رصدت دراسة حديثة لوزارة السياحة آليات وضع الفيوم علي الخريطة السياحية، وأشارت الي أن محافظة الفيوم من أهم المناطق السياحية في مصر، حيث تتجمع فيها كل عناصر الجذب السياحي من جمال الطبيعة وجوها المعتدل طوال العام اضافة لما تتمتع به من آثار فرعونية، ويونانية، وقبطية، وإسلامية. وتقع المحافظة التي تبلغ مساحتها نحو 6069 كيلو مترا مربعا في قلب مصر بين الدلتا والصعيد جنوب غرب القاهرة بمسافة 100 كيلو متر وهي إحدي الواحات الموجودة بمصر وتعتبر صورة مصغرة من مصر حيث يمثل بحر يوسف نيلها ودلتاها وتمثل بحيرة قارون شمالها الساحلي وتتميز المحافظة بوجود مساحة كبيرة من المسطحات المائية ممثلة في كل من بحيرة قارون التي تبلغ مساحتها 55 الف فدان تقريبا ومسطحات الريان التي تبلغ مساحتها نحو 35 الف فدان وتمثلان مصدرا مهما من المصادر الرئيسية للثروة السمكية في مصر اضافة الي المزارع السمكية الاهلية التي تعتبر من المشروعات الرائدة في محافظة الفيوم لاستغلال الاراضي البور غير الصالحة للزراعة. وتعتبر منطقة عين السيلين السياحية من أشهر مناطق الجذب السياحي بالفيوم حيث تتمتع بالخضرة والمدرجات الخضراء والطاحونة القديمة وينابيع الماء. كما ان السواقي تعتبر من أهم معالم محافظة الفيوم حيث إنها المحافظة الوحيدة في مصر التي بها هذا النوع من السواقي، ووفاء لدورها في نشر الخضرة والزراعة في ربوع الفيوم فقد تم وضعها كشعار للمحافظة اضافة الي بحيرة قارون التي ارتبط تاريخها بتاريخ الفيوم منذ نشأتها كما ان مساحتها كانت تغطي مساحة الاقليم كله وهي تعتبر من أقدم الآثار الطبيعية في العالم. والفيوم شبه واحة حيث تحوطها الصحراء من كل جانب عدا نقطة اتصالها بالنيل الا ان الصحراء تمثل 62% من مساحتها وهي غنية بنباتاتها وتكوينها الجيولوجي وجبالها وتلالها وصحرائها واوديتها وعيونها الطبيعية وطيورها وحيواناتها البرية النادرة وتتيح سياحة الصحراء في الفيوم سياحة السفاري والسياحة الرياضية والعلاجية والبيئية والسياحة الثقافية لزيارة مواقع الحفريات القديمة لآثار ما قبل الانسان وقبل التاريخ والآثار الفرعونية، واليونانية، والرومانية بالمنطقة. وحول تسمية الفيوم تبين ان تسمية الفيوم ترجع الي اصل الكلمة وهي "بيوم" اي بركة الماء التي حورت مع الاستخدام الي فيوم ثم اضيف اليها الألف واللام. ولاهمية الفيوم ولاستثمار المواقع الطبيعية والتراثية فيها قرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارات التعليم العالي والسياحة والبيئة والخارجية ومحافظة الفيوم وعدد من الجامعات المصرية للمشاركة في وضع مخطط شامل للاستفادة من هذه المواقع لتنشيط السياحة البيئية الي جانب الاستفادة من الخصائص التاريخية والطبيعية في الفيوم لدفع عملية التنمية فيها. كما أعلنت منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" مؤخرا ضم منطقة "وادي الحيتان" في الفيوم الي قائمة التراث الطبيعي العالمي ضمن 130 محمية علي مستوي العالم لتكون اول محمية مصرية تنضم الي اتفاقية حماية التراث الطبيعي. واقترحت الدراسة حث العلماء الجيولوجيين علي إجراء دراسات علمية بهدف الحفاظ علي البيئة الايكولوجية بالمناطق المحمية وسبل تنميتها وتوقيع الغرامات المالية الرادعة علي الافراد ذوي السلوكيات المعادية تجاه البيئة السياحية مثل الصيد الجائر للطيور والحيوانات والصرف الزراعي في المناطق المحمية واستغلال ايرادات الغرامات في تطوير وصيانة المناطق ذاتها والقضاء علي مشكلات التلوث بالصرف الصحي والزراعي التي تعاني منها معظم المناطق السياحية بالفيوم واهمها وادي الريان وبحيرة قارون. وفيما يخص الاستثمار السياحي: توجيه أنظار القطاع الخاص الي الاستثمار في الفيوم وتزويد الفرص الاستثمارية أمامهم والتدعيم المادي والأكاديمي والاستشاري للمستثمرين في المناطق السياحية بالفيوم واهمها بحيرة قارون ومنطقة وادي الريان وتوجيه انظار الخبراء الاكاديميين ورجال الصناعة الي تصميم البحوث والدراسات الاكاديمية لتحديد المناخ العام للاستثمار السياحي بالفيوم وأفضل المشروعات المستهدفة في المنطقة طبقا لنتائج ودراسات الجدوي المتخصصة مع الاستفادة من دراسات الاستثمار المعدة من قبل هيئة التنمية السياحية بالفيوم التي يرجع تاريخها الي عام 1994 ومعظمها لم يستغل الاستغلال الامثل وانشاء نظام للقروض عديمة الفائدة للاستثمار المحلي في المشروعات الصغيرة وخاصة في الصناعات اليدوية مثل صناعة الفخار والتحف ومشغولات سعف النخيل التي تنتشر بقرية النزلة وقرية تونسبالفيوم. وحماية وتطوير الطرق والمنشآت الواقعة علي بحيرة قارون من مخاطر ارتفاع منسوب المياه المفاجئ لمياه البحيرة الذي يتسبب في عدد من الإهلاكات لتلك المناطق وترميم وتطوير المزارات الدينية الاسلامية مثل (مسجد قايتباي المسجد المعلق مسجد الروبي قنطرة خوند أصلباي) وتوفير وسائل انتقال عامة للزوار المحليين من مختلف مراكز الفيوم الي منطقة وادي الريان. وتكثيف الجهود الدولية لتسويق انماط السياحة غير التقليدية بالفيوم مثل السياحة العلاجية والبيئية والريفية والرياضية ورحلات السفاري وانشاء موقع الكتروني للفيوم باستخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في التسويق السياحي بحيث يتم عرض المقومات والخدمات والتسهيلات السياحية بالفيوم مما يمكن منظمي الرحلات الدوليين من التعرف علي النشاط السياحي بالفيوم بسهولة مع اعادة تشغيل وتحديث بيانات "الموقع الالكتروني للسياحة بالفيوم" الذي انشئ عام2007 بجهود كلية السياحة والفنادق بالفيوم من خلال منحة مقدمة من هيئة المعونة الامريكية. وتطوير وصيانة منطقة السيلين وتزويدها بخدمات اغذية ومشروبات مناسبة والاستفادة منها كاحد مقومات السياحة الريفية والاستفادة من الفرص المتاحة امام تنظيم رحلات السفاري في صحاري الفيوم خاصة في المناطق المجاورة لوادي الريان مع صيانة وتطوير اماكن معسكرات التخييم الحالية وتزويدها بالخدمات والمرافق الاساسية مع استغلال الفرص المتاحة امام السياحة الريفية مثل مزارع النباتات العطرية والطبية وحدائق الفواكه والعمل علي تنظيم رحلات ريفية في تلك المناطق واستغلال الميزة النسبية التي تنفرد بها الفيوم ومنها شلالات وادي الريان والحفريات التي يرجع تاريخها الي ملايين السنين والاستفادة من الفرص المتاحة امام السياحة الدينية المسيحية حيث يرجع تاريخ بعضها الي القرنين الاول والثاني الميلاديين مثل "دير العزب، دير ابو الليف، دير الملاك غبريال، دير العذراء بالحمام باللاهون، دير الشهيد تاوضروس بديسيا، دير ابو السيفين بفيدمين ومغارات جبل النقلون والاثار المسيحية بدير ام البريجات".كما اقترحت الدراسة اعادة النظر في توزيع اماكن الاقامة والخدمة الفندقية بين مدينة الفيوم وسائر الاماكن السياحية الاخري خارج المدينة ومراكز المحافظة التي تقل بها فرص الاستثمار السياحي مثل مركز طامية وسنورس ومراعاة قانون السياحة والاشتراطات لترخيص الاماكن السياحية والمطاعم وذلك لضمان الجودة والحفاظ علي سمعة السياحة واستخدام سياسة التشبيك بين الوزارات المعنية وهيئتي تنمية وتنشيط السياحة في سبيل محاولة توفيق اوضاع الاماكن السياحية غير المرخصة او التي لا تخضع للاشتراطات الصحية والامنية للمواطنين. وخضوع الاماكن السياحية التي تبيع خدماتها للمواطنين بأسعار سياحية لمعايير الجودة والاداء. كما اوردت الدراسة ان هناك العديد من فرص الاستثمار السياحي بالفيوم في مجال الصناعات اليدوية حيث تزخر محافظة الفيوم بالعديد من الصناعات اليدوية الشهيرة التي تلقي قبولا منقطع النظير لزائر محافظة الفيوم وعلي وجه الخصوص الصناعات ذات الركائز البيئية التي تعبر عن واقع المجتمع الفيومي الزراعي الريفي وتمثل الزراعة فيه 63% مثل الصناعات التقليدية "التطريز، الاشغال اليدوية، السجاد، الحرير". وتشتهر بهذه الصناعات بعض قري محافظة الفيوم منها: قرية الإعلام، قرية ديسيا، ويتزود كل زائري الفيوم من عرب أو أجانب بقطع تذكارية من الفخار أو منتجات النخيل أو منتجات الحرير. كما يمكن ان يسعي المستثمرون الي التوسع في انشاء مصانع كبيرة لهذه الصناعات او عمل مراكز تدريبية تكون نواة لفرص عمل علي حرف تدر دخلا لابناء المحافظة ولاشك ان ذلك يعد استثمارا طويل الاجل. طالما انه يرتبط بالتنمية البشرية. أما السياحة العلاجية في الفيوم فهي تنحصر في المناطق التي بها مياه او رمال او ذات مواصفات تركيبة وعلاجية او املاح وتعتمد السياحة الاستشفائية علي العناصر الطبيعية في علاج المرضي وشفائهم مثل الينابيع المعدنية والكبريتية والرمال والشمس بغرض الاستشفاء من بعض الامراض الجلدية والروماتيزمية وتطلق السياحة العلاجية علي كلا النوعين، كما يمكن التوسع في عمل مراكز استشفاء علي ضفاف بحيرة قارون او في احدي زوايا شلالات وادي الريان لاعتبارها اماكن استشفاء واماكن سياحة الرياضات المائية. وهناك زيادة في اعداد الزوار الاجانب والمصريين والعرب القادمين الي الفيوم وكذلك نزلاء الفنادق بالفيوم وان اختلفت نسب الزيادة في كل منها، الامر الذي يتطلب توافر اماكن الاقامة السياحية المناسبة بمختلف انواعها بالفيوم بجانب انعدام فرص الاستثمار السياحي في كل من مركزي طامية وسنورس رغم توافر مقومات التنمية السياحية بهما مما يؤكد اعادة النظر في عدالة توزيع فرص الاستثمار السياحي بالمركزين.