أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن موقف مصر من الأزمة السورية يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسى لتجنب تقسيم البلاد..ولكنها لاتقدم الأسلحة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الخارجية اليوم /الثلاثاء/ مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس فى ختام جلسة مباحثاتهما بباريس. وردا على سؤال حول ما أقرته القمة العربية الأخيرة من حق الدول الأعضاء في الجامعة العربية منفردة في تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية المسلحة..شدد عمرو على أن مصر لا تقدم الأسلحة ، ولكن ها تقدم الدعم السياسي..مشيرا إلى أن مصر أكدت مرارا أن الدعم والحل السياسي أمر مهم لتجنب تقسيم سوريا إلى دويلات وهو ما سيؤثر ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها. وقال وزير الخارجية أن الرئيس محمد مرسى قام منذ عدة أشهر بطرح مبادرة بشأن الحل السياسي فى سوريا وتضم كل من المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا إلى جانب الجامعة العربية والمبعوث الدولى المشترك الأخضر الإبراهيمى. وأضاف أن المبادرة تقوم على أساس أن يتم تشكيل وفد من الإئتلاف الوطنى السورى المعارض للتفاوض مع ممثلين عن النظام "ممن لم تلطخ إيديهم بالدماء" من أجل بلوغ هدف الحل سياسيا..موضحا أن مصر تعتقد أن هذا الطرح سيؤدى إلى الإنتقال فى سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السورى وفى نفس الوقت يحافظ على التعديية المجتمعية فى سوريا "وهذا إسهام كبير من جانب مصر" فى جهود التوصل إلى الحل السياسي. ومن ناحية أخرى..وصف وزير الخارجية العلاقات بين مصر وفرنسا بإنها "قديمة ووثيقة" بل وتتطور بإستمرار لصالح البلدين وذلك على المستوى السياسي كما الاقتصادى حيث أن فرنسا تعد ثالث أكبر مستثمر أوروبى فى مصر..معربا عن أمله أن تشهد الاستثمارات الفرنسية زيادة خلال الفترة المقبلة. وقال عمرو انه التقى صباح اليوم مع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند خلال جلسة مباحثات عقدت بالإليزيه قبل أن يجتمع مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس. وأوضح انه بحث بشكل مفصل مع وزير خارجية فرنسا ما يدور فى مصر والجهود الجارية منأجل إستكمال عملية الإنتقال فى المستقبل القريب. وأضاف وزير الخارجية انه أكد لنظيره الفرنسى حرص مصر وعزمها حماية الاستثمارات الفرنسية فى مصر. وذكر ان مباحثاته مع فابيوس تركزت أيضا على الأوضاع الاقليمية وعلى رأسها النزاع الفلسطينى-الإسرائيلى حيث أكد الجانبان ضرورة الوصول إلى حل سريع للقضية التى تعود إلى عقود من الزمان. وشدد عمرو على انه من الصعب التحدث عن السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس بينما تواصل إسرائيل سياسة الإستيطان..مشيرا إلى وجود تقارب فى وجهات النظر بين باريس والقاهرة حول هذا الأمر. وفيما يتعلق بسوريا..أكد وزير الخارجية انه لا يمكن السكوت على المأساة التى تشهدها سوريا مع وجود عشرات الاف من القتلى وأكثر من مليون ونصف المليون لاجىء وايضا النازحين فى داخل سوريا نفسها. وقال انه شدد خلال مباحثاته مع نظيره الفرنسى على تأييد مصر للإئتلاف الوطنى السورى المعارض ورئيسه معاذ الخطيب..مشيرا إلى انه اتفق مع الجانب الفرنسى على التعاون فى هذا الإطار. وأشار إلى انه استعرض مع فابيوس كذلك القمة الافريقية-الفرنسية التى ستعقد برئاسة مشتركة مصرية-فرنسية قبل نهاية العام بفرنسا والتى سيسبقها إجتماعا وزاريا سيعقد بالقاهرة وسيتم الترتيب له خلال الفترة القادمة. وحول الرسالة التى يريد توجيهها إلى أوروبا من خلال زيارته إلى باريس..أكد وزير الخارجية أن أوروبا كانت دائما شريكا لمصر والشرق الأوسط فى العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وأن مصر تمر بمرحلة تتطلب مساندة اصدقائها من خلال دعم السياحة والاقتصاد. وأضاف انه فيما يتعلق بالشق السياسي فانه ينبغى التنسيق بين مصر وأوروبا فيما يتعلق بالملف الفلسطينى والأزمة السورية. وفيما يتعلق بمالى ، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو ان مصر أكدت قبل الأحداث العسكرية فى مالى أن محاربة التطرف يجب أن تتم من خلال إطار شامل وألا تأخذ منحنى عسكرى ولكن من خلال جهود لتوظيف الشباب حتى لا يقع فريسة للتطرف وأيضا من خلال العمل على نشر تعاليم الدين الإسلامى. وأضاف أن هناك دولا عدة ومنظمات كانت تؤيد وجهة نظرنا..مشددا على ضرورة التحدث الآن عن المستقبل فى مالى من خلال إعادة الإعمار وتحقيق التنمية فى البلاد. وأعلن وزير الخارجية إستعداد مصر التعاون مع فرنسا فى جهود إعادة إعمار مالى لما لمصر من إمكانات هائلة فى هذا المجال بالقارة الافريقية وذلك من خلال صندوق التعاون الافريقى التابع لوزارة الخارجية من أجل بناء القدرات..مشيرا فى الوقت نفسه إلى الدور الذى يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف لنشر تعاليم الدين الإسلامى فى مالى.