أكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه 3 سيناريوهات ممكنة في مواجهة الكونجرس الأمريكي بشأن التصويت على التدخل العسكري في سوريا. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أوباما، الذي تصفه صحف أمريكية وغربية ب«المحارب المتردد»، بعد إرجاء الضربة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى الحصول على موافقة الكونجرس، يخشى العزلة دوليًا ومازال يبحث عن حلفاء، إلى جانب عدم اقتناع الرأي العام الأمريكي بتلك الخطوة. وذكرت «لوموند» أن الدراسات الأمريكية تؤكد أن 80% من المواطنين الأمريكيين يفضلون حصول أوباما على الضوء الأخضر من الكونجرس، الذي سيعقد اجتماعًا في 9 من الشهر الجاري، قبل التحرك، بيد أن الدستور الأمريكي لا ينص على ذلك، مضيفة أن تصويت البرلمانيين لصالح التدخل سيسمح للبيت الأبيض بتقاسم مسئولية القرار، وذلك بعد 10 سنوات من الحرب على العراق. واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن قرار اللجوء إلى تصويت بالكونجرس الأمريكي يعد رهانًا محفوفًا بالمخاطر، ورسمت 3 سيناريوهات أمام أوباما في مواجهة الكونجرس بشأن العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا، موضحة أن السيناريو الأول هو «حصوله على الضوء الأخضر» بموافقة مجلس الشيوخ ومجلس النواب على مشروع القرار، وفي هذه الحالة سيكون معززًا سياسيًا وله شرعية كاملة لشن هجمات ضد سوريا. أما السيناريو الثاني الذي توقعته «لوموند» فيتمثل في «رفض الكونجرس» التدخل عسكريًا في سوريا، وتجاهل ذلك من جانب أوباما، مما سيضعه في مأزق: فإما احترام قرار البرلمان، وبالتالي الرأي العام الأمريكي، أو أن يستحضر تصريحاته السابقة، التي أكد من خلالها أن القواعد الدولية بما في ذلك حظر الأسلحة الكيميائية لا ينبغي أن تنتهك. وأضافت أن السيناريو الأخير هو «رفض الكونجرس، والتزام أوباما بقرار النواب»، وفي هذه الحالة فإن الرئيس الأمريكي قد يتراجع ويتخلى عن توجيه الضربات العسكرية ضد سوريا حتى وإن كانت ذات أهداف محددة. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه فى حالة حدوث السيناريو الثالث والأخير فإن الرئيس الأمريكي والولايات المتحدة سيفقدون مصداقيتهم، متوقعة أنه سيسعى ولحفظ ماء الوجه، لفرض عقوبات جديدة ضد سوريا أو محاولة التوصل إلى حل سياسي من مؤتمر السلام «جنيف 2»، الذي تدعو إليه روسيا.