_ قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فى تقرير نشرته، أمس، الثلاثاء، إن واشنطن فشلت فى الضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسى، فيما يخص سياسته تجاه معارضيه وخصومه، فيما اعتبرت أن الحلف الثلاثى بين مصر والسعودية والإمارات لمواجهة الإرهاب، هو غطاء لعدم تحقيق المزيد من خطوات الإصلاح. ودعت الصحيفة، للباحثين فى برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة "كارنيجى" للسلام الدولى فريدريك هرى وميشيل دن، إلى الأخذ فى الاعتبار 3 مخاطر ناجمة عن التحالف الأمريكى- العربى ضد تنظيم "داعش". وحددت هذه المخاطر الثلاثة كالتالى: وضع تعريف مطاطى ومرن للإرهاب، والتركيز على الفوز فى المعركة ضد "داعش" على حساب محاربة التطرف، ووضع الحلفاء العرب لبرامج أيديولوجية مضادة، دون تحقيق إصلاحات حقيقة تعالج الإرهاب. وفيما يتعلق بالخطر الأول، رأت الصحيفة أن وضع تعريف مطاطى ومرن بشكل مفرط للإرهاب يمكن أن يُغذى التطرف، وأن القادة فى مصر والسعودية ودول عربية أخرى يصنفون خصومهم السياسيين، لاسيما الحركات السياسية الإسلامية السائدة مثل جماعة الإخوان المسلمين على أنهم (إرهابيين)، بينما لا تعرفهم الولاياتالمتحدة على هذا النحو، مشيرة إلى أن هذه الحكومات تبنت قوانين صارمة لمحاربة الإرهاب، جرمت من خلالها حرية التعبير، وحرية تنظيم الجمعيات، والاحتجاج السلمى، كما نفذت هذه القوانين بحق العلمانيين والإسلاميين على حد سواء، ولفتت إلى المرسوم الرئاسى الأخير بمصر الذى نص على خضوع أى مدنى يهاجم المرافق أو المؤسسات العامة محكمة عسكرية، وقالت: "إن هذه القوانين من شأنها أن تدفع المزيد من الشباب للانضمام إلى صفوف الجهاديين، خاصة فى ظل تقويض قدرة جماعات المجتمع المدنى العلمانية التى تكافح الأفكار المتطرفة". وعن الخطر الثانى، رأت الصحيفة أن تركيز واشنطن على الفوز فى معركتها ضد (داعش)، سيفقدها حربها الأساسية ضد التطرف، وأوضحت أن تركيز الولاياتالمتحدة على مكافحة الإرهاب مع الدول العربية سيقلل من نفوذها فى دفع الإصلاحات التى من شأنها معالجة جذور التطرف، فعلى سبيل المثال، تُسارع واشنطن بنقل الأسلحة المتطورة ومروحيات الأباتشى إلى نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى لمكافحة التمرد المتفاقم فى سيناء، لكنها فى الوقت نفسه فشلت فى الضغط على السيسى للتخلى عن سياسة الأرض المحروقة تجاه معارضيه وخصومه السياسيين. أما بالنسبة للخطر الثالث، فأكدت الصحيفة أن شركاء الولاياتالمتحدة العرب يتبنون برامج أيديولوجية مضادة للإرهاب، لكنهم يتجنبون إجراء أى إصلاحات حقيقية من شأنها القضاء على جذور التطرف، وقالت إن السعودية والإمارات ومصر دشنت برامج (أيديولوجية مضادة) للإرهاب، و(مكافحة التطرف)، فى محاولة منهم لتقويض الأسس الدينية لتنظيم "داعش"، لكنها أوضحت أن هذه المبادرات والبرامج غالبا ما تستخدم كغطاء لعدم تنفيذ المزيد من الإصلاحات. ورأت "وول ستريت" أنه بقدر احتياج واشنطن إلى التعاون مع حلفائها العرب للتصدى لتهديد تنظيم «داعش»، بقدر ما يتوجب عليها أن ترفض القمع فى هذه الدول العربية.