مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملامح اليمن بعد صالح تحدد فى الندوة الخامسة لثورة الشباب باليمن

في الندوة الخامسة ل"ثورة الشباب.. آفاق وتحديات".. سياسيون وأكاديميون يستعرضون ملامح الدولة المدنية القادمة بعد سقوط النظام الإثنين 13 يونيو-حزيران 2011 الساعة 04 مساءً
استضاف مركز شباب برزان، الليلة الماضية الندوة الخامسة للثورة اليمنية التي كانت بعنوان "آفاق وتحديات" والتي قدمها وأدارها الأستاذ/ محمد غالب الحميري، حيث تحدث وشارك في الندوة كل من:الدكتور/ عبدالرحمن بافضل والدكتور علي عشال والأستاذ/ عيدروس النقيب، والشاب/ عبدالقوي هائل احد الشباب المرابطين في ساحة الحرية بمحافظة تعز الأبية.
وفي هذا الصدد احتوت الندوة على أربعة محاور، حيث يتناول الشاب/ عبدالقوي هائل المحور الأول "رؤية شباب الثورة للمرحلة الراهنة"، كما تناول الأستاذ/ عيدروس النقيب المحور الثاني حول اليمن والثورة وعهد ما بعد نظام صالح، وتحدث الأستاذ/ علي عشال في المحور الثالث الذي تمت عنونته (الثورة اليمنية وآمالها ومحاذير يجب التنبه لها)، ليختتم الدكتور/ عبدالرحمن بافضل بالمحور الرابع بعنوان "الإجماع الوطني وحاجة الشباب الثائر في الساحات لنجاح ثورتهم".
المحور الأول "رؤية شباب الثورة للمرحلة الراهنة":
بداية استعرض الشاب/ عبدالقوي هائل في بداية الندوة أوراقه وما تحملها من ما يدور في ساحة التغيير والروية لدى شباب الساحة تجاه المبادرة والأحزاب السياسية، حيث نوه في مستهل حديثه بأن شباب اليمن خرجوا إلى الساحات لأنهم في حاجة له ولأن الثورة هي حاجة وليست غاية، مضيفاً: نحن في اليمن نعيش في حالة يرثى لها، وهناك أشياء قدم النظام اليمني على غرسها وإيصالها إلينا طيلة "33" سنة، وقد خرج الشباب ليثوروا عليها ولديهم أدواتهم الجديدة، الآن الشباب ليسوا بحاجة إلى حمل السلاح وإن ينزلوا ساحات القتال، بل إن الشباب الآن لديهم أسلحة سلمية جديدة.. مستدلا في حديثه بالمواقف السلمية وآليات عمل ألا عنف.
وشدد هائل على أن المطلب الأساسي للشباب هو "إسقاط النظام " بجميع بنيته التقليدية والسياسية والعادات الاجتماعية التي عمل على تكريسها، موضحاً بأن الأحزاب السياسية هي من تدعم الشباب في الساحات، وإن هذه الأحزاب اتحدت مع الشباب قلباً وقالباً وأصبحت مطالبنا واحده هي إسقاط هذا النظام بأكمله.
وفي ذات السياق قال عبدالقوي: هائل إن النظام اليمني يشعر أنه ليس لديه مجال إلا أن يزرع عناصر فرقة بين الشباب والأحزاب والقبائل وما إلى ذلك، مشيراً إلى أن النظام بدأ يعمل على تصدير ثورتنا اليمنية كأزمة في الخارج، هذه الأزمة تتمثل في وجود قوتين متعارضتين من خلال جر هذا النظام للأحزاب السياسية بعد أن آمنت بالمنطق الثوري إلى الصف الآخر لكي يثبت على أن هناك أزمة سياسية تحدث في البلد وليست ثورة قامت منذ أن خرج الشباب إلى الساحات.
وفي مستهل حديثه أكد هائل أن الشباب لا يطمحون لسلطة ولا لمنصب في الدولة ولكنهم خرجوا إلى الساحات بثورة وبعد سقوط النظام سيعود كل إلى مكانه وسيستلم البلد من لديه القدرة على إدارته.
وحول المبادرة الخليجية، قال عبد القوي هائل: أن دول الخليج تصدر المبادرات لشعب اليمني، مع أن شباب الساحة يرفضونها قلباً وقالباً، معللاً بأنها تعمل على تصدير ثورة الشباب كأزمة وعدم اعترافها بأنها ثورة قائمة،لأن بعض هذه الدول تخشى أن تصدر هذه الثورة إليها.
وفي سياق حديثه اتهم المبادرة الخليجية بأنها البذرة التي عملت على خلخلة العمل الثوري، وأنها أتت لتعمل على تصفية الحسابات ما بين القوى التقليدية التي كانت في البلد ممثلة بأحزاب المعارضة وهذا النظام القائم، وموضحا بأن الأحزاب السياسية كان لديها نوايا حسنة لتعرية النظام أمام المجتمع الدولي، وعملت هذا ولكن على حساب تأخر المسار الثوري، منوهاً إلى أنه لا يتكلم بصفة شخصية إنما ينقل الرؤية في الساحات.
وأشار هائل إلى أن المجتمع الدولي دعا أحزاب اللقاء المشترك إلى الدخول في معترك العمل السياسي، وبدأ هنالك تصدع بتوفيق فيما بين الشباب وهذه الأحزاب"اللقاء المشترك"، وأن هذه الأحزاب ترضخ لضغوط خارجية، والتي كانت تعمل على يقبلوا الشباب بهذه الضغوط، ولكن نحن كشباب لدينا ثورة ولا نتقبل أي ضغوطات خارجية، ونحن نؤمن ونعول على قوة شعبنا الحبيب في حسم مسار الثورة ولا نعول على المجتمع الدولي إلا وقد حسمنا هذا الأمر داخلياً، مشيراً إلى أن تخوف بعض الدول الشقيقة كالسعودية من أن تنجح الثورة، لأن هذا سيؤدي إلى انتقال الثورة إليها.
وفي ختام حديثه أشار الشاب الثوري هائل إلى بعض التحديات التي تواجه شباب الساحات: التحدي الأول: هو تأخر الحسم.. أما التحدي الثاني: هو أن هذا النظام عمل على رهان الوقت لاستنزاف الثورة واختراقها التحدي الثالث: هو الحفاظ على سلمية الثورة وعدم الانجرار إلى العنف.. التحدي الرابع: هو الحرب الأهلية.. أما التحدي الخامس: هو الانقسام المجتمعي.
المحور الثاني: حول اليمن والثورة وعهد ما بعد نظام صالح
وفي هذا المحور استهل الدكتور/ عيدروس النقيب حديثه، بمجموعة من الحقائق التي قد تكون أقرب إلى البديهيات للجميع حسب قوله..
الحقيقة الأولى: أن هذه الثورة الشبابية السلمية التي يشهدها بلدنا لم تأت من فراغ ولامحاكاة أو تقليداً لأحد ولم تأت نزوة أو رغبة أو مشاكسة من أحد، ولكنها كانت حاجة موضوعية ضرورية حتمية أملتها طبيعة الظروف والأوضاع التي تعيشها اليمن وأملتها الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسبب بها هذا النظام الذي يترنح، ومكث على صدور الشعب اليمني ثلاثة وثلاثين عاماً، وبتالي فإن أن هذه الثورة لم تكن أعمال شغب ولم تكن أعملاً فوضوياً كما يحاول أن يصورها اقطاب النظام، ومن حقنا أن نقول إن هذا الثورة لم تقم إلا لكي تنتصر وهي قد انتصرت حتى وإن أبى من لم يرغبوا بانتصار هذه الثورة.
الحقيقة الثانية: أن هذا النظام الذي يتبجح بالحديث عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والممارسات السياسية والمشاركة السياسية، ما يزال يمارس عمليات القمع والتنكيل والملاحقة والقتل، وما الحقائق في تعز أو في جمعة الكرامة أو في محرقة مصنع الذخيرة في أبين وغيرها إلا حقائق تبرهن على أن هذا النظام إنما يتبجح بما ليس فيه من سلوك وإنما يدعي مالا يمارسه من أعمال، مشيراً إلى أن عدداً من المناضلين الأشداء ما يزالون مختطفين في سجون الأمن السياسي والأمن القومي وفي الأقبية المجهولة المناضل اليمني الجنوبي المشهور الأخ المناضل/ حسن أحمد باعوم و أبنه فواز، الذين ما يزل مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة..
وحمل النقيب السلطة المسؤولية تجاه كل من يختطف في اليمن عموما..
أما الحقيقة الثالثة: هي أن الحديث عن مبادرات تتعلق بإخراج البلد مما تمر به من حالة ثورية حقيقية مشروعة قد ولى زمانها..
الحقيقة الرابعة: هي أن الخديعة التي قدمها علي عبدالله صالح ونظامه على مدى "33" عاماً قد انكشفت، صالح حرص أن يسمي أن اليمن قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار اليمن موطن للإرهاب، أن اليمن معمل تفريخ لإنتاج القاعدة وإنتاج الإرهابيين، لم تنشأ القاعدة إلا بصناعته وإنتاج ورضاء وحرص علي عبدالله صالح، ولذلك أقول لشركائنا الدوليين وخص بالذكر الولايات المتحدة الأميركية التي تربطها باليمن علاقات طيبة ومصالح متبادلة،"سترتاحون من محاربة الإرهاب في اليمن بذهاب علي عبدالله صالح، ولا تصدقوا أن القادعة ستنتعش بغياب صالح بل على العكس، عليكم أن تعلموا أن الشراكة ليست بينكم وبين علي عبدالله صالح ضد القاعدة بل أنها بين صالح وبين القاعدة ضدكم وضد اليمن وضد العالم أجمع.
وعلى ذات الصعيد وبعد الانتهاء من الحقائق التي طرحها واصل النقيب حديثه قائلاً: إن ما بعد صالح قد حل منذ أسابيع وليس فقط لمجرد ما تعرض له، منوهاً أنه لم يكن يتمنى أن يحصل له ما حصل، و أنما حصل في جامع النهدين لم يكن إلا مجرد تصفيات حسابات داخل الأجنحة المتصارعة في السلطة،وهو أمر لا يعنيه كما قال شباب في الميادين.
وأوضح أن مهمة الثورة هي الانتقال بالبلد إلى المجتمع المدني المنشود والدولة المدنية الحضارية المنشودة التي جرى تأجيله أكثر من "50"عاماً.
وأشار الدكتور: النقيب إلى أن هناك تحديات كثيرة تقف أمام الثورة، وأن اليمن اليوم ليس فيها مشكلة تنافس قوى على من سيحكم، واصفاً الذين يعتقدون أن البقاء على كرسي الحكم هو غنيمة لهم،"بالحمقى"، مواصلاً قوله: إنني أتهيب كثيراً ممن سيحكم بعد صالح لأنه سيقف على مجموعة من الخرائب، وعليه أن يتدرب على ترميم الخرائب حتى يرمم ما سنرثه من علي صالح.
وفي السياق نفسه وحول الدولة المدنية الحديثة قال النقيب: هي دولة تقوم على النظام والقانون والدستور والمؤسسات ومن أهم مطلبات الدولة المدنية الحديثة وهي أولاً شكل نظام الحكم، مواصلاً نحن بحاجة إلى حوار وطني معمق وموسع وشامل يشترك فيه جميع أطراف الحياة السياسية في اليمن في الشمال والجنوب في الشرق والغرب في الداخل والخارج، أحزاباً وشباباً اقتصاديين وقانونيين وسياسيين وحقوقيين وأكاديميين ووجها اجتماعيين ورجال دين وغيرهم جميعهم أن يشتركوا في القضايا التالية:
أولاً: شكل الدولة، "الدولة الاتحادية" "الدولة الفدرالية" مشدداً على أن يجب أن يأخذ رأي الجنوبيين في شكل هذه الدولة.
ثانياً: شكل نظام الحكم، هل "هو حكم رئاسي" أو "حكم برلماني" منوهاً إلى أن الحكم الرئاسي يجعل الرئيس يطمع في الرئاسة إلى الأبد ولذلك نحن في حاجة للانتقال إلى الحكم البرلماني.
المحور الثالث الثورة اليمنية وآمالها ومحاذير يجب التنبه لها
قبل الحديث عن الآمال والطموحات قال الأستاذ/ علي عشال إنه لا بد من معرفة الواقع لأننا بحاجة أن نحشد كل الجمال في نفوس اليمينين لمواجهة كل القبح الذي أنبته أو كرسه هذا النظام طوال العقود الماضية.
مشدداً أنه لا بد من توصيف للحالة السياسية في اليمن.. ما هي ولا بد أن نعلم ما هي حقيقة واقعنا السياسي، مواصلاً حديثه "واقعنا السياسي للأسف الشديد مبني على حكم الفرد"، موضحاً أن أساس المشكلة في اليمن أن هناك نظاماً طال عليه الأمد فقسى قلبه تجاه شعبه، وأن هناك حالة من الفرعنة أوجدتها هذه المدة المتطاولة التي ظل فيها هذا النظام يحكم وسعى جاهداً إلى تكريس وضعية سياسية قائمة على حكم الفرد استطاعت أن تسخر كل مقدرات الدولة لشراء الولاءات، التي استطاعت أن تجنب كثير من النخب المثقفة التي أريد لها أن تجعل اليمنيين يستروحون الروائح العطرة وهم يقفون على المستنقعات ويطالبون اليمنيون أن يضحكوا وأن تطفح وجوههم بالبشر وهم في بيت المصيبة والعزاء.
وتطرق عشال إلى التعديلات الدستورية التي قام بها نظام صالح وتمديد فترة الرئاسة من خمس سنوات إلى سبع، ومن ثم قالوا إنهم سينزعون العداد، وهذا العداد صممت عليه شبكة الوحدة الوطنية، وأنه من سوء الطالع لهذا النظام السياسي أنه قدم هذه التعديلات المخلة والمخجلة، قبل تحقق ثورة تونس بأيام.
وتسائل علي عشال بقوله"هل واقعنا السياسي يختلف كثيراً عن ما هو حاصل في المشهد السياسي"؟ فأجاب على نفسه: بالعكس واقعنا الاقتصادي سيئ، لأن مقدرات الدولة فيه أصبحت محكومة لفرد، والفرد كرس ثقافة الاستبداد والاستحواذ على مقدرات الأمة.
وفي ذات الإطار أشار عشال إلى مطالبة الدكتور/ فرج بن غانم رحمه الله، بأن يكف الرئيس صالح يده عن خزينة الدولة، وأن يحدد له جزءاً من موازنة الدولة، صغر أم كبر.. وأكد عشال أن هذا الطلب لم يتحقق، لأن النظام السياسي ينظر إلى اليمن بشجرها وبشرها وحجرها، بأنه المالك المتصرف فيها.. مضيفاً لقد درسنا في العلوم السياسية أن ما يربط الحاكم بالمحكوم هو عقد إيجار، الحاكم أجير لدى الأمة، ولكنا حكمنا ثلاث وثلاثين سنة بعقد تمليك".
وحول الفساد الكبير الذي يخوضه هذا النظام، طرح عشال أمثله منها: العقود الكبيرة في البلد لا تتم الا عن طريق رأس النظام، سواء في الكهرباء أو في النفط وغيرها وهنالك مجموعة حول رأس النظام، هي التي توفر المطبخ لهذا العقد، مستدلاً على قوله بالمنطقة الحرة في عدن، _"عدن ثاني ميناء في العالم في الخمسينات بعد ميناء نيويورك، لموقعه الاستراتيجي ولعبقرية الموقع التي تحتلة عدن ولقربها من الملاحة الدولية"، مشيراً إلى أن الناس لم يدكوا أهمية هذا الميناء، وظل هامداً جامداً إلى أن قضي عليه من خلال إعطائه لشركة تابعة لدولة خليجية، وأنها لم تكن تريد سوى الحصول على عبقرية المكان، ولا تريد لهذا الميناء أن يعمل لكي تشغل مينائها وميناء جيبوتي وهم مينائان سيتضرران إذا ما تحقق التشغيل الفعلي لميناء عدن، فكل التقارير تتحدث أن كل الخطوط الملاحية التي ذهبت من عدن انتقلت إلى ميناء جيبوتي، بينما المشغل هو واحد، يسرق الخطوط الملاحية التي ظلت لعشرات السنين في ميناء عدن وتذهب إلى ميناء جيبوتي، لأن من يضع يده على المينائين هي موانيء دبي العالمية التي دخلت في شراكة مع بعض الشخصيات من أبناء اليمن وسمسر في هذه القضية مجموعة من المسؤولين وأنا أعلم التفاصيل والكثير من هذا الأمر.
وأضاف: أما مؤسسات القطاع العام، أتدرون أنها تتبع أشخاص في الدولة ولا تدخل إلى خزينة الدولة، مشيراً إلى الخطوط الجوية اليمنية، بأن فائض نشاطها التجاري وأرباحها صفر، وهي المشغل الوطني الوحيد والحصري في اليمن، مع ذلك لا فوائد تدخل إلى خزينة الدولة لأنها تتبع فلاناًُ من العائلة.. ومصانع الأسمنت التي هي تأخذ من جبال اليمن وهي موارد طبيعية تزخر بها اليمن ولا تكلفه شيئا، تذهب المصانع الحكومية ولا تورد من فوائض نشاطها التجاري شيئاً، أين يذهب؟.. وأما المؤسسة الاقتصادية اليمنية والتي تشتغل في البر والبحر وتشتغل من الأبرة إلى الصاروخ كما يقولون، أين كل مناقصات الدولة في التأثيث والتجهيز على هذه المؤسسة، مستدلاً بكلام الأستاذ/ سيف العسلي وزير المالية الأسبق، بأنه لا يعلم شياً عن هذه المؤسسة، ولا يدري حجم النشاط التجاري فيها ولا يورد لخزينة الدولة منها شيء وهي مؤسسة تمتلك كثيراً من أصول مؤسسات الدولة، لماذا؟ لأنها تذهب لمصلحة أشخاص..
الأراضي أنشأت لها شركة شبام القابضة، لتقبض على ما تبقى برئاسة نجل الرئيس مشرف على هذه الشركة أو المؤسسة التي أنشئت بقرار من رئيس الوزراء لا يعلم عنها شيء، لمجرد فقط أنه كل ما يأتي مستثمر خليجي أو أجنبي تدخل معه هذه الشركة بقيمة الأرض كشريك في هذا الاستثمار.. وهذا جزء من واقعنا الاقتصادي.
وعلى الصعيد ذاته قال عشال: عندما نتحدث عن الآمال والطموحات، ينبغي أن ندرك حجم المأساة وما هي الدولة التي سنرث، وإننا سنرث دولة فاشلة ولا بد في المرحلة القادمة أن نصلح من أمورنا، وأن أول هذا المداخل إلى الإصلاح، هو إصلاح الحياة السياسية، وكما يقال أن الدستور هو أبو القوانين، فإن الإصلاح السياسي هو أبو الإصلاحات، وان الإصلاح السياسي يأتي عن طريق تسوية تاريخية جديدة، اليمنيون في حاجة ماسة إليها اليوم، من خلال عقد اجتماعي جديد وملامح هذا العقد هي الدولة اللامركزية، التي ينعم فيها الناس بإدارة أنفسهم بأنفسهم، نظام برلماني، يستطيع الناس أن يتحدثوا عن محاسبة رأس النظام الذي سيكون رئيس مجلس الوزراء أمام البرلمان لينزعوا منه الثقة، نظاماً انتخابياً عادلاً لأن النظام الانتخابي الموجود الآن لا يحقق العدالة في التمثيل ويظر بمصالح شرئح واسعة من أبناء اليمن لا يمثلوا في هذه المؤسسة "المجلس النيابي".
وفي ذات السياق قال علي عشال: هناك الكثير من التحديات والصعوبات سنواجهها كيمنيين، ولكن النظام قد عبث بالإنسان اليمني، واصفاً من يعتقد أن الثورة ستمتلك عصاة سحرية تحيل واقع اليمنيين منذ اليوم الأول إلى مروج خضراء وانهار لا تجف وثروات غير منقطعة وواقع سياسي وردي وصفه بالمغفل.. مواصلاً قوله "الأمور بحاجة إلى مجاهدة يعاد فيها صياغة الإنسان اليمني، حتى يواكب المرحلة، لان هذه العقول الماضية قد أفسدت بحيث أصبح الخطأ هو المتحكم في سلوكهم، وأصبح الصواب هو المستنكر.
وأشار عشال إلى تحدٍ آخر وهو أن موروثنا السياسي لا يشفع لنا في يوم من الأيام في أننا أدرنا أنفسنا بشكل رشيد، وبالتالي لا توجد تجربة نريد أن نعود إليها.. مواصلاً حديثه "نحن ورثنا نظاماً في الجنوب بعد بريطانيا للأسف الشديد لم تمر إلا أيام قليلة وأساؤا إليه" وأن ما بقي من حسنات لنا في نظامنا السابق هو امتداد للنظام الإداري الذي ورثناه.. لكن كمشروع سياسي لم يقدم مشروعاً على مستوى من النضج لا في الشمال ولا في الجنوب، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة وأن لا نتوهم أننا نمتلك تاريخاً مشرقاً نستطيع أن نستدعي فيه أي لحظة تاريخية لنحقق النموذج الذي نريد.. نريد أن نجتهد من جديد من خلال حوار وطني جاد لا يستثني أحداً من اليمنيين، تحل فيه كل القضايا المزمنة والعالقة.
المحور الرابع الإجماع الوطني وحاجة الشباب الثائر في الساحات لنجاح ثورتهم
الدكتور/ عبدالرحمن بافضل استهل حديثه بقوله: إن ثورة الشباب هي الحل الوحيد بعد الله من أجل الوصول إلى ما نريد تحقيقه في النظام الجديد بعد إسقاط القديم، ومشيراً إلى أن الإجماع الوطني هو أساس نجاح الثورة، وأن الحلقة الأولى فيه هو اللقاء المشترك، اللقاء الذي ضم خمسة أحزاب أو ستة صمدت منذ 2006م، مؤكداً أن هذا اللقاء لا يسعى لسلطة، مستدلاً على ذلك بأنهم أتوا بمرشح لرئاسة الدولة من خارج اللقاء المشترك..
والحلقة الثانية، الحوار الوطني المؤتمر، هذا ضم بعد ذلك الحوثيين وضم معارضة الخارج..
الحلقة الثالثة، هي ميادين التغيير التي شملت الجميع بما فيهم القبائل والمرأة والشباب والعسكر وكل طوائف المجتمع اليمني بألوان الطيف السياسي كله ودخلت الرابطة ودخل حزب التحرير وانضم للثورة كثير من الأحزاب والهيئات والمنظمات وغيرها كل هؤلاء في الساحة، وان هذه الحلقة هي الأساس ولابد من الإجماع الوطني أن يرتكز على عدم إقصاء أي جهة كانت، وانتهاج الحوار الدائم كأسلوب من أجل الوصول لما نريد والعمل مع بعضنا البعض، وتجنب العنف والاعتراف بالآخر.. متسائلاً بقوله: كيف يتحقق الإجماع الوطني ؟ مجيباً على نفسه: يتحقق عبر الحوار الوطني الشامل بمشاركة الجميع ونناقش كافة القضايا وعلى رأسها قضية الجنوب وقضية صعدة.
وفي سياق حديث بافضل قال "نحن في حضرموت نريد أن نحكم أنفسنا بأنفسنا، لا نريد واحداً من الضالع ولا من أبين ولا من لحج يحكمنا، نريد كل محافظة تحكم نفسها بما تراه اذا وقعت مشكلة في نفس المحافظة لا تسري على الجميع".. مضيفاً: المركزية هي التي تقتل الشعوب.. نحن نريد حكومة واحدة نشارك كلنا فيها من خلال انتخابات نزيهة وحرة تمثل الجميع عبر الصندوق.
وفي ختام حديث بافضل سرد التعديلات الدستورية.. وهي: تحقيق الحلم والمساوة والعدالة.. استقلال القضاء ونظام برلماني يتختار الحكومة ويحاسبها ويعزلها، مجلس رئاسة ولجنة عليا مستقلة للانتخابات ثم واستعمال البطاقة الوطنية بدلاً عن السجل الانتخابي المزور.. عدم اعتقال أي مواطن إلا بأمر من القضاء، على أن تفتح السجون كالمستشفيات لزيارة الأهل والأقارب بشكل يومي.. حضر السياسة على العسكريين ويحدد دورهم بحفظ الأمن وحماية الوطن والمواطن والوحدة والديمقراطية، والحيلولة دون أي عسكري يقفز على السلطة.. خضوع المؤسسات العسكرية والأمنية بعد إعادة هيكلتها السلطة التشريعية والسلطة القضائية في قضايا السلم والحرب.. المساواة أمام القانون بين الحاكم والمحكوم مع تحقيق العدل.. التأكيد على مبادئ تبادل السلطة سلمياً عبر الانتخابات والشراكة في الثورة بما يحقق العدل بين المحافظات والمواطنين.. الحرية الكاملة للمواطن اليمني في التعبير والفكر والتنظيم النقابي والمهني وكل ما يؤدي إلى الحفاظ على الثروات السيادية، على أن يتم توزيعها بالتساوي بين المحافظات.
ونوه الدكتور بافضل أنه وبعد تسليم كافة الصلاحيات الرئاسية للفريق/ عبدربه منصور هادي عليه القيام بالآتي:
إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بعيداً عن مسألة القرابة والأسرة بمعايير مهنية وخبرة عسكرية..
ينتقل للقصر الرئاسي ليمارس عمله هناك، وعلى أحمد أن يرحل من القصر..
تشكيل حكومة انتقالية يوافق عليها الشباب لتسيير الأعمال والإعداد لانتخابات رئاسية خلال ستين يوماً حسب الدستور..
تقوم الحكومة الانتقالية بإجراء الحوار الوطني الشامل مع كافة ألوان الطيف السياسي الشامل في الداخل والخارج تحت إشراف الرئيس الجديد المنتخب..
يقوم الرئيس الجديد بإجراء استفتاء على الدستور وإجراء انتخابات نيابية في البلاد ويكلف الحزب الحاصل على أغلبية بتشكيل حكومة يصادق عليها البرلمان..
مهام المجلس الانتقالي:
إذا لم يقدم نائب الرئيس على الإصلاحات المطلوبة وخلال فترة محددة يحددها الشباب في الميدان، فإن المجلس الانتقالي سيقوم بمهام نائب الرئيس، باعتباره ممثلاً من ملايين المحتشدين في الميادين العامة في سبعة عشر محافظة.
عناوين فرعية
عشال:" درسنا في العلوم السياسية أن ما يربط الحاكم بالمحكوم هو عقد إيجار وأن الحاكم أجير لدى الأمة".
النقيب:"ما بعد صالح قد حل منذ أسابيع وما حصل في جامع النهدين مجرد تصفيات حسابات داخل الأجنحة المتصارعة في السلطة".
بافضل:"نحن في حضرموت نريد أن نحكم أنفسنا بأنفسنا.
هائل: "الشباب لا يطمحون لسلطة ولا منصب في الدولة ولكنهم خرجوا إلى الساحات بثورة وعند سقوط النظام سيعود كل إلى مكانه وسيستلم البلد من لديه القدرة على إدارته"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.