كتبت: رانيا حفني حالة استنفار عام تجتاح نقابة المهن السينمائية مع الاستعدادات التى تجرى على قدم وساق لاجراء انتخابات مجلس نقابة المهن السينمائية وانتخابات النقيب يوم الاحد المقبل. حيث يحاول الحرس القديم حشد اعوانه للعودة للنقابة خاصة بعد ان تولت لجنة تسيير الاعمال التى يرأسها جاسر خورشيد مقاليد الامور فكشفت عن وثائق خطيرة تثبت تورط الحرس القديم فى اهدار ملايين الجنيهات التى تم اثباتها من خلال وثائق ومستندات رسمية تم رفعها للنائب العام الذى لم يتخذ فيها اى اجراء حتى الآن وهو ما يجعل عودة الحرس القديم للتحكم فى مقدرات النقابة قضية حياة او موت بالنسبة لهم فى الوقت الذى تكتل فيه شباب السينمائيين محاولين تطهير النقابة من الفساد والقضاء على نزيف اهدار المال العام . وما يؤكد ضعف النقابة وخسارتها الكبيرة ان تسوية ميزانية 2008 تثبت ان رصيد صندوق المعاشات وصل الى ثمانية ملايين جنيه فى 31 / 12 / 2008 وهناك العديد من علامات الاستفهام التى يجب ان نضعها عندما يقدم النقيب السابق مسعد فودة تسويته الاخيرة فى 31 / 12 / 2010 لنكتشف ان صندوق المعاشات رصيدة تقلص الى 800 الف جنيه فقط مع استغلاله بند الاعانات الطارئة واهدار ملايين الجنيهات . ولا عجب ان تضم تسوية ميزانية العام الماضى مبلغ 98 الف جنيه كقيمة ما تم صرفه لاجراء الانتخابات ولن تتعجب من هذا الرقم اذا علمت ان تزوير الانتخابات يتم على نفقة الاعضاء لا على نفقة المزورين فهناك وثائق تكشف جلب اعضاء من اسوان للادلاء بأصواتهم ولتوفير المشقة عليهم صرفت النقابة قيمة تذكرة طيران لاحدهم للادلاء بصوته والعودة مرة اخرى بالاضافة لتذاكر قطار النوم من القاهرةلاسوان والعكس . وموارد نقابة السينمائيين يذهب معظمها لصالح بسطاء هذه المهنة والمتضررين من تغير آليات السوق واهم دور يمكن ان تقوم به النقابة لهذه الشريحة هو مشروع العلاج الذى لم يسلم من التلاعب حيث يسير ككل شىء فى النقابة تبعاً لاهواء ادارتها الرشيدة فالسيناريست طارق عبد الجليل الذى نشاهد له حاليا فيلم «صرخة نملة» والذى قدم العديد من التجارب السينمائية الناجحة التى جعلت اجره يصل لمليوني جنيه فى السيناريو الواحد تقدم كغيره من الاعضاء بطلب اعانة عاجلة من النقابة لشراء واجراء عملية زرع كلية فوافق مجلس النقابة مشكوراً على صرف اعانة قيمتها خمسة وعشرون الف جنيه ولكن الغريب ان فرز أوراق النقابة اسفر عن اكتشاف توقيع اربعة شيكات بنفس القيمة لصالح طارق عبد الجليل وبعد البحث تم التأكد من صرف شيكين بقيمة خمسين الف جنيه بدون ابداء اى اسباب ووقف صرف الشيكين الاخرين وهو ما يؤكد ان هناك تلاعباً فى صرف الاعانات ولكن المخجل هو تقدم احدى الاعضاء بطلب اعانة قيمتها الف جنيه وبعد مماطلات وتسويف منحها المجلس اعانة قيمتها 200 جنيه فقط . فما السر الذى جعل النقابة تنصاع لمطلب طارق عبد الجليل وتمنحة بدلاً من شيك واحد اربعة شيكات اكتفى منهم بصرف شيكين كما هو ثابت وفى الوقت نفسه ترفض طلب ارملة ترغب فى اعانة عاجلة قيمتها ألف جنيه . وككل النقابات المهنية تقدم نقابة السينمائيين خدمات لاعضائها ومن بين هذه الخدمات رحلات المصايف التى كلفت النقابة فى 2010 مبلغا يصل الى مليون وربع المليون جنيه علماً بأن النقابة تتحمل 50% من قيمة الرحلة وهو ما يعنى ان الاعضاء تحملوا نفس المبلغ الذى تحملته النقابة وهذا اثبات للتلاعب بموارد نقابة السينمائيين لان عدد المصيفين فى 2010 لم يتجاوز مائة وثمانين عضواً واذا ما قسمنا المبلغ المذكور على عدد الاعضاء سنكتشف ان النقابة دعمت اسبوع تصييف العضو بمبلغ سبعين الف جنيه تقريباً وهو ما يخالف المنطق كما يتعارض مع المبالغ التى دفعها الاعضاء والتى لم تتجاوز الالف وخمسمائة جنيه للعضو الواحد، وهو ما يعنى ان قيمة المبلغ لا تتخطى ال 300 الف جنيه . ناهيك عن ان النقابة تمتلك بالفعل شققا فى المصايف لا يتم استغلالها ولكن يتم استئجار وحدات اخرى للاعضاء الذين اكتشفوا ان هذه الوحدات مملوكة للنقيب الاسبق ممدوح الليثى وبعض اعضاء مجلس النقابة والمقربين منهم ويتم تأجير هذه الوحدات من شهر ابريل حتى شهر اكتوبر من كل عام وهو ما يزيد علي فترة المصيف المعتادة والمبالغ المثبتة فعليا لايجارات هذه الوحدات تصل الى اربعين الف جنيه سنوياً . والنقابة الغراء تقيم العديد من الرحلات من بينها رحلات لاوروبا والتى يتم الاعلان عنها بالفعل ولكن الحقيقة تثبت عدم حصول أى عضو من خارج اسرة مجلس النقابة على رحلة لرومانيا او تركيا او فرنسا، فرحلة رومانيا الاخيرة كما تكشف المستندات سافر فيها المخرج شكرى ابو عميرة عضو المجلس السابق وشقيقاه مجدى ومحمود ابو عميرة وزوجته عبير الليثى بالاضافة لعضوين من خارج العائلة . وكأن النقابة تحولت الى عزبة يملكها النقيب ومجلس ادارته ولا عزاء للاعضاء.