لم يتسلل العمران إلى تلك المنطقة المشهورة بمصر القديمة التي تسمي "عين الصيرة" والتي تعد منطقة صناعية بالمقام الأول بها العديد من الصناعات البدائية التي من اشهرها الدباغة فتنتشر المدابغ فيها بشكل كبير والتي تعتبر الاشهر والاقدم على مستوي الجمهورية، فيأتي إلى هؤلاء مختلف الزبائن الراغبين في بيع جلود كل أنواع الابقار والمواشي والجمال والخراف والراغبين في تشكيل تلك الجلود إلى مصنوعات مثل السجاد والاحذية وغيرها من المشغولات والمصنوعات الجلدية. وحينما تسير في شوارع المنطقة تجد الارض غير ممهدة ومليئة بالورش والعشش البدائية، علاوة على تواجد الكثير من كلاب الشوارع، والتي تعتبر حائط صد ضد أي محاولة للسرقة داخل تلك المصانع. وبما أن عيد الأضحى المبارك وما يتبعه من وقت يعتبر الموسم الأساسي بالنسبة لتلك المدابغ، فقد اختارت "البوابة نيوز" القيام بجولة هناك، لكشف ما يدور وغموض تلك الصناعة التي لا يعرف عنها الكثيرون. دباغة الجلود واستخداماتها من جانبه قال حسن عبد الفتاح عامل بمدبغة جلود، إن دباغة الجلود عملية معقدة تمر بالعديد من المراحل وتتطلب أجهزة ومواد كيميائية معينة حتى يتم تصنيع تلك الجلود متابعا أنه جرت العادة أن تكون فترة عيد الاضحي الأكثر ضغطا أثناء العمل لكونه ""موسم" مشيرا إلى أن هناك الجلود الأكثر استخداما جلود الابقار وجلد الخروف "الضان" ويكون صنع وتفصيل السجاد والجواكت والفروش والأحذية الأكثر طلبا وصناعة. الدباغة ومراحل تصنيع الجلود ولفت عبد الفتاح إلى أنه هناك العديد من المراحل التي يمر بها الجلد لكي يتم تصنيعه إلى مصنوعات جلدية معينة ويتم بالمرحلة الأولى تمليح الجلد حتى يمكن التعامل مع الجلد كيميائيا التأجيز "وضع اكزة عليه" ثم مرحلة الدق ووضع الأساس بعد غسل الجلد ووضع مواد كيميائية عليه "كروم" ثم صبغه وتشكيله بعد ذلك لصناعة تلك المصبوغات الجلدية، متابعا أن مراحل تشكيل السجاد تكون اربعة مراحل وهي التحليب والتأسيس ووضع الكروم ثم يبعد ذلك الصباغة مشيرا إلى أن صناعة السجاد هي الصناعة الأكثر شيوعا. دباغة الجلود ومشاكلها في مصر وأوضح عبد الفتاح إلى أن أسعار الجلود في حالة غلاء بسبب تصدير الجلد الخام للخارج رغم أنه ذا تم تصنيع الاحذية وبيعها للخارج افضل من القيام بتصدير الجلد الخام للخارج ويسمي الجل الخام "كرأست" وخاصة أن عملية تصنيع الجلود تستهلك كميات مياه بدرجة كبيرة جدا أيضا، مؤكدا أنه بسبب ذلك تقدم ممتهني الدباغة من المتضررين لتقديم شكاوى للغرف التجارية لتصدير الجلد الخام للخارج بدلا من تصنيعه وبيعه في الوقت الذي يعتبر فيه الجلد الخام القومي ثروة حقيقية من الممكن المنافسة بها. متابعا أنه بسبب غلاء أسعار الجلود هناك بيوت ومصانع اغلقت، مشددا على ضرورة نزول تلك الأسعار والثبات على سعر واحد لجميع التجار عما هي عليه حتى يستطيع التجار الصغار أن يعملوا ويجدوا قوت يومهم، مشيرا إلى أنه يوجد العديد من التجار كبار الحجم يقوموا بعمل مضاربات بالأسعار لبعضهم البعض ويستفيدون على حساب السواد الاعظم من التجار بل ويصدرون تلك الجلود إلى الخارج أيضا. دباغة الجلود وأسعارها واستعرض عبد الفتاح بعض أسعار الجلود التي يتم العمل عليها مؤكدا أنه يصل سعر الجلد البقري للقطعة الواحدة يبلغ سعره 350 جنيها، وجلد الجاموس 220 جنيها وجلد الإبل يبلغ نحو 50 جنيها، والضأن (الخروف) 15 جنيها وجلد الماعز يتراوح بين 15:20 جنيها.
