نفى ستيفان شاربونييه، مدير مجلة شارلي إبدو الفرنسية، التي نشرت الأربعاء الماضي رسوما مسيئة للرسول أن يكون هدف المجلة إثارة العنف، مؤكدا أنه "مصمم على مواصلة التهكم على الإسلام حتى تصبح السخرية من الإسلام أمرا شائعا مثل المسيحية". وتعجب شاربونييه، في حديث مع صحيفة "لوموند" الفرنسية"، من ردات الفعل الغاضبة "لم نقطع رقبة أحد بقلم، ولا عرضنا حياة أحد لخطر، وإذا ما أراد الغاضبون سببًا لتبرير العنف، فسيجدونه دوما". وأضاف أنه "منذ عام 1970، نشرت المجلة 1058 عددا، لم يتسبب سوى 3 منها في أزمات، دائما بسبب الإسلام". مستطردا "المجلة يبلغ تاريخها 42 عاما من إثارة المتعة بالسخرية من السياسيين والدين، وترفض الاستجابة للرقابة التي تفرضها تهديدات العنف". وكانت الحكومة الفرنسية قد أغلقت سفاراتها ومدارسها في عدد من الدول تحسبا لأي تظاهرات عنيفة نتيجة نشر الرسوم المسيئة. واتهم قادة سياسيين ودينيين في فرنسا المجلة ب"عدم المسؤولية" لنشرها الرسوم في هذا التوقيت. حيث اتهم باسكال بونيفاس، أحد أبرز المحللين الاستراتيجيين الفرنسيين، المجلة بأنها تلجأ لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم في رسوم مسيئة كلما تدنت معدلات توزيعها. وقال "بونيفاس"، الذي يشغل منصب مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والإستراتيجية "إيريس"، إنه "ليس من الشجاعة استفزاز مشاعر المسلمين لوقف تدني معدلات توزيع المجلة رغم احترام الجميع لحرية التعبير والصحافة". ورد شاربونيه قائلا "لا تحملونا مسؤولية إغلاق مدرسة أو سفارة"، مضيفا أن "المجلة لم تكن تبحث عن سبق صحفي أو أرباح مادية بنشرها الرسوم". يجدر بالذكر أن مجلة شارلي ابدو ليست من المجلات التي تحظى بانتشار واسع في فرنسا. وكانت قد تعرضت إلى حريق عام 2011 بعد أن طبعت عددا حمل عنوان "شريعة ابدو". وفي عام 2006 نشرت الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول التي أثارت موجة احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي. وطبعت المجلة، التي تطبع عادة 60 ألف نسخة، 75 ألف نسخة هذا الأسبوع، ثم 90 ألف نسخة إضافية بسبب الطلب الشديد عليها.