نجحت البورصة المصرية لدى إغلاق تعاملات الخميس نهاية تداولات الإسبوع في وقف نزيف خسائرها الحادة التي منيت بها منذ مطلع الأسبوع لتسجل مؤشراتها ارتفاعا جماعيا مدعومة بتحسن أداء بعض الأسهم الكبرى والقيادية وسط عمليات شراء من مستثمرين أفراد عرب ومؤسسات مصرية في محاولة لاقتناص فرص التدني الحاد الذي سجلته الأسهم وانتظارا لأية أنباء إيجابية خاصة ما يتعلق باتفاق قرض صندوق النقد الدولي. وربح رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 8ر2 مليار جنيه ليصل إلى مستوى 7ر348 مليار جنيه مقابل 9ر345 مليار جنيه الأربعاء فيما بلغ حجم التداول الكلي بالسوق 6ر330 مليون جنيه. وارتفع مؤشر السوق الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 19ر1 % ليبلغ مستوى 05ر4985 نقطة كما زاد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة /إيجي إكس 70/ بنحو 55ر0 % ليبلغ 03ر434 نقطة شملت الارتفاعات مؤشر/إيجي إكس 100/ الأوسع نطاقا والذي أضاف نحو 74ر0 % إلى قيمته ليبلغ 37ر724 نقطة. وقال وسطاء بالبورصة إن تعاملات الخميس بدأت على تراجع ملحوظ امتدادا للهبوط الذي تشهده السوق منذ مطلع الأسبوع إلا أن ظهور عمليات شراء من مستثمرين عرب ومؤسسات مصرية بعد مرور نحو ساعة من بدء التداولات ساعد في تبديل دفة المؤشرات نحو الصعود. من جانبها قالت مروة حامد مدير إدارة التنفيذ بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية إن تعافي السوق خلال تعاملات اليوم يعد أمرا إيجابيا وهاما للغاية خاصة أن المؤشرات كانت مقبلة على كسر نقاط دعم أكثر أهمية وتخطيها وهو ما يعني دخول السوق في دوامة من الهبوط العنيف قد تجعله يحتاج مزيدا من السيولة والوقت للتعافي بعد ذلك. وأضافت أن الارتفاعات التي شهدتها السوق اليوم تشير إلى احتمالات مواصلة التعافي النسبي ربما لجلستين أو ثلاثة جلسات ليستهدف المؤشر الرئيسي مستوى 5200 نقطة من جديد بعدما كان قد اقترب من دعمه الرئيسي عند مستوى 4800 نقطة. وأشارت حامد إلى أن استمرار ضعف السيولة قد يهدد قدرة السوق على مواصلة التعافي بشكل أكبر خلال الأسابيع المقبلة خاصة في ظل غياب الأنباء الإيجابية واستمرار الوضع السياسي على ما هو عليه الآن. وأوضحت أن سهم البنك التجاري الدولي قاد التحسن بالسوق اليوم صاحبه نشاط نسبي لأسهم أوراسكوم للانشاء وأوراسكوم للاعلام وبعض الأسهم التي أعلنت شركاتها عن توزيعات نقدية على مساهميها مثل المصرية للاتصالات وسيدي كرير للبتروكيماويات. ورأت حامد أنه في حال التوصل لاتفاق بشأن قرض صندوق النقد الدولي فإن ذلك سينعكس إيجابيا على أداء البورصة خاصة أن هذا الاتفاق من شأنه أن يوقف الصعود المستمر للدولار في السوق الموازية والتي سجل خلالها الدولار مستويات غير مقبولة أمام الجنيه قد تنذر بأوضاع إقتصادية أكثر سوءا. واعتبرت أن دعاوى بعض القوى السياسية للتظاهر بعد غد السبت في ذكرى تأسيس حركة 6 أبريل لم يكن لها تأثير يذكر خلال تعاملات اليوم نظرا لتعطش السوق والمستثمرين لأية مكاسب ما جعلهم يتجاهلون الأنباء السلبية كما تجاهل المستثمرون أنباء التراجع الطفيف للاحتياطي النقدي الأجنبي.