انعقد في دبي بمشاركة خبراء وقادة فكر من أنحاء المنطقة والعالم، "مؤتمر جيتكس للبيانات الكبيرة". وشهد الحدث في دورته الثانية، التي أقيمت على هامش "أسبوع جيتكس للتقنية"، المتواصلة فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي حتى الخميس 16 أكتوبر، دعوات وُجّهت للشركات والمؤسسات الإقليمية كي تُسارع إلى العمل من أجل اقتطاع حصتها من السوق العالمية للبيانات الكبيرة، والمتوقع أن يصل حجمها إلى 15.1 مليار دولار في العام 2020. ودُعيت الشركات في المنطقة للاستفادة من المنافع المتأتية من البيانات الكبيرة في ضوء توقعات لشركة الأبحاث "فروست آند سوليڤان"، بأن يحقق حجم السوق العالمية للبيانات الكبيرة قفزة واسعة من 3.2 مليار دولار في العام 2013 لتصل إلى 15.1 مليار دولار في 2020، أي بنحو خمسة أضعاف، بالنظر إلى الأحجام الهائلة المتزايدة من البيانات المتولدة عن مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الأجهزة المحمولة وعمليات الأبحاث والتطوير، في شتى القطاعات.
وفي المقابل على الصعيد الإقليمي، تُظهر أرقام "فروست آند سوليڤان" أن سوق البيانات الكبيرة بدول مجلس التعاون الخليجي سيكون لها حصة كبيرة من السوق العالمية، إذ من المتوقع أن تنمو من 135.7 مليون دولار في العام 2013 إلى 635.5 مليون دولار في 2020.
هذا وأقيم "مؤتمر جيتكس للبيانات الكبيرة" تحت شعار "من البيانات إلى التوجيه الذكي"، حيث استضاف المؤتمر عدداً من المتحدثين الرئيسيين، مثل سايمون تورنس، عضو برنامج البيانات الكبيرة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ود. نيكولاوس مڤيديس، من معهد ماساتشوستس للتقنية، ونك ميلمان، المدير التنفيذي لدى "أكسنتشر".
وقال نك ميلمان، المدير التنفيذي لدى "أكسنتشر، الراعي البلاتيني لمؤتمر البيانات الكبيرة، خلال كلمته في المؤتمر "من المهم وضع استراتيجية واتخاذ خطوات أولية ملموسة من أجل الحصول على نتائج إضافية، إن عملية تشغيل البيانات الكبيرة لاتتطلب استثماراً كبيراً، أو طرق تنفيذ معقدة، الشيء المهم هو أن تبدأ بالتفكير بخارطة طريق شاملة بإعتبار أنك إن لم تبدأ السير على طريق البيانات الكبيرة الآن، فهناك خطر أن تتأخر بدل أن تتقدم الى الأمام، مما سينعكس سلباً على القدرات التنافسية لمؤسستك، وقدرتها على التطور والإزدهار في المستقبل".
وأشارت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس بمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية، إلى أن الغاية من عقد مؤتمر البيانات الكبيرة هذا العام، بعد النجاح القوي للدورة الافتتاحية العام الماضي، تمثلت في جمع خبراء البيانات الكبيرة وقادة الفكر المؤثرين للمساعدة في دفع عجلة الابتكار والتنمية في هذا المجال في المنطقة، وأكّدت لوه ميرماند أن نجاح المؤتمر في الوصول إلى الأهداف التي رسمها، سيما وأنه اشتمل على مجموعة من المتحدثين البارزين، الذين من الممكن أن تستفيد قطاعات متخصصة عديدة كالنفط والغاز والضيافة والتعليم والرعاية الصحية والاتصالات والتجزئة والحكومة والمال والمصارف من خبراتهم وأفكارهم التي نوقشت اليوم.
وتناول المؤتمر بالنقاش مسائل تمكين السكان باستخدام البيانات الكبيرة، ودفع عمليات التحليل التنبّؤي لدى الشركات، والعثور على مهنيين يتمتعون بالمهارات المناسبة في مجال البيانات الكبيرة، علاوة على دفع العائدات على الاستثمار.
وكانت شركة تقنية المعلومات العالمية البارزة "هواوي"، التي تشارك في المؤتمر كراعي ماسي، قد أعلنت حديثاً التوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة "إنتل" بشأن الأبحاث والتقنيات المتعلقة بالبيانات الكبيرة. ورعت المؤتمر كذلك شركتا "أكسنتشر" و"إس إيه بي" رعاية بلاتينية.
وقال بول ديڤلين، مدير إدارة المنصات التقنية لدى "إس إيه بي" الشرق الأوسط وإفريقيا، إن البيانات الكبيرة باتت تحظى بتقبل أكبر وتفهّم أكثر في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن مؤتمر البيانات الكبيرة يساعد على دفع هذا التوجّه. وأضاف: "يستطيع أي محلل مختص أن يؤكّد تحقيق البيانات الكبيرة لعائدات مجزية على الاستثمار، وفي هذا الأمر مكافأة كبيرة للشركات العاملة في دول الخليج، نظراً لأنه يزيد من نشاطها الإلكتروني".
وكان تقرير حديث صادر عن "آي دي سي" بعنوان "التوقعات العشرة الأهم لخدمات شبكات الأعمال في الشرق الأوسط للعام 2014"، قد أشار إلى أن الشركات الإقليمية باتت تطبّق حلولاً مبتكرة في مجال معلومات الأعمال دعماً لأنظمتها الأساسية التي تشمل الاتصال بين الأجهزة، وتحديد الهوية بموجات الراديو، والاتصالات الموحدة لتحسين العمليات، وتعزيز التنسيق بين الموظفين، وتمكين المعنيين من اتخاذ القرارات بطريقة أسرع، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
مقتطفات تقنية من "جيتكس" من جانب آخر، أقام "أسبوع جيتكس للتقنية" جلسات إحاطة متخصصة لتعزيز المحتوى المبتكر الخاص بالتبادل المعرفي. وصُمّمت الجلسات المختصّة، التي دُعي إليها تنفيذيون كبار، لتقديم تبادل المعرفة والتواصل المكثف على مستوى كبار المسؤولين. وغطّت هذه الفعاليات قطاعات رئيسية ضمّت النفط والغاز والخدمات المصرفية والمالية وتجارة التجزئة والحكومة والرعاية الصحية.
وشملت قائمة الشركات المحلية والعالمية التي شاركت في جلسات الإحاطة "إينوك" و"غارتنر" و"أكسنتشر" وجامعة هاسيلت، وبنك أبوظبي الوطني، و"هيئة الطرق والمواصلات بدبي".
وفي شأن ذي صلة، تستضيف مدينة دبي للإنترنت على منصتها الواقعة في منطقة الردهة الثانية بالقرب من بوابة المؤتمرات بمركز دبي التجاري العالمي، ضمن فعاليات "أسبوع جيتكس للتقنية"، عدداً من جلسات التبادل المعرفي المختصة.
ومن ناحية أخرى سلّطت الهيئة الوطنية لتنمية تقنية المعلومات في نيجيريا، والتي تمثل هذا البلد الإفريقي الكبير كشريك قُطري رسمي لأسبوع جيتكس للتقنية، الضوء على قطاع تقنية المعلومات والاتصالات المزدهر في البلاد، من خلال منتدى أقيم للاستثمار في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات النيجيري، دُعي إليه مستثمرون ومقدمو خدمات تقنية محتملون ممن يتطلعون إلى اقتناص الفرص المتاحة في البنية التحتية بالقطاع التقني المزدهر، بشقّيه العام والخاص، في البلاد.