كتبت امل علام ... السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الاستاذة امل علام ... لدي مشكلة صحية أثرت على حياتي اليومية والعملية والعاطفية،بسببها فشلت في حياتي المهنية والشخصية.أنني أعاني من اضطرابات في النوم منذ كنت طالبة في المرحلة الثانوية، ... ثم تطورت الحالة إلى أرق ناتج عن نوبات إكتئاب التي تعرضت لها أكثر من مرة،قبل دخولي الجامعة تعرضت لإكتئاب لم يكن بسيطاً أثر على نشاطي وعندما دخلت الجامعة أول سنه خف عندي الإكتئاب لأنني خرجت من سجن الإكتئاب الذي كنت فيه ومن عزلتي ولأول مرة أخرج بشكل منتظم لأشاهد الناس بعد عزلة عامين كاملين. المشكلة أنني كنت أعتقد أنني قد تخلصت من الأكتئاب للأبد،ولكن للأسف كان وهماً،فقد كان شفائي مؤقتاًلأن الأسباب التي ولدت عندي الإكتئاب كانت لاتزال موجودة وهي أسرتي المفككة والمضطربة،وللأسف لم تكن نفسيتي مؤهلة لأية مؤثرات خارجية وصراعات خارجية،وساءت حالتي بسبب ظروف المنزل السيئة وظروف الدراسة الخانقة والتي تتسم بالكبت والقمع. المهم تعرضت لإكتئاب حاد فترة الدراسة الجامعية وكنت أتمنى الموت بأي طريقة كنت أدعي ربي أن يتوفاني بسبب حالة اليأس والكآبة التي تعرضت لها وقتها.المهم تضرعت لله بالدعاء أن يشفيني ولم أطلب المساعدة إلا من الله والحمد لله شفيت من الإكتئاب، ولكن خبرتي المؤلمة مع الإكتئاب ترك فيَ خوف من أن أصاب مرة أخرى به.وأيام تعرضي للإكتئاب أصبت بصدمة نفسية هزت حياتي بسبب أسرتي المزعزعة فأصبت بأعراض جسمية لم أكن أعهدها من قبل فقد اصبت بأرق مزمن بسبب الإكتئاب وبسبب الصدمة، مشكلتي الآن أنني حاولت كثيراً أن أصلح الساعة البيولوجية وللأسف فشلت في ذلك. وبسبب عدم انتظام ساعات نومي فقد أثر ذلك على حياتي العاطفية والمزاجية والنفسية والمهنية،حتى الآن بسبب الأرق المزمن لم أوفق بأي وظيفة.تخرجت من الجامعة قبل 4سنوات،وبذلت كل جهدي من أجل أن تنصلح ساعات نومي وللأسف لم تنصلح. ليس لدي نظام نوم معين،اصبحت أنام حسب إيقاع جسمي فمثلا ًأوقات أسهر الليل كله حتى الصبح ثم أنام حتى الظهر،واوقات أنام ساعتين في الليل ثم أستيقظ في الفجر ثم لاأستطيع العودة إلى النوم،ثم أشعر أن طاقتي منخفضة ومزاجي معكر،،مما يحبطني ويجعلني لا أخوض في تجربة عمل. أنا الآن مشكلتي الحقيقية أنني أستطيع أن أتكيف مع عدم انتظام ساعات نومي طالما أنني في المنزل،لكن المشكلة أنني أول ما أفكربالإلتحاق بأي وظيفة لاأستطيع التكيف لأنني جربت أن أعمل قبل فترة بسيطة وللأسف لم أصمد في العمل فقد عملت اقل من شهر بسبب أنني كنت انام ساعتين في الليل وأستيقظ في الفجر ثم أذهب إلى العمل ثم أعود في الظهر ثم أنام في العصر مدة ساعتين،ومع ذلك لايكفيني فأنا أشعر بعدها ان طاقتي مستنزفة.أريد منكم حلاً عملياً لأزمتي وهل توجد أدوية غير مضرة لحل ازمتي ،أرجو الإهتمام برسالتي والرد علي كتابيا في أقرب وقت وجزاكم الله خيراًكثيراً الاجابه .... هذه مشكلة بسيطة فلست وحدك تعانين من الأرق ولكن هناك الكثيرين ممن يحدث لهم تغيرات مفاجئة في حياتهم سواء بالنسبة لتغيير ساعات العمل أو مشكلات جسمية أو نفسية وغيرها فموضع الأرق هو درجات ويختلف من شخص للآخر وعلى حسب استعداد الفرد لمواجهة ضغوطات الحياة المختلفة وأسلوبه في مواجهة هذه المشكلات فهناك بعض الأشخاص يستخدمون بعض المشروبات في الليل مثل الشاي أو القهوة أو المنبهات الأخرى وهناك من يهتم بالدخول في حل موضوعات هامة في الليل أو يناقش بعضها مع آخرين وهناك من ينام كثيرا في الصباح ويتناسى مسألة النوم مبكرا وهناك من يتناول أدوية لعلج بعض الأمراض وتكون مقاومة للنعاس وغيرها على أي حال فحالتك إن شاء الله تعالى ليست حالة مرضية ولكن هو عدم انتظام في النوم وتغيير الساعة البيولوجية وإليك بعض التوجيهات للتغلب على هذه الحالة: 1- حاولي بقدر الإمكان عدم النوم في الصباح ومحاولة النوم مباشرة بعد العشاء وعليك بساعة القيلولة مهم جدا 2-حاولي الابتعاد عن جميع المنبهات والمواد الغاذية وخاصة بالقرب من وقت الليل 3- الاهتمام بأذكار الصباح والمساء مهم جدا 4- الدعاء عند النوم وخاصة التسابيح الفاطمية (33 سبحان الله 34 الله أكبر 33 الحمد لله )وقراءة آية الكرسي فلا يزال عليك من الله حافظ 5- عدم استثارة أي مشكلة في الليل أو الحوارات المختلفة والجدالات الطويلة والتعصب لما ليس له داعي 6- تهيئة جو غرفة النوم بالتهوية الجيدة ودرجة الحرارة المناسبة والضوء الخافت أو الظلام والحفاظ على البعد عن الضوضاء والأصوات المزعجة 7 كثرة التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله تعالى والمداومة على كثرة الذكر قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " 8- محولة استغلال وقت الفراغ بما هو نافع ومفيد وإنهاء كل الأعمال أثناء النهار حتى يكون الليل فقط للراحة والهدوء . 9- الابتعاد عن مشاهدة التلفاز أو النت وغيرها فيما لا يثمر والتوجه إلى كتاب الله عز وجل فهو إن شاء الله تعالى شفاء ورحمة للمؤمنين والاهتمام بكتب الحديث والسنة والكتب الدينية 10- يمكن أخذ حمام دافئ قبل النوم مع تناول بعض الأطعمة أو الأشربة الباعثة على النوم مثل الحليب أو الينسون أو التلبينة بالشعير وغيرها وعدم أخذ أي علاجات كيميائية حاليا . وأخيرا أدعو الله لك بالطمأنينة وراحة البال وأن يتوكل الإنسان على ربه سبحانه وتعالى وأن يزيد يقينه عليه وأن تكثرين من الدعاء والانطراح بين يدي الله تبارك وتعالي وتأخذي فقط بالسبب وهو وحده الشافي إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... امل علام