[أحمد سراج]الجريدة خاص - أحمد سراج – الجزء الأول هل تستطيع وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة أن تكون مؤشرًا حاسمًا لموقع كل مرشح من مرشحي الرئاسة؟ يبدو هذا السؤال منطقيًّا في عصر صارت وسائل الإعلام أكثر تأثيرًا وتنوعًا من ذي قبل، وبعد الدور الكبير الذي قامت به كل من وسائل الإعلام التقليدية؛ الصحف والمواقع الإخبارية، والقنوات الفضائية، والذي قامت به على أوسع نطاق قنوات الإعلام الجديد الفيس بوك وتويتر ويوتيوب. إن وسائل الإعلام مؤشر دقيق إلى – حد ما – على وجود المرشح في الشارع وتصاعد شعبيته او هبوطها، ويقدم موقع أخبارك نت بانوراما مركزة يمكن من خلالها مقارنة المرشحين ومدى وجودهم في الشارع وتأثيرهم على الناخبين، وإقبال الجمهور عليهم أو الإعراض عنهم. في سياق متصل تستأثر وسائل الإعلام المختلفة بثقة المواطنين؛ فمن لا يفضل الصحف القومية يفضل المستقلة، ومن لا يجد في أيهما خبرًا صادقًا يلجأ إلى المواقع الإلكترونية وشبكات الاتصال الاجتماعي. وتبدو عينة الأخبار المنشورة على موقع أخبارك، عينة مناسبة ومثالية لعدة أسباب؛ منها: الحياد في نشر الأخبار فتجميع الأخبار لا يتم عن طريق تحديد محتوى إيجابي أو سلبي، ومنها التنوع لتغطية كل أنواع وسائل الإعلام، ومنها الفهرسة الواضحة ما بين عدد أخبار المرشح وبين معدل قراءة أخباره. الشكل الأول مرشح الجماعة [متابعة الشبكات الاجتماعية لمحمد مرسي] يبين الشكل الأول تصاعد متابعة القراء لأخبار مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي فنجد أنها بدأت في الصعود من يوم 7 من أبريل 2012م وعند الضغط على ذروة الصعود نجد أنها تبدأ مع طرح اسم مرسي بديلاً، لخيرت الشاطر، و تأتي الذروة الثانية يوم 12 من مايو 2012 م ، عندما انسحب الأشعل له، وقيادة أبو تريكة لحملات دعم مرسي، مع تصريحات أعضاء الإخوان لدغدغة مشاعر المصريين مثل تصريح الجرف بأن اقتراب مرسى من الرئاسة أشد على إسرائيل من القنبلة الذرية، وتزامن أيضًا مع الجولات المكثفة في المنيا. الشكل الثاني مرشح النظام[متابعة الشبكات الاجتماعية لأحمد شفيق] يبين الشكل الثاني بروز اسم أحمد شفيق رئيس وزراء المخلوع الأخير، مرشحًا قويا للرئاسة وشخصية مثيرة للجدل في الشارع بين مؤيد إلى أقصى الحدود ومعارض بلا تفكير، وحتى أعماله يعدها البعض قمة الإنجازات فيما يراه آخرون دليلاً على الفساد وانعدام الضمير، ولعل ارتفاع أخبار شفيق يوم 13 من مايو كان بسبب شكوى عصام سلطان، فقد بدأت الأخبار بمطالبة مصطفى بكري لشفيق بالتوجه للنائب العام ثقة في براءته، بينما كانت تصريحات عصام سلطان تغطي الأخبار معها فشل زيارة شفيق إلى المنيا واستقبال الشباب له بالأكفان. فيما حمل يوم 15 من مايو نبأ سارًا وهو تقدم شفيق في استطلاع الرأي الذي أعلنته أخبار اليوم، في المقابل بدا خبر رويترز الذي نشره اليوم السابع صاعقة مزلزلة، ونص الخبر على أن من يدعم شفيق هم رجال النظام السابق، فيما ظلت الاتهامات الموجهة إليه ذات نصيب كبير في الأخبار المنشورة. الشكل الثالث بين شفيق ومرسي قبل الجولة الأولى صراع الجماعة والنظام [الصراع بين مرسي وشفيق] بين شفيق ومرسي قبل فترة الصمت الانتخابي الاختيار المر تتفق نسب أخبار مرسي وشفيق، في كونها الأعلى قبل فترة الصمت الانتخابي مقارنة ببقية المرشحين، كما تتفق في سبب الهجوم وكيفيتها. واللافت للانتباه أنها قد ركزت فيما بعد إعلان النتيجة في أنهما يتعرضان لهجوم عنيف منظم، وفي كون بقية الأخبار دفاعية أكثر منها بنائية، وكأن المتنافسين يقتسمان الكراهية، ويرجع ذلك لعدة أسباب وضحتها الأخبار منها: شفيق: التركيز على: 1- رد فعل الشارع على نتيجة الانتخابات. 2- الهجوم على مقاره وحرق بعضها. 3- تصريحاته غير المنطقية (العباسية بروفة – احتجاجات حادة – حذف الآيات القرآنية من المناهج – حل مجلسي الشعب والشورى – العلاقة بالكيان الصهيوني) 4- رئيس وزراء المخلوع، وانتخابه إعادة لتكريس النظام. 5- اتهامه في قضايا فساد. 6- دعم الفلول له. 7- الرشاوى الانتخابية والتزوير. فيما لم تهتم الصحف بالتعامل مع برنامجه الانتخابي الهلامي الذي يعد تكرارًا لمأساة حزب الفلول المنحل، فقد تناثرت أخبار مبهمة من قبيل: بالأفعال وليس بالأقوال وهي تكرار لكلام الفاسدين السابقين: إنجازاتنا هي برامجه. مرسي: التركيز على: 1- مبادرة التنازل التي أطلقها مفكرون بارزون منهم عمرو حمزاوي وعمار علي حسن، وعارضها مفكرون بارزون منهم فهمي هويدي. 2- سعي الجماعة لمغازلة المرشحين ذوي الأغلبية. 3- الخوف من استئثار الجماعة بمقدرات الدولة. 4- الخوف من قيام الجماعة بالتلاعب في الدستور لضمان الاستمرار في الحكم. 5- الفشل الجديد للجماعة في فترة ما قبل الانتخابات 6- سعي الجماعة لإنهاء مبادئ الدستور. 7- ذكر تصريحات المرشد في مسألة السلطة. 8- وضعية الأقباط في ظل حكم الإسلام السياسي. 9- السخرية من شخص مرسي (إستبن – غير قيادي – دمية في يد المرشد). 10- التركيز على سلبيات برنامج الجماعة (تأجير قناة السويس لقطر – غموض مصير الفن والثقافة) فيما لم تهتم الصحف بتحليل مبادرة الإخوان " وطن في خطرٍ" وبيان أن هدف الجماعة ومراحلها لا يتسقان مع هذا الطرح الخلاب؛ فلقد أعلن رجالها كثيرًا أنهم في مرحلة التمكين وسينتقلون إلى مرحلة الخلافة ومنها إلى أستاذية العالم. يبدو من متابعة الأخبار أن مصر ستظل تحكمها نظرية الاختيار بين خصمين محددين يقومان بتبادل الأدوار، فكما في لعبة الكرة هناك الأهلي والزمالك، وكما في اتحادها سمر زاهر والدهشوري حرب، يظهر لدينا الفلول والجماعة، بما يؤشر على أن الثورة لم تتخلص من ميراث النظام البائد.