداخلي العلوي من ذات القدم، فضلًا عن جرح دائرى متهتك بالجانب الأيسر من الظهر، وأثبت تقرير المستشفى أن «ممدوح» جرى حجزه لعلاجه بغرف العناية وإعطائه التحاليل ومد الأوعية بالدماء، ولم يستجب حتى توقفت عضلة القلب، وانتهت الحالة بالوفاة. وبحسب نص التقرير أيضًا، فإن المجند الثاني محمد أحمد على صبرة، «22 سنة»، وصل إلى المستشفى جثة هامدة، حيث تأكد الأطباء من توقف كافة العلامات الحيوية من نبض وضغط، وتبين وجود جرح غائر برقبته مدخل طلق نارى، وجرح متهتك باليد اليسرى. وورد بالتقريرين، أن المجند الثالث ويُدعى مكاوى مهدى مكاوى، «21 سنة»، أصيب بشظايا طلق ناري بالجانب الأيمن، وخرج من المستشفى، وقال في أقواله أمام النيابة، إنه كان داخل غرفة الكمين الأمني، وأصيب بطلق ناري من قبل مجهولين، بينما خرجا زميليه المتوفين إلى خارج الغرفة لاستطلاع الأمر، فأصيبوا بعدة طلقات نارية أدت إلى مقتلهما، وأن 3 من زملائهم خرجوا من فورهم لمواجهة مطلقى النيران، وتبادلوا معهم إطلاق الرصاص ولم يستطيعوا القبض على مرتبكي الحادث. وأكد ال 3 مجندين الأحياء، خلال التحقيقات، رواية زميلهم المصاب، مشيرين إلى أن الجناة أطلقوا النيران بصورة عشوائية على مكان تواجدهم بحجرة الكمين الأمني، ولم يبادوا بالدخول إليهم بل أطلقوا الرصاص بغرض خروجهم إلى الخارج لمواجهتهم، ولاذا بالفرار، بدراجتين بخارتين، بينما كان في انتظارهم عدة أشخاص على مقربة من المكان. وأشارت مصادر قضائية، إلى أن مرتبكى الحادث درسوا موقع الحادث بعناية، ودبروا جريمتهم بدقة في ميعاد تسليم «النوبتجيات» بكمين المنطقة الآثرية، تمام السابعة صباحًا، وكانت المنطقة في حالة استرخاء وهدوء، والحالة المرورية جيدة، فضلًا عن عدم تواجد مارة لرصد تحركات، ووفقًا لأقوال المجندين، فإن الدراجتين البخارتين اللتين استعان بهما مطلقي الرصاص، لم تكن تحمل لوحات معدنية. وانتهت النيابة إلى قرار بطلب تحريات قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية حول الحادث، وتحديد هوية مرتكبيه، فيما تستجوب الأجهزة الأمنية أعضاء خلايا إرهابية ضبطت عناصرها مؤخرًا فى قضايا مقتل أمين شرطة الوراق وكرداسة، وتداهم أوكار وشقق سكنية بمناطق نائية بشمال وجنوبالجيزة، فى محاولة للتوصل إلى خيوط تقود إلى منفذى الواقع.