الكلى تعتبر من أكثر الأعضاء تعرضا للالتهابات الميكروبية فى الجسم البشرى وذلك لأن الدم الوارد لهما من جميع أنحاء الجسم بغزارة شديدة وبمعدل سريع جدا قد يكون محتويا على ميكروبات مختلفة وخصوصا من البؤر الصديدية الموجودة فى الجسم البشرى مثل الجلد أو اللوزتين أو التجويف الأنفى والحلق واللثة والأسنن وقد تصل الميكروبات المختلفة إلى الكلى عن طريق آخر وهو الأوعية الليمفاوية التى ترد إليها من البروستاتا فى الرجل أو عنق الرحم فى المرأة وقد يكون التهاب الكلى عارضا بسيطا يزول مع العلاج العادى ولكنه فى حالات كثيرة يكون شديدا ومزمنا وغير قابل للشفاء بسهولة وخصوصا إذا أهمل فى مراحله الأولى والالتهابات الكلوية تشكل نسبة عالية من الأمراض التى تؤدى إلى فشل الكليتين خصوصا إذا أزمن أو أهمل علاجه أو تكرر حدوثه ولهذا فإننا يجب أن نقى أنفسنا من خطر الفشل الكلوى بالمبادرة باستشارة الطبيب المختص عند حدوث أي من الأعراض المرضية التى تشير إلى التهاب الكلى أو المسالك البولية وعلى الطبيب المختص ألا يألو جهدا فى عمل الأبحاث المعملية والإشاعات الخاصة بالكلى والتى تشير إلى سبب حدوث هذه الالتهاب حتى يتسنى بعد ذلك علاجه والقضاء عليه وعلى مسبباته . الالتهاب الكلوى الحاد عند الأطفال: يحدث هذا المرض بكثرة للأطفال من سن 2 إلى 6 سنوات وهو أكثر شيوعا عند البنات فى هذا السن ويحدث على شكل ارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة مع رعشة متكررة وقيء شديد مع فقدان للشهية وهزال واضح وسريع ومن النادر أن يحدث مع هذه الأعراض الحادة أى علامات تشير إلى إصابة الكلى أو الجهاز البولى مثل التغير فى لون البول أو نزول دم معه أو ألم فى منطقة الكليتين أو كثرة فى التبول وإنما تظهر هذه الأعراض بوضوح فى مرحلة متأخرة من المرض وعندما يبدأ فى الأزمان وفى هذه الحالات يحدث للطفلة أو الطفل هزال شديد مع فقر دم وهى أنيميا واضحة وفى مثل هذه الحالات فإن على الطبيب المعالج أن يفحص الجهاز البولى بكل دقة وبكل الإمكانيات المتاحة لأنه قد ثبت أن أغلب هذه الحالات تحدث نتيجة عيوب خلقية فى الجهاز البولى ومن الطبيعى أن هذه الالتهابات لن تنتهى بالعلاج التحفظى بالمضادات الحيوية وإنما يجب علاجها جراحيا عن طريق إصلاح هذه العيوب الخلقية حتى لا يتكرر حدوث الالتهابات التى تنتهى بالفشل الكلوى. الالتهاب الكلوى الحاد فى البالغين: وهذا المرض يحدث أيضا فى السيدات أكثر من الرجال خصوصا فى مرحلة الشباب الأولى ومع مرحلة النشاط الجنسى النشط فى شهر العسل أو أثناء الحمل أو فى سن اليأس والكلى اليمنى أكثر تعرضا للالتهابات من الكلى اليسرى ولو أن حدوث الالتهاب فى الكليتين هو الأمر الغالب وتبدأ الأعراض حادة وشديدة حيث تبدأ بحمى شديدة وصداع غير محتمل مع رعشة متكررة وكذلك غممان شديد مع قيء متكرر وقد يتأخر ظهور الأعراض البولية لمدة يوم أو يومين حيث يحدث ذلك على صورة حرقان شديد فى البول وألم فى مجرى البول مع ظهور الآلام الحادة فى الجنين وإذا أهملت الحالة أو لم تأخذ حقها فى العلاج الصحيح فقد تحدث أعراض الفشل الكلوى مع نقص ملحوظ فى كمية البول وخصوصا فى الحالات التى تكون مصحوبة بضيق فى الحوالب أو انسداد فى مجرى البول . التهابات الكلى أثناء الحمل: يعتبر من أكثر أمراض المسالك البولية حدوثا للسيدات وأكثر الأوقات التى يحدث فيها ما بين الشهر الرابع والسادس فى فترة الحمل والسيدة التى يحدث لها مثل هذا الالتهاب فى الحمل الأول تكون معرضة للإصابة به فى كل مرات الحمل التى تحدث لها وخصوصا إذا كانت تعانى من التهابات مزمنة فى عنق الرحم أو مجرى البول ويجب على كل سيدة يحدث لها هذا الالتهاب فى الحمل الأول أن تعرض نفسها للكشف بمعرفة طبيب أخصائى بالمسالك البولية فى كل فترات الحمل التى تحدث لها بعد ذلك سواء حدث لها أى أعراض أو ألم يحدث وكذلك فى فترة النفاس ومن الأفضل أن تحلل البول بانتظام لفترات طويلة بعد ذلك حتى تتأكد تماما من انتهاء المرض العلامات المبكرة لأمراض الكلية تؤدي معظم أمراض الكلية إذا لم يتم الكشف عنها مبكراً إلى فشل كلوي حاد ودائم يتطلب عملية نقل دم مستمرة طوال الحياة أو زراعة الكلية. يقدر أن لكل مريض يعاني من فشل كلوي حاد هناك 30 يعانون من درجات أقل من الفشل الكلوي بحيث لا يكتشف المرض عندهم على الأغلب. التشخيص والمعالجة عند تلك المرحلة يمكن أن يمنع حصول ضرر كبير في الكلية لاحقاً. يتولد لدى المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي أعراضاً مثل الإجهاد الزائد، صعوبة في التنفس، فقدان الشهية ، قلة التركيز ، الدوران وفقدان الوعي. ولسوء الحظ فاكتشاف هذه الأعراض يدلل على تفاقم المرض. لذلك فمن الضروري التعرف على الأعراض المبكرة للأمراض المزمنة، والتي قد تحمل مؤشرات أن هناك كمية شاذة من البروتين في البول. قد يفضي العلاج المناسب عند تلك المرحة إلى معالجة المرض أو السيطرة عليه لمنع حصول الفشل الكلوي. إفراز الدم مع البول ليس أمراً طبيعياً أبداً وقد يدلل أن هناك شيئاً مريباً يجري في الكلية أو المسلك البولي وعليه يجب عمل تقييم بشكل كامل لتحديد السبب. في بعض الحالات قد تشير إصابة المسلك البولي إلى أن هناك مرض كلوي أخطر. أعراض التهاب المسلك البولي تشمل تبول مؤلم ومزمن؛ رائحة مقززة للبول وألم في الظهر تحت الأضلاع. وقد يضطر البعض الذين يعانون من فشل كلوي مزمن النهوض في الليل للتبول. وتشمل الاعراض الأخرى رائحة كريهة في الفم ، حكة في الجلد ودس في العضلات. لدى بعض المرضى يشكل ارتفاع ضغط الدم الدليل الوحيد على فشل كلوي. على الذين يعانون من السكري إجراء تقييم للكشف عن دلائل مبكرة مرتبطة بالكلية. ولحسن الحظ تتوفر فحوصات تنظير بسيطة للبول للذين يعانون من السكري لتحديد وجود كميات من الألبومين في البول. وجود كميات من الألبومين في البول يعتبر علامة تحذير مبكر بأن الكلية في خطر. وهذا يعطي المريض والطبيب الوقت لإجراء علاج وقائي مناسب. وبهذا يتم تجنب حصول فشل كلوي حاد ومأساوي عند المرضى إلى حد كبير جداً. يأتي معظم المرضى إلى العناية الطبية بعض إجراء فحص طبي روتيني والذي قد يفضي إلى وجود بروتين أو دم في البول أو كمية يوريا او كريتينين غير طبيعية في فحص الدم. تعتبر الفحوصات واختبارات الدم ضرورية للكشف ومتابعة الوظيفة الكلوية وتأخير تفاقم الحالة. كذلك بالنسبة للنساء الحوامل يوفر الجلوكوز في الدم أثناء الحمل علامة تحذير مبكر. حيث تدلل على خطر متزايد في الإصابة بالسكري لاحقاً. أولئك الذين لديهم فرد من الأسرة يعاني من مرض كلوي يتوجب أن يقوموا بعمل تقيم لتحديد حالتهم الصحية حتى قبل ظهور أي من الأعراض. ألم البطن قد يكون بسبب الحصيات الكلوية. إذا ما تطورت هناك حصاة مع البول يجب أن يتم عمل تقييم لتحديد طبيعة الشذوذ الاستقلابي مع نظرة لمنع إعادة تكرار وقوعها وحدوث ضرر للكلية.-