شهدت محافظة أسيوط مساء أمس، الخميس، احتفالات الليلة الختامية لمولد جلال الدين السيوطي التي استمرت لمدة 15 يوم، وشارك فيها الآلاف من محبيه ومريديه. حيث أقيمت موائد كبيرة للزائرين الذين قدمو من مختلف محافظات مصر للمشاركة في الاحتفالات. وأحيت الطرق الصوفية الليلة الختامية بالابتهالات والأناشيد والتواشيح الدينية. وحضر الاحتفال عدد كبير من المشايخ من بينهم الشيخ محمود ياسين التهامي. يجدر بالذكر أن "السيوطي" كان سليلا لأسرة اشتهرت بالعلم والتدين. ولد عام 1445 في القاهرة، التي قدم اليها ابوه من أسيوط طالبا العلم. إتجه إلى حفظ القرآن، فأتم حفظه قبل أن يبلغ الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه. توفي والده وهو لا يزال في السادسة من عمره، الا أنه كان محل رعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم الكمال بن الهمام الحنفي أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. وقام برحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي. ثم دَّرس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأليف عندما بلغ سن الأربعين. توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة عام 1505، ودفن في أسيوط بجوار والده، وله ضريح ومسجد كبير هناك.