كيف نحمي أبناءنا من التحرش الجنسي ؟ بقلم الكاتبة السورية مها ايوب * غرس الوازع الديني ومراقبة الله تعالي في نفوس الأبناء : لأن هذا الوازع وهذه المراقبة يحببان إليهم فعل الخيرات وترك المنكرات ,وكذلك فإن تطبيق تعاليم الدين الإسلامي والتربية الصالحة يحميان الأبناء بإذن الله تعالي من الأخطار وشرور الإنس والجان , فمثلا : تربية الأبناء وتعويدهم على قراءة أذكار الصباح والمساء والنوم وشرح بعض مدلولاتها وفوائدها لهم , وكذلك مثل : تعليم الأبناء آداب الاستئذان , بحيث لا يسمح للإخوة والأولاد بالدخول إلي غرف أخواتهم الفتيات دون إذن مسبق , كذلك العكس عدم دخول الفتيات إلي غرف إخوتهن إلا بإذن مسبق ,وتعليمهم بأن هناك أوقات استئذان صورتها لنا سورة النور * التربية الجادة : بأن يربي الآباء الأولاد على العزة والرجولة والجرأة والثقة بالنفس , وعدم الرضا بالظلم والاعتداء , وكذلك تربيتهم على عدم الميوعة والتشبه بصفات الفتيات , وتربية البنات على الحياء والحشمة , وعدم ارتداء الملابس الفاضحة والتكسر في الكلام والتي تدعو ضعاف النفوس أحياناً إلي التفكير في التحرش بهم أو الاقتراب منهم وإيذائهم . * التوعية السليمة : وتشمل توعية الأبناء منذ الصغر بشتى الطرق والوسائل المتاحة والممكنة , بعيداً عن الابتذال في الصراحة , وأن تكون هذه التوعية حسب عمر الابن , فتكون بشكل مبسط جدا مع الصغار وبتوضيح أكثر مع الكبار , وكذلك تشمل إجابة السلوكيات الخاطئة وتوعيتهم بالفرق بين اللمسة الطبيعية المؤدبة واللمسة السيئة غير المؤدبة , وعندما يصلون إلي سن المراهقة يوضح لهم السلوكيات الشاذة والمنحرفة ونبين لهم مدي حرمتها مدعمين ما نقول بآيات وأحاديث وقصص عن عواقب هذه الأفعال . * المراقبة الواعية : لابد من مراقبة الأبناء ومتابعتهم وتفقد أحولهم والسؤال عنهم وعن سلوكياتهم خارج المنزل وفي المدرسة , وعمن يصاحبون , وأن يشعر الأبناء بأن آباءهم حريصون عليهم وعلة تفقد أحوالهم وكذلك تحذيرهم من مصاحبة ذوي السلوكيات الغريبة والمريبة وتحذيرهم كذلك من الذهاب إلي الأماكن المهجورة أو التي يكثر فيها المنحرفون كي لا يجد هؤلاء فرصتهم للتحرش بهم أو للاعتداء عليه . * منح الحب للأبناء : ينبغي أن يمنح الآباء أبناءهم الحب والحنان اللازمين للاستقرار النفسي والعاطفي , وأن يحاطوا بأجواء التعاون والاطمئنان وإتاحة الفرصة لهم للإفصاح عما يعانونه من مشكلات , فإذا أعطي الأبناء هذا الحب فإنهم عند تعرضهم لأي نوع من التحرش سيبادرون إلي الحديث عن أي جديد في حياتهم , وهذا الحب يساعد على نشأتهم نشأة صحيحة تعمر قلوبهم بالمحبة ويشيع في نفوسهم الصفاء . * التشجيع : أن يقوم الأدباء بتشجيع الأبناء على الالتزام بتعاليم دينهم وأخلاق مجتمعهم معنويا وماديا وذلك بوضع جوائز لمن يلتزم بتلك الأخلاق الراقية وحسن التصرف والسلوك , فالتشجيع المعنوي والمادي يؤكد ويعزز القيم والمشاعر الصحية التي يؤمن بها الإنسان ويدفعه إلي المزيد منها , ويؤكد علماء النفس على الأدباء بأن يمنحوا الكثير من المدح وهم يحسنون أي الأبناء من سلوكهم . * العمالة في المنزل : ينبغي على الآباء أن يغرسوا فيمن يعمل معهم في البيت الخادمة أو السائق مراقبة الله , وأن يشعروا بخوفهم على أبنائهم فإنهم سيلحقون به أقصى العقوبات , أما إن كانوا غير مسلمين فليحرص الآباء على مراقبتهم وسؤال الأبناء دائما عن سلوكياتهم معهم , ومما يؤكد عليه هنا عدم ترك الأطفال ينامون في غرفة الخادمة أو هي تنام معهم أو يخلون بهم لفترات طويلة , وكم سمعنا من قصص عن تلك العمالة وما مارسوه من سلوكيات شاذة مع أبناء الأسرة التي يعملون فيها . * وسائل الإعلام : ينبغي على وسائل الإعلام العربية عموماً والمحلية على وجه الخصوص أن تستشعر الدور الكبير المنوط بها من أجل حماية أبناء المجتمع من الانحرافات السلوكية , وأن تقدم البرامج الهادفة والمفيدة والتي تربي أبناءنا على السلوكيات الإيجابية , وأن تبتعد عن تقديم البرامج التي تساعد على الانحرافات السلوكية أو تقلل من شأنها وخطورتها . * الجهات ذات العلاقة بتعديل الانحرافات السلوكية , بحيث تقوم هذه الجهات بافتتاح مراكز مختلفة لتوعية الأبناء ورعايتهم وتوجيه نشاطاتهم بالشكل الصحيح ذلك لحمايتهم من ممارسة السلوكيات المنحرفة والمختلفة , ومن تلك الجهات وزارة التربية والتعليم التي أخذت على عاتقها توجيه الناشئة وتربيتهم على القيام والأخلاق الإسلامية , ومما يساعد على ذلك أن تؤكد الوزارة على العاملين في مدارسها من إداريين ومرشدين طلابيين ومعلمين على ضرورة متابعة سلوكيات الطلاب داخل المدرسة وتوجيههم إلي السلوكيات الحسنة وتحذيرهم من السلوكيات المنحرفة بالأساليب التربوية الجديدة والمؤثرة , ومن ذلك التوسع في افتتاح المراكز الاستشارية الأسرية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية والتي تفتح الأبواب للأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالمشكلات الأسرية وغيرها , وتفعيل خطب الجمعة والمحاضرات والندوات الدينية والتربوية والثقافية لعلاج هذه الانحرافات السلوكية . أخيراً : تبقي تربية الأبناء وحمايتهم من الانحرافات السلوكية مسئولية جسيمة على الآباء والأمهات , ففي الحديث : ( الرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ,والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ) . وليست المسئولية فقط تربية أبدان وحمل عصا وإصدار أوامر ونواه , فلنتق الله في هذ الفطر السليمة , والأنفس الزكية , وقد ولانا الله مسئولياتها ولنتذكر دائماً وأبداً بأننا مسئولون عنهم .