انتشرت في مدينة الأقصر معاهد لصناعة البردي وأصبحت من أكثر السلع التي تجزب السائحين من شتي بقاع العالم ويقف السائحون مبهورين بهذه الصناعة الحديثة التي طورها أحفاد الفراعنة في الأقصر. كانت البرديات مادة للكتابة المتداولة في العالم القديم ودونت علي أوراق البردي أرقي وأسمي العلوم الإنسانية التي كانت مصر مهدها ويعتبر البردي توأم علم النقوش وكل منها نما وترعرع في بيئة مصرية. استحوذت دراسة البرديات علي اهتمام العلماء والباحثين حيث فتحت اكتشافات البرديات مع بداية القرن العشرين آفاقا علمية هائلة في علوم المصريات. استعمل المصريون القدماء البردي في العديد من الاستخدامات منها بناء المراكب وعمل الحصير والمفارش والسلال والصناديق. يقول عبد المنعم عبد العظيم باحث علمي كان إنتاج البردي محاط بالكتمان وكانت مصر هي الدولة المحتكرة لإنتاجه وأشار الباحث إلي أن علم البرديات هو علم القرن التاسع عشر حيث بدأ العلماء يأتون إلي مصر لعمل حفريات واستخراج أوراق البردي من توابيت الموتي. عثر علي أول بردية كانت قد كتبت بالعربية1824 بواسطة الفلاحين المصريين بالقرب من دير أبو هيرمس وأول اكتشاف في الفيوم1880 وهناك أماكن أخري عثر علي البردي فيها منها ميت رهينة والبهنسا والأشموني وأخميم وإدفو وأسوان وفي هذه الأيام عاد البردي من جديد ليحتل مكانا برزا في السلع السياحية. ويقول إسماعيل عبد الحميد مدير أحد معاهد البردي بالأقصر بأن هناك إقبال من السائحين علي شراء البردي المنقوش بالرسوم الفرعونية ويحرص زوار الأقصر علي اقتنائها وحازت لوحات البردي الفنية اهتماما عالميا حتي باتت أروع السلع المصرية التي تقدم كهدايا للسائحين. ويقول إن معاهد البردي طورت من هذه الصناعة حيث يشاهد السائح الزائر للمعهد شرح مفصل أولا عن البردي وكيفية صناعته علي الطبيعة ونحن كمهتمين بصناعة البردي نطالب بالسماح بإعادة الكتابة علي أوراق البردي القديمة حتي نصبح أوراق البردي بالفعل سلعة تجارية وعلمية للباحثين والمهتمين بالمصريات ونحن نتسأل لماذا لا يقوم فنانونا الكبار برسم لوحاتهم علي أوراق البردي المصرية الخالصة لتكون لها الطابع المصري الخالص ونتميز بها في العالم ونتمني إقامة معرض لفنون البردي في الأقصر وأن يدرس في المعاهد والكليات. مصطفي عبد الحق الأقصر رابط دائم :