قال مستشار وزارة الخارجية الصيني يانغ جيشي إن "معالجة المسألة النووية الكورية تخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف". قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الصين "جادة تماما" فيما يخص التعهد الذي قطعته على نفسها بالعمل في سبيل نزع فتيل التوتر المحيط ببرنامج كوريا الشمالية النووي. وكانت الصين والولاياتالمتحدة قد اعلنتا في وقت سابق عن التزامهما الكامل بجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة الاسلحة النووية. وقال كيري إن الجانبين سيتابعان الاتصالات للتوصل الى السبيل الأمثل لتحقيق هذا الهدف. وقال مستشار وزارة الخارجية الصيني يانغ جيشي إن "معالجة المسألة النووية الكورية تخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف". داميان غراماتيكوس – بي بي سي – بكين تتسارع الخطى الدبلوماسية لايجاد حل للتوتر الذي يعصف بشبه الجزيرة الكورية والذي توجته التهديدات التي اطلقتها كوريا الشمالية باشعال حرب نووية في المنطقة. ويعتبر تعهد الصين بالعمل سوية مع الولاياتالمتحدة لنزع فتيل التوتر اشارة الى غضب بيكن من بيونغيانغ. فالصين، وهي حليفة كوريا الشمالية الوحيدة، لن تتوقف عن دعم حليفتها، ولكنها تريد تهدئة الموقف. ولكن هل تستمع بيونغيانغ الى نصيحة بكين؟ هذا هو السؤال الذي يحير المحللين. ففي الاسابيع الاخيرة، اوضحت بيونغيانغ بما لا يدع مجالا للشك بأنها تنظر الى مسألة امتلاكها للاسلحة النووية باعتبارها امرا ضروريا لديمومتها وقالت علانية إنها لن تتخلى عن هذه الأسلحة. وتشير التكهنات الى ان كوريا الشمالية تعد العدة لاطلاق صاروخ جديد، وذلك بعد ورود تقارير تتحدث عن قيامها بنقل صاروخين بالستيين من طراز (موسودان) الى ساحلها الشرقي. وقال كيري تعقيبا على ذلك إن قيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخ في هذه المرحلة سيكون "خطأ فادحا." وأضاف المسؤول الأمريكي عقب اجتماعه في بكين بالرئيس الصيني شي جينبينغ وغيره من كبار القادة الصينيين ان حكومتي البلدين تناشدان كوريا الشمالية "الكف عن اتخاذ خطوات استفزازية، بما فيها اطلاق اي صواريخ في المستقبل." ومن المقرر ان يواصل كيري جولته الآسيوية يوم الأحد بزيارة لليابان. وعقب الاجتماعات التي اجراها كيري في بكين، قال يانغ إن موقف بلاده ازاء الازمة الكورية "واضح جدا"، مضيفا ان "الصين ملتزمة التزاما صريحا بتوطيد السلم والأمن وبدفع عملية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية الى الأمام." وأكد المسؤول الصيني على ان هذه المسألة يجب ان تحل عن سلميا طريق الحوار. وأعلن في وقت لاحق ان رئيس الاركان الامريكي الجنرال مارتن دمبسي سيزور بكين في وقت لاحق من الشهر الجاري على رأس وفد استخباري. وقال كيري إنه يريد ان يضمن بأن التعهدات التي اعلن عنها يوم السبت لم تكن "مجرد كلام" مضيفا "لا شك لدي على الاطلاق بأن الصين جادة جدا فيما يخص نزع السلاح النووي." وكان كيري قال خلال زيارته لكوريا الجنوبية قبل أن يغادر إلى بكين إن الصين باعتبارها الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية وممولها المالي وأقرب حليف لها، فإنها تملك قدرة خاصة على ممارسة تأثير على بيونغيانغ. وهذه أول زيارة لكيري إلى الصين بوصفه وزيرا لخارجية الولاياتالمتحدة. ودعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، من جهته إلى السلام والحوار ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية خلال محادثاته مع كيري. ونقل التلفزيون الصيني عن رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانغ، قوله مخاطبا كيري "إن التصعيد لا يخدم مصالح أي طرف. يجب على جميع الأطراف أن تتحمل المسؤولية عن حفظ السلام والأمن في المنطقة وأن تتحمل العواقب". وأضاف قائلا "الاضطرابات والاستفزازات في شبه الجزيرة الكورية ستضر بمصالح جميع الأطراف، وهي مثل رفع الصخرة لتقع على رجل الواحد منا". ويقول محللون إن الصين ترغب في تهدئة الولاياتالمتحدة للتوترات بينما يقول مسؤولون أمريكيون إن الصين تحتاج إلى القيام بالمزيد من أجل ردع حليفتها كوريا الشمالية. وهددت كوريا الشمالية خلال الأسابيع الأخيرة بشن حرب نووية على كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة ردا على العقوبات والمناورات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية وقوات كوريا الجنوبية. وأكد كيري السبت انه في حال أوقفت كوريا الشمالية برنامجها النووي – واذا "زال التهديد" على حد تعبيره – "فلن يتبقى للولايات المتحدة نفس الدافع لاتخاذ موقف متشدد كالذي تتخذه حاليا." وكانت وكالة شينخوا الصينية الرسمية للانباء قد نشرت السبت مقالا قالت فيه إن واشنطن كانت "تذكي النيران" بارسالها تعزيزات عسكرية الى المنطقة. Source: BBC