كتب "باتريك كينجسلي" أن مظاهرات مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي في مصر يوم الأحد– بدلا من أن تؤكد على وحدة البلاد في يوم تحتفل به بما تراه انتصارها في حرب 1973- أكدت الرسائل التي أسفرت عنها مزيدا من الانقسام. وقال الكاتب في مقاله على موقع صحيفة الجارديان، إن 44 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات أمس الأحد، في الوقت الذي تنافست فيه الفصائل السياسية المختلفة لإحياء ذكرى مرور 40 عاما على يوم 6 أكتوبر الذي يمثل أهمية خاصة لكثير من المصريين. ويقول الكاتب "أصبحت القاهرة (قصة تحريرين)، ميدان التحرير في الشرق حيث تقوم طائرات الهليكوبتر باستعراضاتها فوق فرق موسيقية مؤيدة للجيش، وشارع التحرير في الغرب حيث الشرطة والمدنيون في الجوار يطلقون الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المسيرات المؤيدة لمرسي". ويقول "ملأت مسيرات أنصار مرسي كل شوارع الجيزة الرئيسية في غرب القاهرة، للاحتجاج على عزل قائدهم، بينما احتشد المعارضون في ميدان التحرير للاحتفاء بدور الفريق السيسي في إسقاطه". وينقل الكاتب عن متظاهر حمل صورة السيسي في عنقه قوله "اليوم يبدو كيوم نصر ثان… نشعر أننا استعدنا بلدنا من عصابة لا تنتمي لمصر"، في إشارة لداعمي مرسي من جماعة الإخوان المسلمين. ويقول في الناحية الأخرى من المدينة، حمل المحتجون لافتات صفراء ترمز لذكرى الذين لقوا مصرعهم في "مذابح متعددة" لمؤيدي مرسي وكان لهم فكرة أخرى عما يعنيه هذا اليوم. وينقل عن أحدهم الذي يقول إنه يعمل صحفيا قوله "اليوم نقول لا للانقلاب العسكري ونستعيد الحرية"، بينما يهتف الجمع "السيسي قاتل"، على عكس المزاج في ميدان التحرير حيث يرى آخرون أن "السيسي مثل النيل منبع الحياة في مصر"، مشيرا إلى أن كثيرين يرغبون في أن يكون السيسي الرئيس المقبل. ويقول إن أنصار مرسي –الذين ترجح الاستطلاعات أنهم يشكلون أقلية كبيرة- حاولوا الوصول لميدان التحرير، مما أدى لمواجهات دموية مع قوات الجيش والشرطة. ويضيف أن معارضيهم يقولون بأنهم "يتعمدون السعى إلى العنف من أجل كسب مزيد من التعاطف على المستوى الدولي، أو من أجل أن تمنحهم الحكومة الحالية تنازلات عبر التفاوض". وينقل عن الروائي الشهير علاء الأسواني، المعروف بانتقاده الشديد لجماعة الإخوان، قوله "إنهم يحاولون خلق الاضطراب في كل مكان، فيصبح الأمر عند نقطة معينة كالتالي: حسنا…أوقفوا الاضطرابات…مالذي تريدونه؟ هذا ليس احتجاجا سلميا". ويشير الكاتب لتعرض خالد داود –المتحدث السابق باسم جبهة الانقاذ- لهجوم من قبل مؤيدي مرسي قبل أيام ومكوثه بمستشفي للعلاج من أثر طعنات بالسكين. ويقول إنه كانت هناك أنباء عن اشتباكات في أماكن أخرى بالقاهرة والمدن الأخرى، "على الرغم من أن الجزء الأكبر من البلاد ظل هادئا". ويقول أيضا إن بعض المصريين يعبرون عن إحباطهم من وقوعهم بين ما يرونه جانبي عملة واحدة للاستبداد؛ الجيش وجماعة الإخوان.