درع محافظة البحيرة لنيافة الأنبا باخوميوس    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    شعبة البناء: أسعار العقارات ستنخفض في المحافظات    السيسي: تكلفة المرحلة الأولى من "حياة كريمة" بلغت 400 مليار جنيه - (فيديو)    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    خسائر الفيضانات في ولايتين ألمانيتين تتجاوز 4 مليارات يورو    تقارير إسرائيلية: الاجتياح البري للبنان وشيك.. 473 قتيلا ومصابا في غارات الأمس    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    شوقي غريب مديرا فنيا للإسماعيلي خلفا للراحل إيهاب جلال    حكاية النسناس الشارد في الحي الراقي بالشيخ زايد    الطقس غدًا .. الحرارة تنخفض إلى 30 درجة لأول مرة منذ شهور مع فرص أمطار    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    مصطفى قمر يحتفل بعيد ميلاد نجله تيام | فيديو    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    ياسمين صبري تكشف سر ارتدائها عباءة سوداء في أحدث ظهور | صور وفيديو    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    محافظ الإسماعيلية يتابع أنشطة التضامن الاجتماعي ضمن مبادرة بداية (صور)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    محافظ الغربية يودع عمال النظافة الفائزين برحلات عمرة قبل سفرهم إلى الأراضي المقدسة    هيئة الأركان الأوكرانية: الوضع على طول خط الجبهة لا يزال متوترا    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    500 وفاة لكل 100 ألف سنويا .. أمراض القلب القاتل الأول بين المصريين    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    الزمالك 2007 يكتسح غزل المحلة بخماسية نظيفة في بطولة الجمهورية للشباب    خُط المنطقة المزيف    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    يختصر الاشتراطات.. مساعد "التنمية المحلية" يكشف مميزات قانون بناء 2008    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مرور 10 أعوام على إنشاء أندية السكان    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    خلافات في الأهلي بسبب منصب مدير الكرة    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في "كان" 2014.. البزنس في الفن.. الإسموكنج في الأتوبيس.. والمقاومة السورية في باريس!
نشر في البوابة يوم 17 - 05 - 2014

في مهرجان "كان" تلتقي كل التناقضات. أفضل ما في المهرجانات وأسوأها. الفن والتجارة. الغالي والرخيص. العقل المبدع والجسد المتعري. الأصالة و"الموضة". الانفعالات الإنسانية العميقة، والمظاهر الاحتفالية البراقة. أرقى ما وصل إليه فن السينما، وأحط ما وصل إليه النصب باسم الفن.
في "كان"، وربما في "كان" فقط، أو في "كان" أكثر من أي مكان آخر، يمكنك أن تكون خارجا من دار العرض باكيا محطما بسبب البؤس البشري الذي شاهدته على الشاشة، أو مستغرقا في التأمل والإحساس بالجمال الكوني عقب مشاهدتك لتحفة فنية نادرة، فيستقبلك على الأبواب صوت الأغاني الشعبية الصاخب وتدهم عينيك المرهقة ألوان السجادة الحمراء والإسموكنج الرجالي الأسود وفساتين السهرات النسائية الفاقعة، وتغرق في بحر من المعجبين الذين يصرخون إعجابا بنجمة أمريكية مراهقة، بطلة لفيلم تجاري تافه، لا تكاد تفقه شيئا عن الفن أوالثقافة.
في "كان" ترى أحدث الأفلام، نعم، لكنك سترى أيضا أحدث وأغلى أنواع السيارات. عشرة ملايين جنيه تسير على عجلات في الشارع. وسترى أحدث خطوط الموضة. فستان لا تتجاوز مساحته خمسين في ستين سنتيمترا ربما يتجاوز ثمنه خمسين أو ستين ألف جنيه! قد تفكر عندها باسما: ألهذا السبب تحاول النساء هنا توفير أكبر عدد ممكن من السنتيمترات؟!
لا تتصور مع ذلك أن الأثرياء المشاهير فقط هم الذين يعيشون هنا. هذا الثراء الفاحش يجذب أيضا كل الطامحين والطامحات إلى المال والشهرة، وحتى الطامحين والطامحات إلى وجبة عشاء وكأس من النبيذ مجانا.
على الناصية، وسط أمواج النساء، قد تلتقي بكيت بلانشيت تتبختر وسط حراسها، وقد تصطدم بعاهرة مسكينة تلف جسدها المعروض للبيع بجيب قصيرة وسترة ضيقة تبرز مفاتن البضاعة.
في عرض الشارع، وسط البدلات الإسموكنج الفاخرة، التي يبدو وكأنها توحد بين المدعوين الرجال، قد تلمح جورج كلوني، وقد تبتسم من رؤية شاب يصل الحفل على دراجة، أو رجل كبير يقفز إلى الأتوبيس، وكلهم يرتدون الإسموكنج!
"أنا" أسامة محمد وأشلاء السوريين
في اليوم الثاني من فعاليات مهرجان "كان"، في دورته السابعة والستين المنعقدة حاليا، عرض فيلم "الماء الفضي: بورتيريه ذاتي لسوريا" للمخرج السوري أسامة محمد، وهو الفيلم العربي الثاني المشارك في المهرجان بعد فيلم "تمبوكتو" الموريتاني المشارك في المسابقة الرسمية.
أسامة محمد واحد من أفضل المخرجين السوريين، وهو من القلائل الذين انتقدوا النظام السوري الديكتاتوري في أفلام سابقة وإن كان بشكل رمزي وغير مباشر بالطبع.
بعد الثورة التي اندلعت في سوريا عام 2011 هاجر أسامة محمد إلى فرنسا ليتابع الثورة من هناك!
في فيلمه الجديد يشن هجوما حادا وقاطعا ضد نظام بشار الأسد...ولكن هناك مشكلة. ما هي؟ سوف أشرحها بعد لحظات.
قبل حضوري إلى "كان" مباشرة شاهدت فيلم "سلالم إلى دمشق" الذي صنعه مخرج سوري آخر هو محمد ملص، وذلك ضمن أسبوع أفلامه الذي عقد في سينما "زاوية" التي أسستها ماريان خوري في القاهرة.
فيلم ملص مصنوع في سوريا، وسط الصراع الدموي الدائر، وهو مزيج بين الروائي والوثائقي حول مجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين يقيمون في منزل واحد في قلب دمشق عندما تندلع شرارة الثورة حولهم. الفيلم ينتقد النظام بضراوة، وقد تم تصويره خلسة داخل البيت، وبالرغم من ملاحظاتي النقدية السلبية عليه، إلا أنه، على الأقل، يمتلك شجاعة المواجهة والمقاومة الحقيقية، التي يجب أن تكون من الداخل، وليس عبر عواصم أوروبا.
فيلم أسامة محمد مصنوع في فرنسا، وهذا يمكن التغاضي عنه، وهو عبارة عن إعادة مونتاج للقطات من ال"يوتيوب" والإنترنت لفظائع وأهوال الثورة السورية، لم يقم أسامة محمد بتصوير مشهد واحد منها. المشاهد الوحيدة المصورة خصيصا للفيلم قامت بتصويرها فتاة كردية تعيش في حمص اسمها سيماف بدرخان شاركت في الثورة ضد النظام ولكنها إضطرت أيضا للهرب إلى فرنسا عقب سيطرة متطرفي "الجيش الحر" على المدينة. أسامة محمد كتب اسم الفتاة كمشاركة معه في صنع الفيلم الذي لم يصور منه لقطة...وكل ذلك يمكن التسامح معه.
الفيلم عبارة عن مشاهد وثائقية تم تجميعها ولصقها داخل سياق ينظمه صوت الراوي، أسامة محمد نفسه، قبل أن ينضم إليه بالقرب من منتصف الفيلم صوت الفتاة الكردية.
ما لا يمكن قبوله في هذا الفيلم هو صوت الراوي: تعليق طويل وممل، طنطان وركيك ومدع للشعرية والبلاغة، حول أحداث الثورة السورية منذ لحظة بدايتها في "درعا"... تعليق طويل لا ينتهي من عشرات العبارات الإنشائية معظمها يبدأ بكلمة "أنا"!
عشرات وعشرات من اللقطات القاسية والمؤلمة للتعذيب والسحل والقتل، لا يتورع أسامة محمد عن عرض أكثرها قسوة وإيلاما، ولكن التعليق الصوتي المصاحب كثيرا ما يتجاهل عذابات البشر الموجودين في الصور ليتحدث عن مشاعر وهموم أسامة محمد الذي يعاني من الشعور بالذنب لأنه جبن وغادر البلاد في الوقت الذي كان ينبغي أن يبقى فيه ليحقق "نضاله" الذهني على الأرض.
هذه الشاعرية المفتعلة تعكس في تصوري نوعا من الخواء النفسي للمثقف البورجوازي العاجز عن التفاعل مع الواقع والمشاركة فيه، وهذا الهوس بجلد الذات هو في تصوري استمرار لهوس النرجسية وعشق الاستعراض وتعرية الذات.
ما لا يمكنني التسامح معه في هذا الفيلم تحديدا هو تلك القدرة الفذة على الحديث عن هموم الذات لشخص يقف وسط وفوق جثث وأشلاء البسطاء.
مع ذلك، وحتى لا أغبن الفيلم تماما، يجب أن أقول أنه مبني جيدا على مستوى المونتاج واستخدام المؤثرات البصرية والسمعية والايقاع، وهو مؤثر بالطبع على المستوى الإنساني، خاصة إذا لم يكن قد سبق لك رؤية هذه المشاهد المروعة من قبل على الانترنت أو في نشرات الأخبار. من هذه الناحية قد يكون الفيلم بمثابة صدمة شعورية، وأعتقد أن هذا هو السبب الوحيد وراء إختيار الفيلم للعرض في مهرجان "كان".
جمهور كان يصفق بحرارة لفيلم موريتاني عن عصابة بوكو حرام
في اليوم الأول لمهرجان كان: "صفافير" النقاد تغطي على نجومية نيكول وجريس!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.