شارك بنك الطعام المصري في فعاليات القمة العالمية للإنسانية 2022 التي عقدت امس الثلاثاء، ضمن فعاليات اكسبو دبي، تحت عنوان "بناء مجتمع إنساني عالمي قوي من أجل عالم أفضل" ،،وذلك لمناقشة الأوضاع المتعلقة بالفقر المدقع ونقص التغذية في العالم في أعقاب جائحة كورونا التي ضربت العالم لأكثر من عامين واستمرار تداعياتها حتى الآن. ومثل بنك الطعام في تلك القمة الدكتور محمد القرماني ، رئيس قطاع مختبر الأبحاث ببنك الطعام المصري وأستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحضر الجلسة كل من كريستين هول، رئيسة مؤسسة كبار المانحين واستراتيجية التغذية من أجل النمو (N4G) والشراكات والعلامات التجارية، والدكتور كامل عبد الله، الشريك الإداري بفيتا للأغذية والمشروبات، والدكتورة طريفة الزعابي، نائب المدير العام بالمركز الدولى للزراعة المحلية. وشهدت القمة ، إلقاء الضوء على المخاوف الراهنة التي يحتاج العالم إلى معالجتها، بالإضافة الى مجموعة من الجلسات النقاشية التي يرأسها ويديرها خبراء ومتخصصين بارزين في المجال و يسلطون الضوء على مواضيع وقضايا محورية لدعم السلام والعدالة والمساواة وغيرها من المواضيع الإنسانية الشائكة في العالم حاليا، وعلى هامش القمة تم تسليط الضوء علي الأزمة الراهنة بين روسيا و اوكرانيا و تبعيات الأزمة اقتصاديا و أثارها علي الامن الغذائي. وخلال مشاركته في القمة قال الدكتور محمد القرماني أن جائحة كورورنا تسببت فى ارتفاع معدلات الفقر والجوع وأمراض سوء التغذية على مستوى العالم وأظهرت مدى الحاجة لبناء شراكات فعالة بين مختلف الأطراف الحكومية وغير الحكومية للتعامل مع الأزمات الناتجة عن الجائحة مشيرا الى أن أحد أهم عوامل نجاح بنك الطعام المصري خلال السنوات الماضية هى استناده الى شراكات متينة مع قاعدة عريضة من الجمعيات الأهلية المنتشرة فى مختلف محافظات الجمهورية والتى تعد بمثابة الأذرع التنفيذية للبنك. كما تطرق حديثه الى جهود المجتمع المدني والإنساني لاحتواء هذه الأزمة التي تلوح في الأفق إلى جانب زيادة الوعي بالتحديات التي تواجه القضايا والمفاهيم الإنسانية في العالم ومن أهمها "قضية الأمن الغذائي"، موضحا أن استدامة التمويل الخاص بأنشطة مؤسسات المجتمع المدني يعتمد على الشفافية فى التعامل مع المتبرعين سواء أفراد أو كيانات واظهار الأثر الايجابي للمشروعات والبرامج التى تنفذها مؤسسات المجتمع المدني وهو ما يعطي مصداقية وثقة للمتبرعين، كما أكد أن المتبرع فى الوقت الراهن أصبح معتنيا بمعرفة أثر تبرعاته على الفئات المستهدفة وعلى وعي كبير بمفايهم تنموية حديثة من بينها كفاءة تكلفة المداخلات التنموية و الإيثار الفعال. وقدم القرماني شرحا حول نشاط بنك الطعام المصري و استراتيجيته الهادفة الى ترسيخ مفهوم الأثر المجتمعي من خلال البرامج التي ينفذها بنك الطعام، ورؤيته لقضايا الأمن الغذائي فى مصر والوطن العربى، ومن بينها برنامج بنك الطعام لتمكين صغار الفلاحين و إدماجهم ليكونوا جزء من سلاسل التوريد مما يتيح لهم فرص عمل مستدامة ويمكنهم ليصبحوا قادرين على الكسب، بالإضافة الى مساعدة البنك في تنفيذ أعماله بتوفير الغذاء الصحي والسليم للمستحقين. وأوضح أن هناك العديد من المشروعات الإنتاجية المحلية والمشتركة التى تم إقامتها في الوطن العربي لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، لافتا إلى أن نقص الغذاء مشكلة عالمية تعاني منها معظم دول العالم وليست محصورة في الوطن العربي ولكن المشكلة في المنطقة العربية ملموسة بشكل أكبر. ودعا القرماني الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني الى الانتباه والتركيز على قضية اللامساواة الغذائية والتفاوت في مستويات الأمن الغذائي داخل المجتمع وداخل الأسرة الواحدة مشيرا إلى أن المرأة عادة ما تتعرض لتمييز سلبي فى حصتها الغذائية حيث تلعب الثقافة والعادات والتقاليد دوراً هاماً فى تمييز الذكور على حساب الإناث داخل الأسرة وإعطاء الرجل النصيب الأكبر و الأفضل من الغذاء مقارنة بالمرأة، كما أن الأم عادة ما تعطي الاولية لأطفالها فى حالة نقص الغذاء وهو ما يساهم فى انتشار الاصابة بأمراض سوء التغذية بين الاناث وتوريث تلك الأمراض للأطفال أثناء فترة الحمل والرضاعة ومن ثم الدخول فى حلقة مفرغة من أمراض سوء التغذية. يُذكر أن القمة العالمية للإنسانية 2022 تقام بدعم شركائها المؤسسين، مثل مؤسسة الوليد الإنسانية ومؤسسة مانديلا، وتشمل قائمة شركاء القمة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية كشركاء استراتيجيين ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والشبكة المتحدة لمكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا واتحاد الغرف العربية .