_ أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقاء بثه تلفزيون دولة الكويت، مساء اليوم، الأربعاء، أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استحق بجدارة لقب "قائد العمل الإنساني"، واصفا إياه بأنه شخصية إنسانية رائعة تحرص دائما على الإجماع والوفاق العربي. وقال إن جهود أمير البلاد امتدت إلى كل المجالات لتحقيق هذا التوافق العربي ولم تقتصر على العلاقات المصرية الكويتية بل شملت كل الأصعدة، مشيرا إلى أن لقب "قائد العمل الإنساني" يعبر عن أمر واقعي وان تسمية الكويت (مركزا للعمل الإنساني) أمر مستحق بكل جدارة. وأكد أن العلاقة بين الشعبين المصري والكويتي ذات خصوصية وتمتد لسنين طويلة مضيفا أنه على الرغم من أن هذه أول زيارة يقوم بها إلى دولة الكويت، إلا أنه شعر بأنه بين أهله وناسه. وأضاف: "عدد المصريين الذي يعملون بالكويت كبير نسبيا لذا نحن ننظر إلى هذه العلاقة بكل التقدير وحريصون عليها جدا لتنمو وتتطور كل يوم وهذا ما لمسته من كل من التقيت بهم خلال زيارتي". وعن الاستثمار الكويتي في مصر، قال إن المستثمرين الكويتيين وغيرهم كانوا يجدون في السنوات الماضية صعوبة في الاستثمار داخل مصر معربا عن ترحيبه بهم لاسيما مع سعي البلاد لتطبيق قانون الاستثمار الموحد من اجل تسهيل الإجراءات وحل الأزمات التي كانت موجودة سابقا وأعطت انطباعا غير جيد لدى المستثمرين الكويتيين عن الاستثمار في مصر. وأكد سعي مصر لحل الإشكاليات الكبيرة التي تواجه المستثمرين وحرصها على تسهيل الإجراءات البيروقراطية التي كانت تستغرق وقتا كبيرا لانجازها من المستثمرين مضيفا ان لدى مصر فرصا واعدة للاستثمار. وقال إن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ وان بلاده حريصة على ذلك «وهو ما وجدناه هنا في الكويت من حرص على ذلك» مضيفا أن أمن الخليج ومصر جزء لا يتجزأ من أمن مصر. وأضاف: "أنا قلت منذ أشهر عدة أننا سنكون بمسافة السكة وهو تعبير أقصد به أن حماية الأشقاء وأمنهم واستقرارهم وسلامة بلادهم أمر نضعه دائما في مقدمة أولوياتنا متمنيا ألا يكون هناك أي تهديد للأشقاء في الكويت". وقال: "يجب أن نعترف بأن المنطقة العربية بكاملها تمر بظروف صعبة هو ما يتطلب من كل الدول أن تعمل معا ليس لريادة أو قيادة بل اننا في ضوء الظروف الصعبة التي نمر بها يجب على كل الدول العربية أن تضع أيديها بأيدي بعض لأن التحدي الموجود خطر على المنطقة بالكامل ولن نستطيع مواجهته إلا معا حتى تستعيد المنطقة ما كانت عليه بل وتصبح أفضل". وعن مشروع قناة السويس قال إن هنالك مشروعا جديدا في القناة سيوفر من الوقت اللازم للعبور ما لا يقل عن 11 ساعة بين أول القناة وأخرها وستكون هناك فرصة حقيقية لتنمية محور قناة السويس بمشاريع حيوية ضخمة تعتبر استثمارا حقيقيا للقناة ولموقع مصر في تلك المنطقة مشيرا إلى اهتمام بلاده بمشروع طريق الحرير العالمي الذي يعد إحياء لطريق التجارة العالمية وفرصة كبيرة للمستثمرين. وأفاد بان هنالك ثلاثة مشاريع ضخمة في مصر الأول مشروع قناة السويس والثاني مشروع شبكة الطرق القومية الذي يستهدف زيادة أواصر الربط بين مناطق مصر وفتح آفاق التنمية والاستثمار في أماكن لم تكن فيها فرص استثمار موضحا أن خريطة مصر تتغير حيث كنا نستثمر في ما بين ستة إلى سبعة في المئة من مساحة مصر لكن تلك المنطقة ستشهد توسعا كبيرا لتمتد على أراضي مصر بالكامل. وأضاف أن المشروع الثالث هو استصلاح الأراضي بإضافة نحو أربعة ملايين فدان من الأراضي الزراعية في مصر مبينا ان بلاده ستبدأ بأول مليون فدان خلال الشهور القليلة المقبلة على أمل الانتهاء من استصلاح واستزراع المليون الأول خلال السنة ونصف أو السنتين المقبلتين فيما ستستكمل بقية اراضي المشروع تباعا. وعن التحديات الداخلية التي تواجه التنمية في مصر قال: "أننا يجب أن نعترف أن هنالك مشكلة كبيرة في مصر فهي دولة تعداد سكانها يصل إلى 90 مليون شخص وتحتاج إلى جهد وبناء بشكل كبير جدا لتلبية احتياجات الناس مضيفا ان بلاده تخطط لذلك بشكل متكامل إلا انها تحتاج إلى تعزيز ومضاعفة الاستثمارات العربية والأجنبية فيها". وردا على سؤال حول المؤتمر الاقتصادي المزمع إقامته في شهر مارس المقبل في شرم الشيخ أوضح أن مصر تجهز لذلك المؤتمر العالمي وتستعد له منذ عدة شهور لاسيما انه يستهدف مشاريع واضحة وجاهزة للتنفيذ بمجرد موافقة الشركاء والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب على الاستثمار في مصر ومنها المشاريع الثلاثة الضخمة التي تطرقنا إليها سابقا. وأضاف أن هناك ايضا مجالات ضخمة للطاقة يمكن الاستثمار فيها ونحن حريصون على ان يتم عرض مشاريع عديدة في ذلك المؤتمر بشكل متكامل ليطلع عليها المستثمرون ويكون بإمكانهم معرفة كل ما يتعلق بها والتعاقد على تنفيذها وبدء العمل بها. ودعا المستثمرين الكويتيين إلى المشاركة في المؤتمر الاقتصادي والاستفادة من الفرص الاستثمارية المعروضة فيه لاسيما ان تلك الفرص كبيرة جدا والعائد على دولنا منها لن يكون ماديا فقط مشددا على ضرورة العمل معا من اجل النهوض بتلك الدول. وعن ملامح السياسة الخارجية المصرية أوضح الرئيس أنه قال في خطاب التنصيب إن مصر تدير سياستها الخارجية بشكل توافقي وتتعامل مع كل العالم دون استقطاب أو محاور اذ ان فكرة العلاقات أو التعاون مع دولة على حساب دولة أخرى ليست من مفردات السياسة المصرية الحالية مضيفا اننا نتعاون مع كل الناس لأننا نحتاج إلى ذلك ولأن لمصر متطلبات كثيرة جدا هي في أمس الحاجة لان تحققها من خلال التعاون مع الجميع. وفي كلمة وجهها إلى الشعب الكويتي قال: "اسمحوا لي بأن أقول لكل أشقائي في الكويت وأرجو أن يتقبلوها مني … حافظوا على بلدكم واستقراره والأمن الموجود فيه ولا تختلفوا مع بعضكم فالكويت تسعكم وتزيد وأقول هذا الكلام إلى كل الأشقاء الذين يأتون من الدول العربية والخليج بأن يحافظوا على بلدانهم واستقرارها فنحن رأينا أمورا لا نود أن تروها".