أكد الباحث الأثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية احترام المسلمين عند دخولهم مصر ( 641 – 654 م ) لاحتفالات المصريين القدماء التى كانت تقام فى المناسبات التي لها علاقة بالموروث الثقافي المصري القديم ومنها ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوبأسوان ، والتى تحدث مرتين فى العام (مرة في 21 أكتوبر والثانية في 21 فبراير) ، مشيرا إلى أن التاريخ الإسلامي كان مشرقا في مصر فالمسلمون حرصوا على ألا يهدموا أثرا ولا هرما ولا معبدا ولا تمثالا. وقال الزهار – فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد – إن المسلمين اهتموا بعلوم الفلك خاصة في العصر الإسلامي الذهبي وتحديدا من القرن الثامن وحتى الخامس عشر هجريا ، مشيرا إلى أن إسهاماتهم فى مجال الفلك كتبت أغلبها باللغة العربية ووقعت في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والأندلس وشمال أفريقيا. وأضاف أن المسلمين احتفوا ببعض الموروثات الفرعونية مثل استعمال ورق البردي كمادة للكتابة إذ بقى يستعمل لفترة أخرى لكتابة القرآن الكريم ، مشيرا إلى أن أول كتاب من الورق ظهر في بغداد عام 870 م ، و استمرت المنافسة بين ورق البردي والورق الجديد حتى القرن الثاني عشر الميلادي حيث أنهى الورق الجديد تماما استعمال البردي كمادة للكتابة. وأوضح الزهار أن علم الفلك قد نشأ مثله مثل العلوم الإسلامية الأخرى عن طريق الاستفادة مما سبق ثم محاولة تطويره و كانت لعلوم الفلك المصرية القديمة فى التاريخ الفرعوني بالغ الأثر في ذلك. وأشار إلى أن علماء الفلك المسلمين قاموا بتطوير العديد من الأدوات الفلكية بالإضافة إلى أنواع متعددة من الأسطرلابات "آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب ذات الصفائح وهو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية" ، والتي تم اختراعها على يد مريم الاسطرلابي في القرن الثاني قبل الميلاد ، مؤكدا أنه تم إدخال العديد من التطويرات المهمة لتلك الأدوات التى استخدمها المسلمون في مجالات متعددة مثل الفلك والتنجيم والأبراج والملاحة ومعرفة الوقت وتحديد اتجاه القبلة.