اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها اليوم بالانتخابات التشريعية في العراق التي يعصف بها العنف والإرهاب، إضافة إلى المشهد السوري، بجانب الأوضاع الصعبة التي يشهدها عدد من الدول العربية و يمتزج فيها الصراع السياسي بالعنف الدموي. فمن جانبها، قالت صحيفة "الخليج" إن العراق اليوم يخوض تجربة انتخابية لاختيار برلمان جديد في إطار عملية سياسية هي أساسا من مخلفات الاحتلال الأمريكي الذي وضع دستورا على أساس فيدرالي كرس الطائفية والمذهبية ورفع من وتيرة الدعوات الانفصالية ثم جاء قانون الانتخابات ليكرس هذا الواقع ويزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي الذي استغلته الجماعات الإرهابية التكفيرية في عمليات التفجير والتفخيخ والقتل. وقالت إن الانتخابات التشريعية التي تجرى اليوم وهي الأولى منذ الانسحاب الأمريكي عام 2011 والثالثة منذ سقوط نظام صدام حسين من المفترض أن تشكل نقلة نوعية في الخيارات وفي النتائج من حيث الخروج من إطار المحاصصة الطائفية التي كانت نتائجها كارثية على الشعب العراقي بكل المقاييس. وأكدت "الخليج" - في ختام افتتاحيتها - أن الكيانات السياسية القائمة بمختلف توجهاتها السياسية والطائفية تدرك أنها فشلت فشلا ذريعا في تمثيل الشعب العراقي وفي إدارة الحكم وساهمت بسلوكها على مدى السنوات الماضية في تخريب العراق وتدمير مقومات وجوده، معربة عن أملها في أن تكون هذه الانتخابات مناسبة للخروج من الطائفية والتوجه إلى العراق كشعب واحد ينتمي إلى وطن واحد يكون الولاء له فقط. وعلى صعيد آخر، رأت صحيفة "البيان" أن إعلان ترشح الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية لم يكن بالأمر المفاجئ ، فالتطورات التي تشهدها سوريا منذ ثلاث سنوات واستعصاء الحل السياسي لا يجعل فيها مجال لأي مفاجأة سياسية. وأضافت أن هذه الانتخابات تحمل دلالات خطيرة وفريدة من نوعها، فللمرة الأولى من المتوقع أن يصوت أقل من نصف عدد سكان سوريا من الذين يحق لهم التصويت، كما أن اللاجئين في دول الجوار لا يحق لهم الإدلاء بصوتهم وفق قانون أصدرته السلطات في دمشق بذريعة خروجهم غير الشرعي من سوريا. وأشارت إلى أن هذه الانتخابات ستوضح حدود نفوذ النظام في دمشق والمناطق التي يسيطر عليها والبيئة القادرة على التصويت من الناحية الأمنية، فليست كل منطقة تتواجد فيها قوات النظام قادرة على المشاركة في الانتخابات التي لا يختلف إثنان على نتيجتها سلفا. وأوضحت أن المواطنين السوريين في المحافظات الشمالية والشرقية لن يشاركوا في التصويت في الاستحقاق الرئاسي وكذلك مناطق واسعة في وسط وجنوب سوريا، متسائلة: هل هذه الانتخابات كاملة الأركان؟؟..هل هناك شرعية لأي استحقاق انتخابي يكون بغياب أكثر من نصف السكان عنه؟؟. وحول المشهد السياسي والأمني العربي، قالت صحيفة "الوطن" إن عددا من الدول العربية تعيش أوضاعا صعبة يمتزج فيها الصراع السياسي بالعنف الدموي الذي لا يترك هامشا لتطور أي مؤسسة أو أجهزة..مؤكدة أن العنف بطبيعته عائق أساسي في انتقال المجتمعات من حال إلى حال بصورة سهلة وسلسة. وأضافت أنه في الدول التي تعيش ظروفا قاسية مثل ليبيا والعراقوسوريا واليمن والصومال ومصر تحاول المؤسسات القائمة بصورة شرعية أو الحاكمة عنوة أن تفتح طرقا نحو ديمقراطية شكلية في معظم الأحيان خاصة في سوريا التي أعلن رئيسها بشار الأسد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في وقت هز فيه تفجيران العاصمة دمشق حيث أوقعا أكثر من /50/ قتيلا وعددا مضاعفا من المصابين، مؤكدة أنه من الصعب على مجتمع منقسم على نفسه أن يسير نحو مرحلة متقدمة من خلال إجراءات ديمقراطية حتى ولو كانت انتخابات تشريعية أو رئاسية. كما أكدت أن الاستثناء الوحيد هو مصر، التي مالت الغالبية الغالبة نحو استكمال البناء الديمقراطي باعتبار أن " ثورتي 25 يناير و30 يونيو" اندلعتا من أجل استكمال الديمقراطية ، خلافا للعراق التي أشعلت الديمقراطية المتبعة نار الطائفية وأدت إلى مزيد من الانقسامات في المجتمع العراقي وهو الحال نفسه الذي يمكن أن تعيشه سوريا بعد ترشيح بشار الأسد للرئاسة.