قطع المياه عن بعض المناطق بدمياط لمدة 8 ساعات غدا.. اعرف المواعيد    وكيل أمين الأمم المتحدة لعمليات السلام: على إسرائيل ضمان سلامة قوات اليونيفيل    كتاب الحرب يكشف سر غضب بايدن على نتنياهو.. أهانه بألفاظ خارجة    فلسطين ضد العراق.. الفدائي يخسر 1-0 بتصفيات كأس العالم بمشاركة وسام وفرج    هالاند هدافا تاريخيا لمنتخب النرويج رسميا    المشدد 15 سنة لشقيقين لشروعهما في قتل آخر بالقليوبية    نبيلة عبيد تعود إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل سعودي    التأمين الصحي بالقليوبية يعلن التوسع في المرور الميداني على كافة المنشآت    رشا يسري: حرب أكتوبر أحدثت صدمة في العقلية الإسرائيلية    حل مشكلة الكثافة ونقص المعلمين.. وزير التعليم يكشف ل"مصراوي" جهود أول أسبوعين دراسة    10 صور.. أحدث ظهور ل بيومي فؤاد في العرض الخاص لفيلم "بنسيون دلال"    إيمان العاصي تكشف أسرارها في "أسرار النجوم" على راديو نجوم FM| بالفيديو    بث مباشر مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات كأس العالم 2026    كرة سلة - الاتحاد يهزم سبورتنج ويتأهل لنهائي البطولة العربية    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    في عيد ميلاده ال70.. حكاية فيلم اعتذر عنه عمرو دياب فأصبح من أهم أعمال محمد منير؟    الباز: السادات تدارك خطأ التعاون مع الإسلاميين.. و«التلمساني» أخطر رجل في تاريخ الإخوان    في رحاب "آل طه".. اللحظات الأخيرة في حياة الخمسيني حسين حجازي    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مديرية الشباب والرياضة بذكرى نصر أكتوبر    استعلم عن فاتورة التليفون الأرضي «قبل سحب الخط» .. اعرف رسوم الخدمة بعد الزيادة    الكرملين: الغرب يضغط على بعض الدول كى لا تشارك فى قمة "بريكس" المقبلة    بريطانيا تناقش إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا    التوعية أهمها.. أحد أسلحة التحالف الوطنى لمكافحة التمييز ضد المرأة    خالد الجندي عبر برنامج "لعلهم يفقهون": القرآن تحدث عن الرجولة بفخر.. والشذوذ مهانة وخروج عن طاعة الله    نائب محافظ أسوان يشهد ختام برنامج تأهيل 200 خريج للطاقة الشمسية    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    الجمارك: قرارات الحكومة الأخيرة بشأن سيارات المعاقين تقضي على السوق السوداء    الكشف على 1272 مواطن بقافلة بقرية سيدي عقبة بالمحمودية    أنشطة متنوعة للأطفال في احتفالات الثقافة بنصر أكتوبر بالإسماعيلية    ماذا قال أكرم حسني بعد لقائه مع ويل سميث بمنتدى الأفلام السعودي بالرياض؟    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    الطقس غدًا .. معتدل على القاهرة والدلتا وبارد فترات الليل وعظمى القاهرة تسجل 32°    تحقيقات قتيلة الإسكندرية: المتهم سدد لزوجته 4 طعنات أثناء عودتهما من زيارته أسرته    "قومي حقوق الإنسان" يعقد الملتقى ال 17 لمنظمات المجتمع المدني الأحد المقبل    استشاري حالات حرجة: القلب ينكسر فى هذه الحالات    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    ألمانيا والتشيك والنمسا يؤكدون التزامهم بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب    إيهاب أمين يتقدم بأوراق ترشحه على رئاسة اتحاد الجمباز    ربيع ياسين: الأهلي يمرض ولا يموت.. ورمضان سيعيد الاتزان مرة أخرى داخل الفريق    «الإفتاء» تحذر من التحايل للاستيلاء على السيارات المخصصة لذوي الهمم: خيانة أمانة    الهلال الأحمر الفلسطينى: هناك استهداف إسرائيلى ممنهج لمقدمى الخدمات الطبية فى غزة    موعد شهر رمضان 2025.. والعطلات الرسمية خلاله    إيران تواجه قطر في الإمارات لأسباب أمنية    «زواج وعلاقات».. لمن ينجذب رجل برج الحمل؟    رئيس الوزراء: مصر قطعت شوطًا طويلًا في مواجهة الهجرة غير الشرعية    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة غدآ.. تعرف عليها    تسليم 2218 شهادة استبيان تراخيص إقامة مباني داخل الحيز العمراني بالشرقية    عفت نصار: الزمالك رغم المعاناة يظل أكبر قلعة رياضية في مصر    حملة مرورية مكبرة تضبط 11 ألف مخالفة تجاوز سرعة مقررة    إجراء 1274 جراحة مجانية ضمن مبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" بالمنيا    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    ضبط عنصرين إجراميين في أسيوط بتهمة الاتجار بالأسلحة النارية والذخائر    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة مفخخة أطلقت من غزة نحو إسرائيل    رئيس هيئة الرعاية الصحية: الانتهاء من إعداد أكثر من 450 بروتوكولًا    نائب وزير التعليم يكشف تفاصيل مسابقات تعيين معلمي الحصص في المدارس    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    إصابة 11 شخص إثر حادث تصادم بالطريق الإقليمي في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقوق المريض النفسي بين الطب والدين والقانون
نشر في البداية الجديدة يوم 07 - 08 - 2013

حقوق الانسان.. مصطلح تزايدت معدلات ظهوره اخيرا في وسائل الاعلام وحديث الناس,
وبالرغم من ذلك فان واحدة من القضايا المهمة التي لا تستحوذ على القدر الملائم من الاهتمام مسألة حقوق المرضى الذين يعانون اضطرابا نفسيا وعقليا.. وهم فئة المرضى النفسيين الذين لايجدون غالبا من يهتم بشئونهم او يدافع عن حقوقهم وهم في اشد حالات الضعف الانساني بسبب ما آل اليه حالهم نتيجة لاصابتهم بالمرض النفسي.. وهؤلاء يتزايد عددهم في المجتمع بصورة تدعو الى القلق.. كما تزايدت معاناتهم وهموم من يقوم علي رعايتهم.. ويمثلون عبئا على المجتمع.. وقد يتعرضون الى الاهمال او الظلم او تضيع حقوقهم في الرعاية والعلاج والحياة الآمنة.
والاشخاص الذين تتسبب اصابتهم بالمرض النفسي في تدهور حالتهم العقلية الى درجة الاعاقة هم اخوة لنا لايختلفون عن غيرهم في شيء.. بل هم كل واحد منا, حيث ثبت ان المرض النفسي يمكن ان يصيب اي انسان في اي مرحلة من مراحل العمر, كما تؤكد الدراسات ان الامرفسية وهي امراض العصر الحالي اصبحت واسعة الانتشار في كل مجتمعات العالم سواء في الشرق او في الغرب دون تفرقة بين الاغنياء والفقراء.
وقد بدأت في العالم حاليا حركة اهتمام بحقوق المرضى النفسيين بعد ان تفاقمت مشكلاتهم في كل مجتمعات العالم على مدى عصور طويلة كانوا يتعرضون فيها للمعاملة القاسية, ومن مظاهر هذا الاهتمام اعلان صدر عن الامم المتحدة في عام1991 حول حقوق المريض النفسي, الحق في العلاج باستخدام الوسائل الطبية الحديثة في مقدمة الحقوق التي يجب ان يحصل عليها المرضى النفسيون دون تفرقة, ويتم ذلك باختيار المريض باقل من القيود علي حريته, ولا بد من موافقته عند دخوله الى المستشفي وعند تقديم اي علاج له. فهل يحدث ذلك فعلا!
وبالاضافة الى الحق في العلاج فان الحقوق المدنية للمريض النفسي كمواطن يجب ان يحصل عليها كاملة اثناء مرضه منها على سبيل المثال حقه في استقبال الزائرين في اثناء وجوده بالمستشفيات وخصوصا حق الزوج في زيارات خصوصية لزوجته, وحق المريض في الاتصال بالعالم الخارجي, وتدبير شئونه والتصرف في امواله, وحقه في الاقامة في مكان ملائم.
ولعل طبيعة الامراض النفسية التي تؤثر على العقل والحكم على الامور تجعل من علاقة الطب النفسي بالقانون والقضاء مسألة مهمة لا توجد بالنسبة لفروع الطب الاخرى. والمرضى النفسيون قد يخرجون على قوانين المجتمع فيرتكبون المخالفات والجرائم تحت تأثير حالتهم المرضية رغم انهم لا يمثلون خطرا على انفسهم او على الآخرين إلا في حالات محدودة, وتذكر الارقام ان مليونين من جرائم العنف ترتكب في الولايات المتحدة كل عام بينها 23 الف جريمة قتل لا يقوم المرضى النفسيون سوى بنسبة محدودة من هذه الجرائم لاتصل الى 30%, وتكون هناك قرابة او صداقة في نسبة 75% من هذه الحالات بين الجاني والضحية, والحالات النفسية المرضية التي ترتبط بسلوك العنف في اضطراب الشخصية الذي يعرف في الطب النفسي بالشخصية المضادة للمجتمع, وحالات الانفصام والبارانويا والوسواس القهري والاكتئاب والهوس, نسبة عالية من الجرائم ترتكب تحت تأثير تعاطي الكحول والمواد المخدرة والعقاقير الاخرى.
ويعفي القانون الشخص المجنون من المسئولية عما يفعل, لكن تحديد الجنون مسألة يحيط بها الكثير من الجدل, فكلمة مجنون والامراض النفسية والعقلية كما يعرفها الاطباء النفسيون كثيرة تصل الى ما يقرب من100 مرض تضمها قائمة التشخيص العالمية لتضيف الامراض النفسية . من المفترض ان لها عنصرين هما الفعل السيء في حق الآخرين, وتوفر النية او القصد, وهذا ما يصفه القانون احيانا بسبق الاصرار والترصد, وبالنسبة للمرضى النفسيين فإن احد عنصري الجريمة وهو القصد لا يتوفر. فالمريض او المجنون مثل الطفل الذي يكسر شيئا وهو يلهو دون ان يدرك حقيقة مايفعل. ومن هنا كانت القواعد القانونية التي تعفي المريض العقلي من المسئولية عما يقوم به اذا كان في اثناء ذلك في حالة لا يستطيع ان يميز فيها بين الصواب والخطأ.
والمرضى النفسيون من اكثر الفئات حاجة الى الرعاية والمساندة, وكثيرا ما يحدث ان يرتكب المريض النفسي بعض الافعال التي لايرضي عنها احد, أو قد يسبب في ايذاء نفسه او ايذاء الآخرين, فالمريض العدواني قد يوجه الاساءة الى اقرب الناس اليه من اهله او من يقوي رعايته, والمرضى هنا وهم يرتكبون جرائم العنف الدموية او يقدمون على الانتحار انما يفعلون ذلك بحكم اصابتهم بالمرض النفسي الذي يتسبب في تشويه حكمهم على الامور من تأثير الاكتئاب الذي يؤدي الى حالة من اليأس يقصد فيها المريض الحياة على انها عبء لا يطاق, لافكاره المرضية والهلاوس في صورة اصوات توحي الى مريض الانفصام بمهاجمة الآخرين بعد ان تسلب ارادته, والمريض النفسي الذي يبدو هنا مجرما او ظالما هو مظلوم في الحقيقة لانه لم يحصل على علاج فعال قبل ان تتدهور حالته.
وفي بعض الاحيان يطالب المجتمع المريض النفسي بأن يتحمل نفس مسئولياته نحو اسرته وعمله والآخرين, ولا يستطيع احد ان يصدق ان مريض الاكتئاب لا يستطيع الخروج من عزلته او القيام بأي عمل بسيط, برغم ان حالته الصحية جيدة, او ان مريض الوسواس القهري لا يمكنه ان يقلع عن تكرار غسل يديه اكثر من100 مرة رغما عنه, أو ان مريض الفصام يمكنه ان يتغلب على الاصوات التي يسمعها تحدثه وتتحاور معه وتأمره فيطيع رغما عن ارادته. والناس يعتقدون ان على المريض مسئولية فيما يحدث له ويستطيع ان يتحكم في اعراض المرض, وهذا غير صحيح، اذ يتخلى اقارب المريض عن مساعدته فيواجه الحياة دون مساندة خصوصا اذا طالت فترة المرض وهذا ما يحدث في العادة في كثير من الامراض العقلية. وذلك بالاضافة الى عبء وتكاليف العلاج بالادوية الحديثة وهي باهظة للغاية خصوصا بالنسبة للمريض النفسي الذي يقعده المرض ويمنعه من العمل وكسب العيش.
*حقوق المرضى النفسيين..
لو افترضنا انك طبيب نفسي.. واخبرك مريضك وهو معك في جلسة علاج نفسي بأنه ينوي قتل شخص اخر من اقاربه او جيرانه لانه يتصور انه لا بد ان يعاقب هذا الشخص . ان رد الفعل الطبيعي هو ان يحاول الطبيب ان يثني المريض عن عزمه ويقنعه ألا يفعل ذلك, غير انه قد يصر على رأيه فكيف يتصرف الطبيب في هذا الموقف؟
المشكلة هنا هي التزام الطبيب النفسي بسرية المعلومات التي يدلي بها المريض فإذا قام الطبيب بابلاغ أي شخص على حالة المريض فهو هنا قد افشى سر المهنة ويتعرض بموجب القانون لعقاب بالسجن والغرامة ويكون قد ارتكب مخالفة مهنية. واذا سكت على ذلك وحدث ضرر بوقوع جريمة كان الممكن منعها فإنه أيضا يكون قد ارتكب بسكوته مخالفة مهنية يعاقب عليها.. ولا تزال مثل هذه المأسأة محل نقاش لم يتم الاتفاق بشأنها فهناك حق المريض في حفظ اسراره وحق المجتمع الذي يوجب التحذير من وقوع جريمة حين نعلم بها مسبقا.
وهناك مشكلة اخرى نتعرض لها بصفة دائمة بحكم العمل في ا لطب النفسي تتمثل في المرضى النفسيين الذين يقودون السيارات في الشوارع وهم في حالة نفسية تؤثر على تركيزهم ولا تسمح بقيادة السيارة بطريقة امنة. وهم بذلك يمثلون خطورة على انفسهم وعلى الأخرين, ومن حق المجتمع ان يتم منع هذا الخطر بإبلاغ الطبيب النفسي للسلطات عن مثل هذه الحالات قبل وقوع الحوادث. لكن الطبيب النفسي لا يفعل ذلك غالبا حتى لا يزيد من متاعب مرضاه وينطبق ذلك ايضا على حالات المدمنين الذين يقودون السيارات تحت تأثير الكحول والمخدرات الاخرى ويتسببون في نسبة كبيرة من الحوادث, وهذه مسألة تحتاج الى حل حاسم بالاخذ في الاعتبار مصلحة المريض وظروف الطبيب ومصلحة المجتمع ايضا.
وهناك من الامراض النفسية مايسبب اعراضا حادة فيكون المريض في حالة اثارة وتوتر شديدين لا يستطيع السيطرة على تصرفاته, وهناك من المرضى من لديه ميول انتحارية ويحاول التخلص من حياته بسبب المعاناة النفسية, ومنهم من يمثل خطورة على المحيطين به ولديه ميول عدة, ومثل هذه الحالات لا يكون حكم المريض على حالته دقيقا فهو لا يدرك مايعانيه. ويتطلب الامر هنا التدخل لعلاج المريض واجباره على قبول دخول المستشفى حيث يكون ذلك هو الحل الوحيد لصالحه ولمصلحة المجتمع ايضا.
وقد يعجب البعض منا اذا علم ان مو افقة المريض على تناول اي دواء يصرف له لابد ان تكون واضحة وكتابية في كل الظروف, غير ان واقع الحال يختلف عن ذلك تماما داخل المستشفيات العقلية حيث يرغم المريض على اخذ الحقن المهدئة حتى تتم السيطرة على حركته, وكذلك يتم اعطاء جرعات كبيرة من الادوية وجلسات الكهرباء ويجب ان يعطى المريض حقه في الموافقة علي العلاج.
ومن حقوق المريض النفسي المهمة ايضا حقه في ادارة امواله بنفسه, وكثيرا ما يتطلب اهل المريض واقاربه الحجر عليه أي منعه من التصرف في امواله لاصابته بالمرض العقلي, ونحن نقول ان الاصابة بالمرض العقلي ليست مبررا كافيا في كل الاحوال لحرمان المريض من حق التصرف بممتلكاته, وكثير من المرضى النفسيين لديهم القدرة على التصرف السليم في اموالهم.
والعلاقة بين المريض وطبيبه من العلاقات المقدسة خصوصا في الطب النفسي. فالمريض يضع كل حياته واسراره وثقته الكاملة في طبيبه الذي يعتبر امينا على كل ذلك ومن حق المريض الاحتفاظ بأسراره وعدم الافشاء بها تحت اي ظرف, كما ان على الطبيب ان يقدم العون والمساعدة بكل الوسائل الطبية الحديثة لمرضاه, ومن الواجب مناقشة المريض في حالته وشرح كل علاج يتم تقديمه اليه وتوضيح هدف العلاج ومدته واية اثار جانبية تترتب علي استخدامه ورغم ان شيئا من ذلك لايحدث في معظم الاحيان الا ان ذلك يظل حقا للمريض في المعرفة والعلم بكل ما يتعلق بعلاجه قبل الموافقة عليه..
قد تحدث مخالفات لاصول المهنة اثناء العلاج مثل الاهمال من جانب الطبيب او الخطأ غير المتعمد او امتناع الطبيب عن علاج المريض, وتعتبر هذه المخالفات لقواعد اخلاقيات الممارسة الطبية. ومن المشكلات ايضاالتي تتسبب في تشويه العلاقة بين المريض النفسي وطبيبه افشاء المريض او ادخال احد المرضى بطريق الخطأ واحتجازه في المستشفي, او ارسال تقرير عن المريض الي احدى الجهات دون موافقته بما يمثل اختراقا لعلاقة تقوم علي الثقة. وثمة موضوع اخر اكثر حساسية هو احتمال قيام علاقة عاطفية بين الطبيب وواحدة من مرضاه, وهذه ا ترفضها كل القوانين والقواعد الاخلاقية مهما كان هناك من موافقة واغواء من جانب المريضة التي تعتبر تحت وصاية الطبيب اثناء العلاج. ويدخل ذلك ضمن عشرات من المسائل والاعتبارات الاخلاقية تحت بند سوء الممارسة الطبية. ويجب ان تظل صورة الطبيب المعالج رفيعة المستوى حتى تنجح العلاقة العلاجية لاهمية تأثير شخصية الطبيب في حالة مرضاه,. ويؤكد ذلك قول احد علماء الطب: الطبيب النفسي على وجه الخصوص يستخدم شخصيته كأداة رئيسية للعلاج, وكل ما يصفه من الادوية ليست سوى رموز مكملة لتأثير شخصيته علي ا لاخر.
وقد كان الاسلام اسبق من العلم الحديث في وضع الاسس للمعاملات الانسانية في كل مجال, وقد تضمنت الشريعة الاسلامية من التعاليم والاحكام, مايمكن الاستعانة به للتوصل الي حل للمشكلات الانسانية التي ظهرت وتفاقمت في عصرنا الحديث. والاسلام دين حياة فيه الوقاية والعلاج من امراض نفسية متعددة. كما ان الايمان القوي بالله تعالي له تأثير ايجابي ثبت علميا علي حالة الصحة النفسية في كل الظروف .وبالنسبة للطب النفسي فإننا نضرب هنا مثالين لفضل تعاليم الاسلام في الوقاية والعلاج للمشكلات النفسية المستعصية :فقد ثبت من دراسة حالات الاكتئاب النفسي ان نسبة تصل الي15% من المرضى يقدمون علي الانتحار, وتصل نسبة الانتحار في الدول المتقدمة الي42 بالالف في السويد والدانمارك, و40 لكل100 الف في المجر,و36 لكل100 الف في الولايات المتحدة وبريطانيا, بينما تقل هذه النسبة في الدول العربية والاسلامية الي نحو2 لكل100 الف في مصر علي سبيل المثال. اي اقل نسبة20 ضعفا. والقيم الاسلام واضحة حول الانتحار وقتل النفس .والمثال الثاني هو مشكلة تعاطي وادمان الكحول التي تتسبب في الكثير من المضاعفات والحالات المرضية عضويا ونفسيا, وينجم عنها زيادة في نسبة الحوادث والجرائم, وهذه المشكلة تكاد تكون هامشية في الدول العربية والاسلامية بفضل التحريم القاطع للخمر في القران الكريم.
وبالنسبة لحقوق المريض النفسي فإن تكريم الاسلام للانسان وعدم المساس بحقوقه في كل الاحوال فيه تقديم لحلول كثير من مشكلات المعاقين نفسيا وعقليا, كما ان مراجعة احكام الفقه الاسلامي تقدم لنا حلولا لمسائل عديدة يثور حولها الجدل حتي الان.
انتهى الكلام عن حقوق المرضي النفسيين والمعاقين عقليا ونفسيا ولكن لم تنته مشكلاتهم وهمومهم.. واذا كنا قد طرحنا من خلال هذا العرض بعضا من المشكلات العملية وهموم المرضي النفسيين فإننا نأمل في ان يحدث تحول وتغيير ايجابي لمصلحة هذه الفئة من اخواننا الذين يعيشون مشكلات نفسية بما يسهم في التخفيف من معاناتهم, و مساعدتهم للحصول على حقهم في الحياة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.