واصلت فرق الانقاذ الجبلية في نيبال يوم الجمعة، بحثها عن عشرة متسلقين مفقودين عقب عواصف وانهيارات جليدية ارتفع خلالها عدد القتلى الى 29 شخصا. وقال أحد الناجين من واحدة من أسوأ الكوارث الجبلية في نيبال، إن المتسلقين واجهوا عاصفة ثلجية في جبال الهيمالايا وأنهم تركوا بلا حول ولا قوة بعد ان فقد الحمالون الوعي نتيجة لشدة البرودة. وكان بين القتلى متسلقون من كنداوالهند واسرائيل وبولندا، بالإضافة إلى عدد من المرشدين النيباليين والرعاة في ذروة موسم التسلق بعد أن سقطوا ضحايا عاصفة ثلجية غير معتادة، جاءت في غير موسمها حملها إعصار اجتاح شرق الهند في بداية الاسبوع. وقال متسلق اسرائيلي يبلغ من العمر 31 عاما اكتفى بتعريف نفسه باسم إيتان، إنه احتمى بمقهى على ارتفاع شاهق واستطرد، "حين كنت أهبط رأيت عددا من الحمالين يكافحون بما يحملونه من عتاد على ظهورهم. "بعضهم فقد الوعي أمام عيني، ولم يكن بوسعنا تقديم أي عون وكانوا يعانون من برد شديد ولم يكن هناك أحد ليساعدهم." وكان ايتان يرقد في مستشفى عسكري في العاصمة كاتماندو، وكانت أصابعه مغطاة بضمادات لمعاناته من عضة برد. وقال، إنه يخشى ان آخرين لم يكونوا محظوظين مثله. وقالت الشرطة النيبالية أمس الخميس، إن عشرة متسلقين مازالوا مفقودين لكن فرق الانقاذ والشهود يقدرون ان هناك عددا أكبر من المفقودين منهم حمالون وسكان قرى حاصرتهم العاصفة الثلجية. واجتاحت العاصفة طريقا يرتاده المتسلقون والكشافة في جبل أنابورنا أعلى عاشر جبل في العالم. وقال بابورام بهانداري حاكم منطقة موستانج التي تحملت النصيب الأكبر من العاصفة بالقرب من التبت ان فرق الانقاذ تمكنت من انتشال سائح اسرائيلي دفن في الثلوج حتى رقبتهن وظل على هذا الحال 48 ساعة وأنه تم نقله الى المستشفى. وذكر أن جهود البحث تتركز في المناطق العليا من طريق ثورونج على ارتفاع 5416 مترا الذي يلتف حول عاشر أعلى جبل في العالم. ويساعد جهود البحث والانقاذ ما توقعه خبراء الارصاد من جو صحو وسماء صافية. ويشارك في جهود الانقاذ أفراد من الجيش والشرطة وطائرات هليكوبتر. وهذه ثاني كارثة جبلية كبرى تحدث في نيبال هذا العام بعد انهيار جليدي تسبب في مقتل 16 من مرشدي متسلقي الجبال في ايفرست في ابريل نيسان.