صرح الدكتور عزالدين الدنشارى، أستاذ الفارماكولوجى والسموم، فى صيدلة القاهرة بأن هناك أنواعا من الأعشاب الطبيعية قد تؤدي إلى الوفاة أو التسمم . حيث أكد بأن أن هناك أعشاباً تزيد من مخاطر الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، فتعاطى الثوم أو الزنجبيل أو الكركم مثلاً، قد يسبب حدوث نزف فى المرضى الذين يعالجون بأدوية تساعد على زيادة سيولة الدم. وهناك أعشاب تمثل خطراً على الحوامل والأجنة، حال تعاطى القهوة والعرقسوس بكميات كثيرة، والسنامكى والشيح والنعناع، وقد تبين أن إفراط المرضعات فى تعاطى الشيكولاتة – وهى من أصل عشبى – والشاى والقهوة، يؤدى إلى الإصابة بالأرق والعصبية والرعشات والإسهال للأطفال الرضع، كما يؤدى تعاطى الثوم إلى تغير طعم لبن الأم، مما يترتب عليه عدم تقبل الطفل للرضاعة، وقد يسبب تعاطى الثوم إصابة الرضيع بالمغص . ويمكن تقسيم الأعشاب إلى نوعين الأولى تضم أعشاب توارثتها حضارات بعد أخرى، وأصبحت تراثاً شعبياً، وهذه الأعشاب منها ما يستخدم للتنشيط البدنى والذهنى، مثل الشاى والقهوة، ومنها ما يستخدم لعلاج أعراض مرضية بسيطة، مثل النعناع والينسون والقرفة والزنجبيل والثوم، ورغم أن هذه النوعية من الأعشاب لم يتضح أى ضرر من استخدامها على مدى سنوات طويلة، فإن البحوث الحديثة كشفت أن بعضها قد يسبب أضراراً إثر استخدامها فى حالات أو ظروف معينة، فقد تبين أن تعاطى بعضها، مثل الجريب فروت، قد يؤدى إلى زيادة مفعول بعض الأدوية المصنعة وسميتها، وأن تعاطى أعشاب مثل العرقسوس والجنسنج يسبب تقليل فاعلية الأدوية المستخدمة فى علاج ارتفاع ضغط الدم . وأضاف أن المجموعة الثالثة تضم منتجات عشبية أو عناصر عشبية أو عناصر فعالة مستخلصة من الأعشاب، على أسس علمية، لاستخدامها فى علاج الأمراض، وحتى تتحقق فاعلية المنتج العشبى فى علاج مرض ما، وللتأكد من أمان استخدامه، لابد من إجراء دراسات على حيوانات التجارب، وأخرى على الإنسان، تفيد بأن العشب فعال، ولا يسبب أضراراً للمريض . وأضاف بأنه قد يكمن الخطر فى تناول المريض عشباً لا يشفيه من المرض الذى يشكو منه، فإذا كان يتناول عشباً وصفه له أحد أصدقائه لعلاج ضغط الدم المرتفع مثلاً، وكان هذا العشب غير خاضع للدراسات العلمية، فإن ضغط دم المريض سوف يستمر فى الارتفاع، الذى قد يصل إلى حد الخطر الداهم على المريض .