تشهد مصر تغييرات كبيرة وكثيرة كل ثانية منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ليست كلها للأفضل ولكنها "تغيير" على أي حال، ورغم ذلك ظل جهاز أوحد في الدولة ثابت لم يتغير، إنه تليفزيون "الريادة" الذي لم تهزه رياح التغيير، بل مرت عليه مرور نسمات صيفية رقيقة على صفحة نيل هادئ، وفي الوقت الذي غيرت فيه الثورة وجه كل شيء في مصر، ظل برج ماسبيرو مسكوناً بأشباح "الريادة" التي سكنته قبل ثلاثين عام. تخيلنا أن "ثورة التحرير" سوف تحرر عقول وألسنة القابعين بماسبيرو، إلا أنها لم تغير شيء، فحكومات تعاقبت وصراعات دارت ونظام سقط، ورئيس تم "خلعه"، وتليفزيوننا أبطاله بقوا ليواصلوا تقديم مسرحية "مات الملك عاش الملك"، وبعيداً عن الثورة والسياسة نجد التليفزيون المصري يواصل تقديم البرامج ركيكة المستوى الفني والمهني الخالية من أي مضمون، ومازال يتنازع مع أندية الكرة والفضائيات حول حقوق البث والإعلانات، ومع هذا يتقاضون نفس أجورهم الفلكية كمعاش بطالة - فهم "عملياً" بلا وظيفة - ويعزفون لحن "الريادة" !! الحسنة الوحيدة للتليفزيون المصري - قبل الثورة - هي إطلاقه لقناة التليفزيون العربي في احتفاليته باليوبيل الذهبي لإنشائه، الأمر الذي جعلني أشعر بالحسرة والمرارة عندما أدركت أن التليفزيون المصري كان يوماً رائداً، وانتزعت منه تلك الريادة وقتلت عن عمد، فهل ستقوم يوماً من بين الأموات؟
a href="http://www.google.com/reader/link?url=http://www.albedaya-algadida.com/article-261.html&title=قهوة سادة على روح تليفزيون "الريادة" !&snippet=قهوة سادة على روح تليفزيون "الريادة" !&srcurl=http://www.albedaya-algadida.com/article-261.html&srctitle=albedaya-algadida.com" target="_blank" a href="https://office.live.com/sharefavorite.aspx%2f.sharedfavorites??marklet=1&mkt=en-us&url=http://www.albedaya-algadida.com/article-261.html&title=قهوة سادة على روح تليفزيون "الريادة" !" target="_blank"