واصل مئات المحتجين في تركيا تظاهرهم لليوم الثالث في اسطنبول و أنقرة، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بينهم وبين الشرطة التي قامت باطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين، مما أدى إلى اصابة العشرات و اعتقال ما يقرب من ألف شخص. بينما قال رئيس الوزراء التركي -رجب طيب أردوغان- إن المحتجين يحاولون تقويض الديمقراطية في البلاد، واتهمهم بتخريب الشوارع وتحطيم نوافذ المحلات التجارية، وتسائل "هل هذه هي الديمقراطية؟"، كما رفض اتهامهم له بالديكتاتورية وقال انه "كرس نفسه لخدمة الأمة". و يقول مسؤولون -وفقا ل "بي بي سي"- إن 26 شرطيا و53 مدنيا أصيبوا، وإن اصابة أحدهم خطيرة، كما صرح وزير الداخلية التركي – معمر غولر- بإنه تم الافراج عن بعض الذين تم اعتقالهم بينما سيحاكم البعض الآخر. وتعتبر هذه من اكبر الاحتجاجات التي شهدتها تركيا منذ سنوات، ويبدو أنها اتسعت لتتحول الى تحد اوسع لاردوغان وحزبه "العدالة والتنمية". و وفقا لبي بي سي، بإن الاشتباكات كانت محدودة في شوارع اسطنبول في الساعات الاولى من صباح اليوم "الاحد"، ويبدو أن الامطار المستمرة حدت من الاحتجاجات، وذهب الكثيرون الى منازلهم للراحة، ولكن الاشتباكات والاحتجاجات تشتد مساءا و قد تستأنف لاحقا. ويذكر أنه قد احتشد الآلاف من المتظاهرين يوم السبت في ميدان تقسيم بينما انسحبت الشرطة. وكانت بداية الاحتجاجات نزاع حول قرار الحكومة هدم حديقة غازي بالقرب من ميدان تقسيم وبناء مجمع تسوق على أراضيها، ولكن رد فعل الشرطة العنيف تجاه المحتجين باستخدام الغاز ادى إلى رد فعل غاضب سرعان ما انتشر إلى مختلف أرجاء البلاد. ويقول وزير الداخلية التركي، غولر، إن نحو 90 مظاهرة جرت في 48 مدينة. وقد ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواصلة الاحتجاجات.