السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .... الاخت الكريمه امل علام ... ارسل اليكم مشكلتى حيث اننى لم اعد استطيع التفكير وقد استشرت قدر لا بأس به من الاخوة والاصدقاء ...وحتى الفقهاء لم اترك مجال الا ومضيت فيه حتى اشعر براحه القلب والضمير ....فانا اب لابنه واحدة تعدت العشرين من عمرها الان ....انفصلنا انا ووالدتها وهى فى الخامسه من عمرها بعد ان طلبت والدتها الطلاق وكانت ملحه فى طلبها وما لبثت ان تزوجت بعد شهور العدة مباشرة ...فكرثت حياتى لابنتى وعشت من اجلها سنين طويله وتركت فكرة الزواج نهائى بعد ان كرهت كل النساء فابنتى كانت دواء لى من مرض الحياة والغدر والخيانه ....لن انكر ان امها رغم كراهيتها لى الا انها كانت تريد ابنتنا ان تعيش معها ورفعت قضايا كثيرة لتكون البنت معها لكننى اعترف اننى وبكل قسوة تعمدت حرمانها من بنتى حتى تاخد درس يعلمها احترام الامومه ... مرت سنين طويله وانا اكرث حياتى لابنتى حتى قابلت انسانه طيبه جدا وغايه فى الخلق والكرم والعطف والحنان فقررت الزواج منها ...ولكن مشكلتى الان ان تلك السيدة لديها ابن رجل يكبر ابنتى بسنتين يعنى عمرة ثلاثه وعشرون عاما بالتمام .... الموضوع شائك جدا كيف ستعيش ابنتى مع هذا الشاب الغريب فى بيت واحد وكيف ساشعر انا الان بالراحه ..اذهب لعملى واترك ابنتى مع شاب لا يعرفها ولا تعرفه فى بيت واحد صعب علىه الامر جدا وبدأت فى التفكير ان اتصل بوالدتها واحاول ارجاع ابنتنا لها .....هذا هو الحل الوحيد ...لقد تنكرت فى الماضى لهذا الوضع وكان صعب جدا عليه ان اترك ابنتى طفله تكبر فى حضن زوج امها وانا على قيد الحياة اما الان فقد كبرت البنت واصبحت عروسه وتعرف جيدا من الذى ضحى من اجلها وسترها .... انا اشعر فى واقع الامر بتخبط شديد فبالله عليك اريد سماع رايك ولكى جزيل الشكر ........ الاجابه ..... سيدى الفاضل ...لن استطيع للاسف ان ارد لك السلام ...مبدأيا ...انا رافضه لكل حرف ونفس فى هذة القصه القاسيه التى جعلت نفسك فيها الضحيه وعشت سنين طويله من حياتك تنتقم من امرأة لم تفعل شيئا سوى انها كرهت الحياة معك فكان رد فعلك انك حرمت الابنه من امها .....والام من ابنتها وبعيدا عن المشاعر والعواطف فالواضح ان حضرتك قلبك لا يدرك اى نوع من انواع الرحمه .....كيف جرأت على هذا الفعل حرمان طفله من امها كل هذة السنوات ...وماذا قلت لها عندما كانت تسألك عن امها ...اسأله كثيرة ...تدور فى عقلى ولكن اسألتى لا اريد منها اجابه هى مجرد جرسات لافاقه ضميرك ..... اكثر من خمسه عشر عاما البنت بعيدة عن امها والام اكيد فى لوعه عليها ...صحيح انها تزوجت لكن المؤكد انها تشتاق لابنتها شوق لا ولن ينتسى .... واى قدر من الجرأة انت فيه الان تريد ان تعيدها لامها حتى تتزوج انت ...الم تفكر فى هذا الامر طوال سنوات حياتك ...انك ستحتاج لهذة الام الرافضه لك رغم اللعنه التى اوقعتها عليها ...هى امها ...ربما كانت زوجه سيئه لكنها من المؤكد انها كانت ام صالحه بدليل سعيها بعدة قضايا لتاخذها منك ...للاسف ودون تحيز هذا راى شخصى وليس معناة انه صواب ... اخذت قرار من سنين وحددت مصيرك ومصير تلك المسكينه ...فهى كبرت فى حضنك ولا تعرف اب سواك كيف تجروء الان ان تتركها لزوج امها تعيش معه ...بل احب ان اوضح لك ان امر امها ذاته سيكون غريب على البنت ...الام من المؤكد انها ستطير فرحا بابنتها وبالذات بعد طول هذة السنوات ....اما الابنه فاكيد سيحدث عندها حاله تشتت الله وحدة الذى يعلم مداها .... نصيحه اخى ...اترك تلك السيدة ان كنت تخشى على ابنتك من ابنها واكمل حياتك لابنتك كما اخترتها من البدايه ..فانت الذى قررت فظلمت ....فعليك ان لا تحاول الان تصليح الخطأ بخطا الاكبر ... ارى ما فعلته لا يسمى تضحيه بالمرة بل هى انانيه وحقد لم يدفع ثمنه سوى المسكينه ابنتك .... او عليك بحل اشد قسوة حاول اقناع السيدة التى تريد الزواج منها ان تترك هى ابنها ...فهذا هو الاصح على ما اعتقد لو انه ايضا امر غايه فى الصعوبه .... لا ادرى لماذا يكون الانسان ظالم الى هذا الحد لو كنا نعقل ان الزمن يدور وان من نعاديه اليوم ربما يكون صديقا غدا لاتخذنا الحلم والخلق فى ردود افعالنا ...لم ارى حقيقه جرأة مثل جرأتك سامحنى ربما لو استمريت فى حياتك كما انت ربما يكون الحال افضل لكن تلك الانانيه لابد ان تضع لها واقفه ... ابنتك ليست قطه او كلب تربيه تحرمه وقتما تشاء وتعطيه وقتما تشاء هى انسانه ومن حرمتها منها هى امها ...كلى فضول ان اعرف ماذا قلت لها عن امها تلك السنوات ...... غفر الله لك ذنبك والعزاء الوحيد الذى يريحنى هو حيرتك من سوء فعلك ...سامحك الله على ما فعلته بتلك المسكينه وما تنوى فعله الان ..... امل علام