أذكرها جيدآ هذه اللعبة والتى كنا نتهافت عليها ونحن صغارآ والتى كانت تجعلنى أركض ناحية الفريق لمجرد سماع كلمة أستغماية أذكر حين كان يأخذ كل منا دوره في اللعبة فهاهى سمر تتخلي عن نظارتها الطبية حتى تستطيع ربط عينيها بالايشارب والذى كنا نتفنن في سرقته من أمهاتنا ..تبدأ اللعبة وتغمض سمر عينها بواسطة الايشارب وجاء الدور أن تستخدم ذاكرتها في تذكر الأماكن حتى تتفادى الاصابات ولكن للاسف سمر نظرها ضعيف حتى نظارتها لاتسعفها جيدآ لذلك ذاكرتها تخونها أيضآ وتصبح مشوشة لقلة التفاصيل بها ويكون دومآ مصير سمر هو البكاء لاصطدامها بالجدار أو وقوعها علي الأرض..ويكون نصيب سمر دومآ من هذه اللعبة صفر..ويأتى دور فايز أبن جارنا والذى له نصيب الأسد في الفوز في لعبة الاستغماية لممارسته البلطجة علينا ولأنه أكبرنا سنآ فيجبرنا علي أن نبوح له بالأماكن التى سنختبئ بها ولذلك يجدنا كل مرة ولايفشل أبدآ...ويليه في اللعب مصطفى وفرحة وجورج والذى كان يكره أسمه لأن فرحه دومآ تناديه ( ياكورك ) لمشكلة عندها بحرف الجيم ينضم الي الفريق أيضآ ميلاد وعلياء. أذكر جيدآ ذلك اليوم الذى أحتلت فيه الغيوم مملكة السماء فكان الجو يشوبه بعض الغموض والسحر في نفس الوقت وهو ماجعل فايز ينزل الي الشارع ويصرخ بأعلي صوته ( أستغمااااااااااااااااااااايه أستغماااااااااااااااااااااااااااايه ) وماهى الا لحظات حتى أجتمعنا كلنا أمام فايز وكأنه كان ينادى فريق الألعاب الخاص به بكلمة سر يعرفها جميع أعضاء الفريق وهى أستغماية . كان هذا اليوم مختلفآ بالنسبة لي فعندما نظرت الي السماء شعرت أنها تجردت من جلالتها تحت سطوة السحب وباتت أسيرة لقيود الغيوم الرمادية والتى قامت بحجب سحرها عن كوكب الأرض..بدأت لعبة الأستغماية وكان دور ميلاد والذى أشتهر بصراخه كلما أمسك بأحدنا فهو يطلق صرخات مدويه في الحال وكأنه من الهنود الحمر الذين يصدرون أصوات تدل علي أصطيادهم شئ ثمين وهو مايجعل الجميع يركض نحونا لمعرفة سبب صراخ ميلاد خاصة وأنه أصغرنا ويكون السؤال دومآ ( في أيه ياولاد أيه اللي حصل ) وجوابنا كالعادته مكون من كلمة من مقطع واحدة ( بنلعب ) . جاء دورى والذى أشتهرت بعده بلقب المجنونة لأننى أغمضت عينى في هذا اليوم وأستسلمت لمخيلتى التى أخذتنى بجولة عميقة داخل عقلي وأنا مغمضة العينين بالأيشارب فرأيت الغيوم تنزل الي ضاحكة قطعآ قطعآ وتدور حولي وتعبث بي مستجدية منى ان ألحق بها وأقبل اللعب معها وأسترسلت أنا في الضحك مع الركض ورائها وأنا مغمضة العينين يحركنى نحوها عقلي أحاول الامساك بها يتخلل أذناى أصوات أطفال صغار أحنا هنا تعالي أنتى رايحة فين) لم أعرهم أنتباهآ ولكننى باعدت بين يداى وقمت بفرد ذراعيي وكأنهما جناحا طائر يحوم وباعدت بين أصابعى وبعضها وكأننى أفسح المجال للغيوم لتأخذنى الي عرشي في أعاليها كل هذا وأصدقائي ماذالي ينادون ليلي أحنا هنا تعالي..ولكن أصواتهم ذهبت هباءآ فما يتحدث الآن هو عقلي وليس عيناى لا أسمع صوت ضحكات الغيوم الرمادية وهى تدور حولي بدأت في الدوران مثلها وأنا أفرد جناحى وكأننى أقلد المروحة في حركتى الدائرية أتخيل نفسي ألعب لعبة المروحة أو دوخينى يالمونة في ذلك القصر العالي الذى بناه لي عقلي أخذت في الدوران أدور وأدور وأدور حتى وصل الي سمعى ..ليلي ..ياليلي..فتحت عيناى لأري أحدهم يقول أهى فاقت ياريت ترتاح يومين وبلاش لعب مع أستمرار أعطائها العلاج في نفس الوقت مع التغذية الي كتبت عليها وكان السبب أننى أصبت بدوار وأنا مغمضة العينين تلاه أغماءه وهبوط وتلا أغمائتى أنهيار الغيوم علي هيئة قطرات مطر وكأنها تحتج علي فقد من تلعب معه وتعلن عن غضبها لفراقي ومنذ هذا الوقت تم منعى من لعب الأستغماية بحجة أنها كانت ستودى بحياتى لم يعلم أحد أن خيالي هو من كان سيودى بحياتى