تأتي الانتخابات العامة في بلغاريا بعد استقالة حكومة "غيرب" في فبراير/ شباط تحت وطأة احتجاجات حاشدة على تدني مستوى المعيشة وانتشار الفساد. تشير استطلاعات رأي الناخبين بعد خروجهم من مراكز الإقتراع في الانتخابات العامة في بلغاريا إلى تقدم حزب يمين الوسط "غيرب" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف بفارق ضئيل عن منافسيه الاشتراكيين. وبعد إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات التي جرت الأحد، أشارت الاستطلاعات إلى حصول غيرب على نسبة تتراوح بين 30 و33 في المئة من أصوات الناخبين بينما حصل حزب "بي اس بي" الاشتراكي على نسبة تتراوح بين 25 و27 في المئة. وتأتي الانتخابات بعد استقالة حكومة "غيرب" في فبراير/ شباط تحت وطأة احتجاجات حاشدة على تدني مستوى المعيشة وانتشار الفساد. وبعد انتهاء التصويت تجمعت حشود خارج مركز الاقتراع في قصر الثقافة بالعاصمة صوفيا لرفض أي محاولة جديدة لتشكيل حكومة جديدة بقيادة غيرب، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في بلغاريا نيك ثورب. وأشارت وسائل إعلام بلغارية إلى وقوع صدامات استمرت لفترة وجيزة بين محتجين كانوا يهتفون بكلمة "مافيا" وعناصر الشرطة. وإذا ثبتت صحة استطلاعات الرأي، فإنه سيكون هناك فارق كبير لحصول غيرب على الأغلبية في البرلمان الذي يتألف من 240 مقعدا. ولكي يتمكن الحزب من تشكيل حكومة، فإنه سيحتاج إلى دعم من أحزاب أعلنت بالفعل معارضتها لتشكيل حكومة جديدة بقيادة بوريسوف. وشهدت حملة الانتخابات في أفقر دول الاتحاد الأوروبي عدم اكتراث من الناخبين فضلا عن مزاعم تزوير. ومن بين الأحزاب الأخرى التي يتوقع أن تحصل على أكثر من 4 في المئة من الأصوات، وهو الحد الأدنى المطلوب لدخول البرلمان، حركة الحقوق والحريات، التي تمثل الأقلية التركية وحزب "اتاكا" القومي المتشدد. تجمعت حشود خارج مركز الاقتراع في قصر الثقافة بالعاصمة صوفيا لرفض أي محاولة جديدة لتشكيل حكومة جديدة بقيادة غيرب. أزمة اقتصادية واجتماعية وأثار احتمال عدم وجود فائز واضح في الانتخابات المخاوف من إفراز برلمان معلق والمزيد من عدم الاستقرار في البلاد. وقبيل الانتخابات، أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات انخفاض نسبة الإقبال على التصويت مقارنة بالانتخابات السابقة التي أجريت عام 2009. وكان الرئيس روسين بليفنلييف حض البلغاريين على الإدلاء بأصواتهم لضمان نزاهة النتائج. وتقود بلغاريا حكومة انتقالية منذ أن أجبرت الاحتجاجات الحاشدة بوريسوف على الاستقالة في فبراير/شباط. وقبيل انتخابات الأحد، قال زعيم يمين الوسط إنه سيكون سعيدا بالانضمام للمعارضة، بينما أكد سيرغي ستانيشيف زعيم الحزب الاشتراكي "بي اس بي" إنه إذا فاز حزبه فلن يكون رئيسا للوزراء. وتعهد "غيرب" بالإبقاء على الديون في نطاق السيطرة، بينما يقول الاشتراكيون إنهم سيزيدون الإنفاق ويعملوا على إيجاد المزيد من الوظائف. ويقول مراسل بي بي سي في صوفيا إن بلغاريا تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تقترب نسبة البطالة من 12 بالمئة وفقا للتقديرات الرسمية، فيما تتجاوز 18 بالمئة وفقا لتقديرات غير رسمية. وعشية الاقتراع، أعلنت السلطات مصادرة 350 ألف بطاقة اقتراع غير قانونية في مطبعة يمتلكها عضو في حزب (غيرب). كما شاب الحملات الانتخابية الكشف عن حدوث حالات تنصت غير قانوني على سياسيين. ويشارك في مراقبة عملية الاقتراع أكثر من 250 مراقبا دوليا.