في مقابلة مع قناة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي", أعلن الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أن لديه معلومات مؤكدة بأن أعدادا من المتظاهرين تلقوا أموالا للاحتجاج أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة , وذلك في إطار التنديد بفيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام. وقال قنديل :"إن معلوماته في هذا الشأن مؤكدة بنسة 100%, حيث اعترفت مجموعة من المعتقلين بهذا الأمر, وأن التحقيقات تجري معهم حاليا من أجل الوصول إلى الفاعل الأصلي والمحرك لهذه الأحداث". وأضاف "أنه تم اعتقال 400 شخص صباح اليوم ويتم التحقيق معهم , وأن الشرطة نجحت هذه المرة في أن تفصل المأجورين عن المتظاهرين الحقيقين وتم التعامل معهم". وأكد رئيس الوزراء هشام قنديل أن "أي عربي يدرك قدسية الأديان والرسل في هذه المنطقة.. ونحن لا نقبل إهانة أو المساس بأي رسول من الرسل, سواء كان سيدنا محمد أو سيدنا عيسى أو سيدنا موسى.. ولا نسمح بحدوث هذا الأمر في منطقتنا العربية وفي العالم الإسلامي". وأضاف "إن الأجزاء التي شاهدتها من الفيلم مقززة, وتعطي الانطباع بأن صانعي الفيلم لا يحملون قيم العالم الغربي من حرية التعبير والفهم, ولكن يحملون قيما سيئة من الحقد والكراهية , وهذا ما نريد أن نكافحه جميعا". وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة الأمريكية أنكرت علاقتها بالفيلم تماما مثلما صرحت له وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون شخصيا, مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا توجد علاقة بين الحكومة الأمريكية ومنتج أو مخرج هذا الفيلم. وحول توتر العلاقة بين مصر وأمريكا بعد تصريحات الرئيس باراك أوباما بشأن أن مصر ليست عدوا ولا حليفا, أكد رئيس الوزراء هشام قنديل أن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة ستكون مبنية على مبدأ المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل للمبادىء والقيم. وقال قنديل "قبل الأحداث الأخيرة كان في مصر وفد من رجال الأعمال الأمريكيين مكون من 90 شخصا يمثلون 48 من الشركات الكبرى في العالم .. وعقدوا لقاءات معى ومع الرئيس وأيضا مع مجموعة رجال الأعمال وكانت هناك أجواء إيجابية للغاية". وتابع قائلا :"الأمور سوف تسير بصورة طيبة لأن هناك نوايا صادقة ونشعر بها من الجانب الأمريكي, فالعلاقات لابد أن تقوم على المصلحة المشتركة, واحترام الدولتين بعضهما البعض ولمبادئهما". وطالب رئيس الوزراء الولاياتالمتحدة باتخاذ خطوات حاسمة وسريعة للحيلولة دون حدوث مثل هذه التصرفات كالتى احتواها فيلم "براءة المسلمين" التي أثارت عاصفة غضب في العالم العربي, مشددا في الوقت نفسه على أن مصر حريصة على حماية البعثات الدبلوماسية والعاملين بها. وأشار قنديل إلى أن المتظاهرين السلميين أدركوا أن الاعتداء على السفارة الأمريكية ليس فيه نصرة للرسول (ص) ولا الإسلام, وأنه يعطى صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين, ويخدم صانعى الفيلم المسيئ للإسلام وفي تشويه صورة العالم العربي والإسلامى, لافتا إلى أن المتظاهرين السلميين انسحبوا ولم يعد إلا المندسين, الأمر الذي سهل مهمة الشرطة في التعامل معهم. وأكد رئيس الوزراء هشام قنديل أن "العلاقة بين دول ما يعرف بالربيع العربي وبين الغرب لم تتحدد بعد.. وأن مصر تحديدا ما تزال في مرحلة تشكيل العلاقة مع الغرب", مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المبشرات جيدة وتتجه نحو "خلق علاقات متوازنة". وقال قنديل :"نحن كحكومة لم يمر عليها أكثر من شهر وعشرة أيام ..نحن التقينا بعدد من 20 إلى 30 وفدا من رجال أعمال وسياسين, الانطباع العام على هذه اللقاءات كانت هي التعرف على هذه الحكومة الجديدة وتوجهاتها". وأضاف "لقد تم توجيه رسائل حقيقية وهذه الرسائل أعطت انطباعات جيدة وتطمينية , مفادها بأننا كدولة نميل إلى الاعتدال, وأن هذا النظام يحترم الاتفاقات الدولية ويتعامل مع مبدأ المصلحة المشتركة المتبادلة". وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه اللقاءات مع دول الغرب أثمرت عن دعم العديد من الدول أو على الأقل وعود بالدعم, لكنه أوضح أن طبيعة العلاقة مع دول الغرب لم تتحدد بالكامل, إلا أن المؤشرات جيدة, وتتجه إلى علاقات متوازنة تخدم مصلحة الطرفين.