هناك مجموعه من الامراض الشائعه والتي تصيب قلوب الاطفال، وهي في معظمها خلقيه واذا تم تشخيصها مبكرا، فيمكن علاجها وبنسب نجاح ممتازه وذلك نتيجة التقدم الهائل في مجال تشخيص وعلاج هذه المجموعه من الامراض. أمراض القلب عند الأطفال تنقسم إلى قسمين، هما: أمراض قلب خلقية (ولادية): نسبة امراض القلب الخلقية هي نحو 10 لكل 1000 مولود حي، أي بنسبة 1 في المائه. أمراض قلب مكتسبة: أي حدثت لاحقاً أثناء تطور الحياة والنمو ومنها روماتيزم القلب . امراض القلب الخلقيه هي الاكثر شيوعا عند الاطفال وتنقسم الى مجموعتين رئيستين: - امراض القلب غير الازرقاقيه(اى غير المصحوبه بزرقة فى لون الطفل) وتشكل اكثر من 70% من مجموع امراض القلب الخلقيه وتضم ثقب بين البطينين، بقاء القناة الشريانية مفتوحة، ثقب بين الأذينين، تضيق الصمام الرئوي، تضيق برزخ الأبهر، تضيق الصمام الأبهري. - امراض القلب الازرقاقيه ويميزها وجود ازرقاق في وجه الطفل بشكل عام والشفتين بشكل خاص وتضم رباعي فالو، تبادل الشرايين الكبيرة، قلب احادي البطين، انسداد الصمام الرئوي او الصمام ثلاثي الشرفات.
ما هي اسباب تشوهات القلب الخلقية؟ لم يتعرف العلماء والأطباء حتى الآن على أسباب عيوب القلب الخلقية فلا تزال غير معروفه، لكن لوحظ وجود مسببات لها علاقة بالأم، وبالطفل نفسه، وأخرى وراثية قد تؤهله لهذه الأمراض الخلقيه. والأسباب التي لها علاقة بالأم عديدة، نذكر منها على سبيل المثال، في حال أن الأم مصابة بداء السكري وغير مسيطر عليه، أو مرض الذئبة الحمامية، كذلك بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحمل مثل الحصبة الألمانيه و النكاف، لها علاقة كسبب مباشر لولادة طفل مصاب بمرض قلب خلقي، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأدوية التي يشكل إعطاؤها للأم الحامل عامل خطورة لتشوه قلب المولود، مثل بعض المهدئات و المنشطات للجهاز العصبى وبعض أدوية علاج الصرع وأدوية علاج السرطان. هناك أسباب أخرى متعلقة بالجنين بشكل مباشر، ومن اهمها خلل الصبغات الوراثيه(الكروموسوماتي) مثل متلازمة داون ومتلازمة ادوارد. كذلك الأسباب الوراثية تلعب دوراً مهماً في الإصابة ببعض أمراض القلب الولادية كمرض اعتلال العضلة القلبية، تناذر مارفان، كذلك تضيق فوق الصمام الابهري. وإذا كان لدى احد الوالدين مرض قلب ولادي تكون نسبة انجاب طفل يحمل مرض قلب خلقي تقريبا 13%. كذلك ترتفع نسبة وجود طفل ثان مصاب في العائلة بشكل واضح للعائلة التي لديها طفل مصاب بتشوه القلب الخلقي. اعراض الاصابة بتشوهات القلب الخلقية؟ الأعراض السريرية لوجود مشكلة قلبية عند الطفل، يعتمد على عمر الطفل، فمثلا اهم الدلائل لدى الاطفال الرضع هو ظهور: -الإجهاد الشديد أثناء الرضاعة مما يضطر الطفل إلى التوقف مرارا عن الرضاعة مما يستلزم وقتا طويلا لإكمال الرضعة. -صعوبة التنفس وازدياد سرعتة وخاصه اثناء الرضاعه. -البطء الشديد فى زيادة وزن الرضيع رغم إرضاعه بشكل جيد. -النزلات الشعبية والالتهابات الرئوية المتكررة. -وجود زرقة بالجسم خاصه فى الشفتين وفى الغشاء المخاطى المبطن للفم. اما الأطفال الكبار فتبرز شكواهم أكثر، بشكل تعب سريع أثناء اللعب وعدم قدرتهم على مجاراة أقرانهم وحاجتهم المتكررة لاستراحة طويلة بعد عودتهم من المدرسة. كيف يمكن تشخيص امراض القلب الخلقيه: يبدأ التشخيص عادة بالفحص السريري، الذي يختلف حسب عمر الطفل، فمثلا في سن المواليد قد يكون نقص نسبة اشباع الاكسجين في الدم مع زرقه في الجلد والاغشيه المخاطيه، ضيق النفس أو حتى الصدمة العصبيه بغض النظر عن وجود أو غياب لغط قلبي أو نغمة قلبية غير طبيعيه، أما الرضع والاطفال قد تكون هناك علامات هبوط القلب الاحتقاني وتغيرات في نبض وضغط الدم. وهنا اود التأكيد على ضرورة فحص النبض وقياس ضغط الدم الشرياني كإجراء روتيني لكل طفل يزور عيادة الأطفال، لأن هناك كثيراً من أمراض القلب التي يكون مفتاح كشفها هو الاختلاف في قيمة الضغط الشرياني وقوة النبض بين الاطراف الاربعه. أما الخطوة التشخيصية الثانية، فهي الاستعانة بتخطيط القلب الكهربائي، مع صورة شعاعية للصدر، وإجراء سونار للقلب الذي من خلاله يمكن الوصول الى التشخيص الدقيق والنهائي. احيانا قد يحتاج الى اجراء عملية القسطره التشخيصيه لاستكمال عملية التشخيص النهائيه والدقيقه. علاج امراض القلب الخلقيه: من المعلوم ان هناك دلالات واضحة للتغيرات التي قد تحصل لتشوهات القلب الخلقية مع عملية النمو الطبيعي للطفل، فبعض الحالات قد تتحسن دون الحاجة الى تدخل جراحي وبعضها قد تزيد حدتها، وهنا قد يلزم اجراء عملية قسطرة علاجية او عملية جراحة القلب المفتوح. المعالجة قد تكون دوائيه عند بعض المواليد لإبقاء القناة الشريانية عند الجنين مفتوحة بعد الولادة لضمان استمرار تدفق الدم لكل أعضاء الجسم. هناك أدوية داعمة لعضلة القلب ومدرة للبول وغيرها ويختلف استخدامه حسب شدة الحالة ونوع التشوه الخلقي. إن الاتجاهات الحديثة في العلاج تميل للابتعاد عن الجراحة ومحاولة إغلاق الثقوب الولادية من خلال القسطرة القلبية. اما بالنسبه للتدخل الجراحي فان اكثر من 90% من امراض القلب الخلقيه والتي تستدعي تدخلا جراحيا تتم في الاشهر الاولى من العمر وبنتائج ممتازة، ويعود ذلك الى التطور والقفزات النوعيه التي حصلت في مجال قلب الاطفال خلال العقدين السابقين. واود التنبيه هنا ان بعض الحالات الأكثر تعقيدا إن لم يتم تشخيصها في سن مبكرة فان مضاعفات المرض قد تظهرلاحقا، بحيث تكون الاثار السلبية على القلب مستديمة، ويستحيل علاجها بالجراحة. ولا بد من التأكيد على أهمية الفحوص الدورية للأطفال بالنسبة لهذه الأمراض، ومن ناحية أخرى، من الضروري زيارة عيادة الأطفال بفواصل زمنية متقاربة في السنة الأولى من العمر، ليس فقط لمراقبة النمو وإعطاء التطعيمات الأساسية، إنما أيضا لملاحظة ظهور أي علامات جديدة لم تكن موجودة سابقا، مثل نفحة قلبية وتغير لون الجلد أو الأغشية المخاطية ولأن هذه الموجودات قد تكون الخطوة الأولى لتشخيص أية عيوب خلقيه في القلب لم تكن معروفة سابقا.