توجه السفير الاميركي في سوريا الخميس الى مدينة حماة ويعتزم البقاء فيها حتى الجمعة، وذلك في وقت سد سكان المدينة الشوارع بالإطارات المشتعلة لمنع دخول حافلات تقل قوات الأمن بينما فرت عشرات الأُسر الى مدينة مجاورة. واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان السفير روبرت فورد توجه الخميس الى مدينة حماة (وسط) التي تشهد حركة احتجاجية ضخمة ضد النظام، ويعتزم البقاء فيها حتى يوم الجمعة الذي سيشهد ككل جمعة تظاهرات احتجاجية في عموم سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند ان فورد الذي طالب عدد من البرلمانيين الاميركيين ادارة اوباما باستدعائه الى واشنطن "عبر عن دعمنا لحقوق السوريين" في الوقت الذي يثير فيه الوضع في حماة "قلقا عميقا" لدى الولاياتالمتحدة. ومهمة فورد في حماة تكمن في "اجراء اتصال" مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته. واضاف هذا المصدر "نريد معرفة من هم هؤلاء الناس والى اي نوع من العملية السياسية ومستقبل البلاد يتطلعون، ينبغي ان نجري اتصالا معهم وهذا ما سيقوم به هناك". وكانت واشنطن اكدت الاسبوع الماضي ان السفير تمكن من مقابلة معارضين في دمشق. وبحسب نولاند، فان الدبلوماسي تمكن من الحديث "مع اكثر من عشرة اشخاص" وتمكن من زيارة مستشفى المدينة حيث تتم معالجة ضحايا اعمال عنف، مشيرا الى "وضع متوتر ومحال مقفلة". واشارت نولاند الى ان السفير توجه بوسائله الخاصة الى المدينة عابرا نقطة مراقبة للجيش السوري ثم نقطة اخرى "للسكان". وتم ابلاغ السلطات السورية مسبقا بزيارته هذه. وفي 21 حزيران/يونيو زار فورد مدينة على الحدود مع تركيا في اطار زيارة نظمها نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه حركة احتجاجية واسعة منذ اربعة اشهر يواجهها بقمع شرس. وقال ناشط وأحد السكان ان سكان مدينة حماة سدوا شوارع المدينة بالإطارات المشتعلة يوم الخميس لمنع دخول حافلات تقل قوات الأمن بينما فرت عشرات الأُسر الى مدينة مجاورة. وشهدت المدينة -التي كانت مسرحا لمجزرة وقعت عام 1982 وصارت رمزا لوحشية حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد- بعضا من أكبر الاحتجاجات في المظاهرات المستمرة منذ 14 أسبوعا ضد حكم ابنه بشار الاسد. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان حافلتين تقلان عشرات من رجال الشرطة والمخابرات السورية حاولتا دخول حماة من الشمال بينما حاولت أربع حافلات الدخول من جهة الشرق. وقال ساكن من حماة ان نحو 14 حافلة دخلت الجزء الشمالي من المدينة وأن قوات الامن تطلق النار في المناطق السكنية. ولم يتسن على الفور التأكد من هذه التقارير. وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من صدق روايات النشطاء أو السلطات. وقال عبد الرحمن ان قوات الامن "حاولت دخول حماة لكن السكان أضرموا النار في اطارات السيارات على الطرق لمنعها من الدخول". واضاف ان مئة أسرة فرت من حماة الى مدينة السلمية المجاورة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا. وقالت صحيفة الوطن الخاصة اليوم الخميس ان الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجري في أغسطس اب ستؤجل للسماح للبرلمان باقرار قوانين جديدة خاصة بوسائل الاعلام والاحزاب السياسية وهي جزء من منظومة الاصلاح التي تعهد بها الاسد استجابة للاضطرابات. واثار الاسد احتمال تأجيل الانتخابات في خطاب ألقاه في أواخر الشهر الماضي حدد فيه خططا لاجراء حوار وطني مع المعارضة. وتقول شخصيات معارضة انها لن تشارك في الحوار في ظل استمرار أعمال القتل والاعتقالات. ونشرت السلطات السورية الدبابات حول مشارف حماة هذا الاسبوع بعد مشاركة عشرات الالاف من السكان في تجمع بميدان وسط المدينة يطالبون بسقوط الاسد عقب شهر من الاحتجاجات المتصاعدة. ويستغل المحتجون حالة الفراغ الامني فيما يبدو بالمدينة بعد انسحاب قوات الاسد من حماة في أعقاب مقتل 60 محتجا على الاقل في الثالث من يونيو حزيران. وعزل الاسد حاكم حماة يوم السبت. واجتاحت قوات الامن المدينة يوم الاثنين وقال نشطاء ان 26 شخصا على الاقل قتلوا في موجة من اطلاق النار والاعتقالات لكن الدبابات ظلت خارج المدينة. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية يوم الاربعاء ان شرطيا قتل في اشتباك مع جماعات مسلحة أطلقت النار والقنابل الحارقة على قوات الامن. ولم تشر الوكالة الى سقوط قتلى مدنيين لكنها قالت ان بعض الرجال المسلحين أصيبوا. وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ومقره القاهرة ان هناك الكثير من العربات العسكرية والدبابات أمام المدينة. واضاف ان سكان حماة مازلوا خائفين من خطوة مفاجئة من جانب قوات الامن السورية وان إمدادات الكهرباء والماء مازالت مقطوعة. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا التي تتابع حركة الاحتجاجات في البلاد ان احتجاجات وقعت ليلا في اثنين من أحياء العاصمة دمشق ومدينة درعا الجنوبية "دعما لمدينة حماة". ودرعا هي مهد الاحتجاجات ضد نظام الاسد التي اندلعت في 18 مارس اذار. وقال عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 300 شخص اعتقلوا خلال اليومين الماضيين في جبل الزاوية وهي منطقة تبعد 35 كيلومترا عن الحدود مع تركيا وشهدت احتجاجات واسعة ضد حكم الأسد. وكانت المنطقة التي تضم نحو 40 قرية بؤرة لنشاط القوات السورية منذ ان قتلت القوات أربعة قرويين الاسبوع الماضي. وقال عبد الرحمن لرويترز عبر الهاتف من بريطانيا "الناس خائفون للغاية من الخروج. المتاجر مغلقة وحتى المزارعين لا يدخلون بساتينهم لجمع ثمار التفاح." واضاف "لا يوجد خبز أو حليب منذ يومين". ودعا نشطاء لتنظيم احتجاجات يوم الجمعة تحت شعار "لا للحوار". واذا أدت احتجاجات يوم الجمعة الى مزيد من اراقة الدماء فان هذا سيجعل مشاركة المعارضة في أي اجتماع يعقد يوم الاحد أمرا غير مرجح بشكل أكبر.