رجحت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، أنه للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام، يبدو أن جميع الأطراف في الصراع الدائر في سوريا، باستثناء الثوار، متفقون. وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه في غضون 24ساعة من تقديم الخطة الروسية- الأمريكية، أبدت الصين وإيران دعمهما لهذه الخطة التي تقضي بتسليم سوريا ترسانتها الكيميائية. وأضافت أنه "نتيجة لذلك، نحى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يلمح بشكل متزايد إلى إمكانية عدم موافقة "الكونجرس" على توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، هذه الفكرة جانبًا، إذ أنه يعتبر توقيع سوريا على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية انفراجة لا يستهان بها". وأشارت إلى أن الخيار الدبلوماسي له الكثير من المزايا الحقيقية، فالخطوات الأولى تبدو واضحة؛ إذ أن توقيع الأسد على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والانضمام إليها، يعتبر خطوة قريبة المنال، كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ولكن الخطوات القادمة ستكون هي الأصعب. وتابعت الصحيفة: "عقب 30يومًا من توقيع المعاهدة، سيؤدي استخدام أو تخزين سوريا للأسلحة الكيميائية غير القانونية إلى زيارات تفتيش طارئة، وفي خضم الحرب الأهلية، يُعد هذا أمرُا لا ينبغي الاستهانة به". وشددت "ذي جارديان"، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، على أنه في الوقت الراهن لا ينبغي أن تسمح الأزمة والشكوك حول تنفيذ المبادرة الروسية- الأمريكية بحجب الهدف النهائي، فإذا كان مسار اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية سيستغرق وقتًا طويلًا، فلا مانع من ذلك، لأن الأهم هو نبذ استخدام القوة العسكرية، والذي قد يكون الثمن المطلوب دفعه فقط، بدلًا من استمرار الإدارة الأمريكية في حالة الانقسام التي تشهدها حاليًا بشأن هذا الأمر.