تخلصت من عقدة الجسد لم يعد يهمها ماذا يساوي عند الاخر لا يهم قيمته المعنوية ولا حتى المادية علمتني دائما أنّ : منهج “الياكي” في المعرفة، يقول أن الافتراضات الميتافيزيقة متضاربة إلى أبعد الحدود: فالفراغ لا يتفق تماماً مع الهندسة الأوقليدية، والزمن لا يشكل سرياناً مستمراً بلا مراوغة، والسببية لا تطابق دائماً النهج الأرسطي، والإنسان ليس متمايزاً عن اللابشري، والحياة ليست بالضرورة نقيضا للموت كما في عالمنا المادي، الذي نحتجزه في “بعد” أحادي قابل للإدراك، ونطلق عليه -بالمقابل- مفهوماً غير قابل للإدراك، هو “الواقع .. بهذا امنت ولا زلت هذا ليست نظريتي بل نظريتها التي بها امنت الإنسان ليس متمايزا عن اللابشري ” … كم كانت عظيمة ومختلفة حتى الموت .. رحلت عنّي مازلت أبكيها كلّ يوم كيف رحلت في غفلة منّي دون أن تعلمني فتاة السادسة والعشرين ما عجز عنه أساتذة التعليم العالي .. نحن لسنا متمايزون عن اللابشري أو حتى متميزون أو مختلفون نحن مجرد حيوانات ناطقة .. نطقت كفرا لو أخرست ربّما ستكون أجمل وأنفع … كانت تفرّق جسدها الغض على كلّ طلابّ المتعة بإسم الحبّ .. يحبّها ليأخذ متعته ويرحل .. تقول بعين جريئة خذ جسدي خذ نصيبك وإرحل وحينما يتوفر لها المال توزعه على كل طلابّ المادة خذ مالي وإرحل .. ذكورة المادة تعشق المال والجنس ولكنّها أجهضت من ذكورة المادةّ طفلين لم تندم على فعل الإجهاض فأيّ مجتمع لقيط سيلتقط لها أعذار أن تكون أمّا عزباء أجهضي طفلا لأنّك ستجهضين مستقبلا لقيطا لطفل لن يعيش بين لقطاء الإنسانية حرّا طبيعيا كنت أخالفها الرأي وأتعجب من شجاعة الألم لديها .. تتألم ولكنّها تدفع فاتوة الألم من كلّ شيء .. ماتت ورحلت نحو عالمها السحري الذي لا يتسع للجميع سوى لمقطوعات البيانو الذي إنهمرت فيه تعزف بشجن الألم وشغف الحرية .. أن تكون حرّا معناه أن تكون متألما لم تكن سوى حرّة لم تبحث عن ثوب الضحية عن عذر عذريتها التي سفحت بعد إغتصاب عن علاقات مشوهة كانت تثبت لها كم أن الواقع مشوه في بلدان القحط والقهر .. كان جسدا لا يقبل الفردية موزعا بن الجميع ينشد متعته ومتعة الجميع .. لم تؤمن بالرجل الواحد الذي يؤمن لها حياة المرأة العفيفة الشريفة لا بلى امنت برجل وحيد تدور في فلكه وبرجال اخرين عابرون .. مثلي أنا أؤمن برجل وحيد أدور في فلكه وبرجال عابرون ولكن في كلّ الحالات يرحل الرجل الواحد ويبقى العابرين .. وما الحاجة بعابر يرحل ولو مكث دهرا .. ما حاجتي برجل واحد سيرحل عنّي لا حاجة لي برجل واحد .. لست أنثى يستحقها رجل واحد يستحقني كلّ عظماء الإنسانية ليتقدّموا .. ستقول عنّي نرجسية بل أنيّ أكثر نرجسية من بحيرة نرسيس نفسها لا يهمّ لي ثقة بأنّي طوفان أمل وحبّ .. بأنّي طوفان كلّما مرّ بأرض بور يزرعها حقول نرجس وقرنفل وورد يشبه اللوتس إشتهيت وردة وعدني بها رجل أحببته حتى الثمالة ولم يأتيني بها .. أيها الحبيب بعد الألف إيّاك أن تكلّف نفسك وتأتي بها على قبري وقتها لن أنهض من قبري وأعانقك وأقول كم أحببتك .. خذ زهرتك وإرحل .. ولا تذرف دمعة لقد إنتهيت بين التراب والدود … فقط إشرب كأسي وقل كانت كزهرة اللوتس تذبل مكابرة ولا تطلب ودّ أحد .. رحلت نصف روحي .. رحلت ولم أقل لها كلّ الكلام الذي وودت أن أقوله بأنّها معلمتي وبأنّها زهرتي الرائعة التي وددت أن أسقيها بحبّي .. رحلت ولم يتبق منّي سوى حطام الروح ينشد الخلاص في كلّ سنة تمرّ بعد رحيلها ذات يوم قالت يجب علينا الرحيل ولكن قبل هذا تخلصي من السياسة .. تخلصت من السياسة ورحلت هي وما الحاجة لي بنضال زائف في حديقة خلفية لكلّ القوى الإستعمارية حديقة خلفية تسمى بوطن ولا يزرع فيها زهر اللوتس … إيّاك أن تشفق عليها فقد رحلت عظيمة عظمة ملكات العصر القديم لم تطلب ودّ أحد وظلت بقلوب أحبتها وشما لا يمحى ولن يمحى … خولة الفرشيشي