اضطرابات الصوت هي عيب في الصوت الإنساني يجلب الانتباه للسامع. وتظهر اضطرابات الصوت الإنساني نتيجة لأحد الأسباب التالية : 1- الأسباب العضوية : وتنتج تغييرا عضويا في قوام الأوتار الصوتية وتؤدي إلى تغير طبقة الصوت . ومن أمثلة هذه الاضطرابات الدمامل والحبيبات التي تظهر على الوتر الصوتي . 2- الأسباب العصبية : وتنتج عن خلل في تعصيب الحنجرة ومن أمثلتها شلل أحد الأوتار الصوتية او كليهما . 3- الأسباب الوظيفية : وهي ناتجة عن سوء استخدام الصوت كالصراخ أو عدم استخدامه بطريقة صحيحة كالتحدث أتناء الشهيق . وقد تنتج عن أسباب نفسية ومن هذه الاضطرابات فقدان الصوت الكامل أو الجزئي ، دون أن يكون هناك سبب عضوي واضح . ومن الجدير بالذكر أن إهمال علاج اضطرابات الصوت الوظيفية قد يؤدي بالنهاية إلى تحويلها إلى اضطرابات مزمنة . وتتمثل مهمة أخصائي النطق و اللغة في تشخيص اضطرابات الصوت الوظيفية وعلاجها وتعريف المصاب بطرق استخدام الصوت بشكل صحيح وتجنب ما يضره من سلوكيات أو مواد غذائية . كما يقوم اختصاصي الصوت بتنفيذ برامج علاجية (غير دوائية) تشبه العلاج الطبيعي إلى حد كبير ولكنها تستهدف عضلات الحنجرة الداخلية والخارجية. ومن هذه الأساليب (مساج الحنجرة) والذي يؤدي إلى تخفيف التوتر في عضلات الحنجرة الخارجية . ومنها التمارين الصوتية الوظيفية والتي تستهدف عضلات الحنجرة الداخلية وتقوم بتدريبها لتعود إلى حالتها المثلى . وهناك أيضا تمارين تستهدف فسيولوجيا التنفس، ذلك أن الجهاز التنفسي ذو صلة وثيقة باضطرابات الصوت ، ولابد من أخذ التناسق بين الحنجرة والجهاز التنفسي وأعضاء النطق بعين الاعتبار عند التعامل مع صعوبات الصوت. وقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في التخلص من اضطرابات الصوت . ومن المهام الأخرى لأخصائي النطق و اللغة أن يشارك كجزء من الفريق الطبي الذي يتعامل مع اضطرابات الصوت العضوية، فهو مثلاً يساهم مساهمة واسعة في إعادة تأهيل المصابين بسرطان الحنجرة عند استئصال الحنجرة بشكل كامل أو جزئي ، حيث يضطلع أخصائي النطق و اللغة بمهام تثقيف وتجهيز المريض نفسياً لعواقب استئصال الحنجرة وتوفير البدائل التي يمكن استخدامها للاستعاضة عن فقدان الصوت بشكل كلي أو جزئي. فمثلا، يقوم أخصائي النطق و اللغة بتدريب المريض على استخدام المريء كمصدر للصوت. ومن مهارات أخصائي النطق و اللغة العلاجية أيضاً تشخيص الخنف وعلاجه باستخدام أحدث الأساليب. فالخنف اضطراب ناتج عن خروج الهواء المستخدم في نطق الأصوات الفموية من الأنف (hypernasality) أو عدم خروج الهواء المستخدم في نطق الأصوات الأنفيةhyponasility) ( من الأنف بحيث تتغير طبيعة الكلام بشكل ملفت للسمع (ويسمع صوت الشخص وكأنه مصاب بالزكام). ويظهر الخنف نتيجة لأحد الأسباب التالية : 1- الأسباب العضوية : كانشقاق سقف الحلق (cleft palate). 2- الأسباب العصبية : وينتج عن الخلل في تعصب عضلات سقف الحلق اللين وبالتالي عجز المصاب عن إغلاق ممر الهواء إلى الأنف حين يتطلب الأمر ذلك. 3- الأسباب الوظيفية : وتنتج عن تعلم سلوكيات كلامية غير صحيحة , تؤدي مع مرور الوقت إلى ضعف عضلات سقف الحلق اللين وضعف سيطرة المصاب عليها. وفي كل الأحوال، يشكل أخصائي النطق واللغة جزءاً أساسياً من الفريق الذي يتولى مهمة العناية بالمصابين بالخنف. ويتكون هذا الفريق من جراح تجميل وطبيب أسنان (تقويم أسنان) وطبيب أطفال وطبيب أعصاب واختصاصي تغذية وأخصائي نطق ولغة. وتتمثل مهمة أخصائي النطق واللغة في تشخيص الخنف وعلاجه من حيث تأثيره على عملية التخاطب والكلام. وهو أيضا مدرب على تقييم الخنف ومقداره وأخذ قياسات لضعف ضغط الهواء الفموي وسرعة تيار الهواء الفموي والأنفي وما شابه ذلك من قياسات. كما يقوم أخصائي النطق واللغة بأخذ القياسات الخاصة بطول سقف الحلق اللين وعرضه وعمق البلعوم الأنفي وهي قياسات تؤثر على الخنف. ويقوم أخصائي النطق واللغة بأخذ القياسات بعرض صورة أشعة جانبية للمريض أثناء الكلام (تؤخذ باستخدام جهاز صور الأشعة المتحركة ( (videofluoroscope. ومن ثم يقوم بقياس القصور في سقف الحلق اللين. وبالتعاون مع طبيب تقويم الأسنان، يضع أخصائي النطق واللغة التصاميم الأولية للأداة التي يمكن للمريض تركيبها لإنهاء مشكلة الخنف. ومن هذه الأدوات روافع سقف الحلق اللين ومغلقات القصور في سقف الحلق اللين. ومن ثم يرسل اختصاصي النطق واللغة التصاميم والقياسات لطبيب الأسنان كي يقوم بتجهيزها وتركيبها. أما في حالات الخنف الوظيفي، فإن أخصائي النطق واللغة مدرب ومؤهل لتشخيصها وعلاجها باستخدام تمارين عضلات سقف الحلق اللين والتدريب الصوتي وغيرها من أساليب علاجية وظيفية.