هل تعلم أن بعض الادوية يطول تأثيرها ويمتد مفعولها اذا تناولها المريض مع الغذاء وادوية اخري تتداخل سلبيا مع الغذاء فتعطل امتصاصه او تسرعه او تؤثر علي تمثيله في الجسم فيتضاعف تأثيره وتزداد سميته .. هل تعلم أن هذا ما يفعله كوب عصير من الجريب فروت مع بعض الادوية مثلاً؟ التفاعل بين الطعام و الأدوية له تأثير على نجاح أو فشل العلاج ؛ فأثناء تناول الدواء ؛ قد يحصل تداخل ما بين الغذاء والدواء يغيّر في تأثيرات العلاج في المرض، كما أن للعلاج تأثيرات جانبية Side effects تؤثر في الحالة التغذوية للمريض. لذلك فإن الغذاء والمضافات الغذائية (Food and Food supplements) والحالة التغذوية للمريض كلّها قد تخفّض من كفاءة العلاج Drug efficiency أو قد تزيد من سميّته Toxicity.. خاصةً في الأمراض التي تتطلب تناول العديد من الأدوية والمعالجة المتكررة لمدة طويلة كيف يحدث التداخل ؟ تقسم آليات تداخلات الغذاء و الدواء ( Food – Drug Interaction ) الى قسمين : 1. . تداخلات ديناميكية ( Pharmacodynamic) : تؤثر في الفعل الصيدلاني للدواء. نعني بالديناميكية الصيدلانية دراسة التأثيرات البيوكيميائية والفسيولوجية للدواء، وقد تشمل ميكانيكية فعل الدواء ارتباط Binding جزئية الدواء مع مستقبل Receptor، أو الانزيم أو قناة أيونية فينتج عن ذلك استجابة فسيولوجية ملحوظة، هذه الاستجابة قد تزداد او تقل بإضافة مواد مشابهة أو مضادة في فعلها للدواء. 2 تداخلات حركية ( Pharmacokinetics ) : تؤثر في حركة الدواء الى وحول وخارج الجسم : تشتمل على دراسة وقت الدواء منذ وضعه بالجسم الى حين إخراحه من الجسم، ويتضمن هذا الوقت عمليات : الامتصاص. التوزيع؛ التمثيل / الاستقلاب ؛ الإخراج. وفي حالات عديدة لا يُمكن تحديد الآلية الدقيقة التي يتداخل بها الطعام مع الدواء ؛ وبالتالي يصعب التنبؤ بتأثير التداخل بين الدواء والغذاء. فالدراسات الحالية التي تخضع لها الأدوية ؛ قبل طرحها للتداول والاستعمال ؛ ما زالت غير كافية في هذا المجال ؛ لأن العوامل الأربعة التي تتحكم بسير الدواء في الجسم البشري ؛ الامتصاص Absorption ؛ التوزيع Distribution ؛ الاستقلاب Metabolism ؛ الإخراج Excretion ؛ والتي تُجمع اختصار في الكلمة ( ADME ) ؛ تلك العوامل جميعاً مازالت غير قابلة للتحكم ؛ ولا يمكن أن تخضع للسيطرة على الرغم من التقدم التقني والعلمي ؛ فهي تختلف من إنسان لآخر ؛ وتتأثر بعوامل متغيرة كثيرة مثل : الجنس والعمر ؛ والتدخلات الدوائية ؛ وكذلك العادات الشخصية كالتدخين وتعاطي الكحوليات مثلا ؛ كما تختلف بحسب كفاءة الأجهزة وسلامة وظائف الأعضاء ؛ وتمثل المدة الزمنية التي يُجرّب خلالها الدواء العامل الرئيس الذي يعطي الحكم الفصل في مدى فاعلية الدواء وآثاره. وتعترف منظمة الصحة العالمية بإمكانية حدوث بعض الكوارث المفاجئة نتيجة تداخل الدواء مع عوامل عديدة من بينها الغذاء ؛ وترى أنها نتائج متوقعة مع استمرار إنتاج الآلاف من الأدوية الجديدة غير مصحوبة بمعلومات كافية عن آثارها العكسية وتداخلاتها مع ما يتناوله الإنسان من غذاء . وقد تصاعدت معدلات التداخل بين الادوية والغذاء خاصةً بعد الإقبال المتزايد على تناول العديد من الاعشاب الطبية كأدوية بديلة ؛ فعلاوة على أن تلك الأعشاب لم تخضع للتجريب العلمي ؛ فهي عُرضةً لعمليات الغش التجاري وسوء التخزين ؛ بالإضافة لمخاطر كونها لا توصف وفقاً للأصول العلمية المتعارف عليها لوصف الأدوية حيث يمنحها العشابون للعامة على نحو عشوائي ويتناولها المرضي دون وعي أو ترشيد ؛ ما قد يؤدي إلى تأثيرات جانبية وتداخلات خطيرة تفوق على مخاطر المرض الذي يحاول المريض علاجه ثلاثية الغذاء والدواء والمعدة معظم الأدوية تؤذي المعدة خاصةً المضادات الحيوية والمسكنات او الادوية المضادة للالتهاب ؛ لذا يُتوقع حدوث اضطرابات هضمية عند تناولها على معدة فارغة . وتظهر الاضطرابات بسبب تناول الدواء في شكل ألم أو حُرقة في المعدة . لذا ينصح الأطباء بتناول هذه الأدوية اثناء الأكل أو بعده لتجنب مخاطر تهيّج المعدة والإصابة بقرحة معوية. أما إذا كنت تشعر بألم عنيف في الرأس مثلا فلا تنتظر الوجبة لتناول قرص المسكن فعند تناوله على معدة خاوية سيكون مفعوله سريعاً لأن الغذاء قد يبطء إمتصاص الجسم لها ؛ وستشعر بالارتياح فوراً.