أسعار الذهب في الصاغة اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الجمعة 20-9-2024 في بورصة الدواجن والأسواق    أسعار الدولار فى البنوك اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    حديد عز يسجل انخفاضًا جديدًا.. سعر الحديد والأسمنت الجمعة 20 سبتمبر 2024    «آخر أيام الصيفية».. غيوم وأتربة وارتفاع درجات الحرارة    موعد مباراة شباب بلوزداد واتحاد دوانس في دوري أبطال افريقيا    وزارة النقل ترفع درجة الاستعداد بخطوط السكة الحديد والمترو استعدادا للدراسة    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الجمعة 20 سبتمبر 2024    مواعيد مباريات اليوم الجمعة| الزمالك ضد الشرطة الكيني في الكونفدرالية.. وظهور النصر والأهلي في الدوري السعودي    3 قرارات داخل الأهلي قبل لقاء الزمالك في السوبر الأفريقي    فلسطين.. مروحية إسرائيلية تقصف محيط مستشفى العودة بمخيم النصيرات    حسن نصر الله يكشف عن رسالة تلقاها بعد انفجارات أجهزة «بيجرز» في لبنان    سورة قرآنية داوم على قراءتها يوميًا.. تقضي بها الحوائج    بدون سكر أو دقيق.. وصفة حلويات مليانة بروتين وبسعرات حرارية قليلة    5 أسباب لحدوث الإغماء المفاجئ ويجب اللجوء للطبيب فورا    موعد مباراة الأهلي وضمك اليوم في الدوري السعودي.. والقنوات الناقلة    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: ارتفاع الأسعار ونداء عاجل للحكومة.. تصريحات الفيشاوي ونهاية تخفيف الأحمال    الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعًا وخيانة للأمانة (فيديو)    «دمعتها قريبة».. عبدالباسط حمودة يكشف عن أغنية أبكت ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد خفض الفائدة الأمريكية    مصرع وإصابة 3 في حادث انقلاب سيارة بالصحراوي الغربي ب جهينة    عبد الباسط حمودة: عشت أيام صعبة وأجري في الفرح كان ربع جنيه    المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: جدري القردة خارج نطاق السيطرة    التوت فاكهة الغلابة.. زراعة رئيسية ويصل سعر الكيلو 40 جنيه بالإسماعيلية    ماكرون يخاطب اللبنانيين في مقطع فيديو ويؤكد وقوف فرنسا إلى جانبهم    حرب غزة.. قوات الاحتلال تنكل بجثامين الشهداء الثلاثة في قباطية    بالأسماء| انتشال جثة طفل والبحث عن شقيقته سقطا في ترعة بالزقازيق    دعاء يوم الجمعة.. أفضل ما يقال للرزق والسنن المستحبة    وينسلاند: التوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة يغير المشهد ويزيد تعميق الاحتلال    رابطة الأندية تكشف سبب تأخر تسلم درع الدوري ل الأهلي    ترامب يثير الجدل بتصريحاته عن إسرائيل: أفضل صديق لليهود    مقتل شاب على يد جاره في مشاجرة بدار السلام    الرئيس التنفيذي لشركة نايكي الأمريكية يعتزم التقاعد    قرار جديد من وزير التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسي المقبل 2025    خبير تكنولوجي يكشف مفاجأة عن سبب انفجار أجهزة اللاسلكي لعناصر حزب الله    صفارات الإنذار تدوّي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    عبدالباسط حمودة: أبويا كان مداح وكان أجري ربع جنيه في الفرح (فيديو)    دينا: ابني فخور بنجاحي كراقصة    مفصول من الطريقة التيجانية.. تفاصيل جديد بشأن القبض على صلاح التيجاني    الداخلية تكشف كواليس القبض على صلاح التيجاني    الطريقة العلاوية الشاذلية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في شمال سيناء.. فيديو    رانيا فريد شوقي عن بطالة بعض الفنانين وجلوسهم دون عمل: «ربنا العالم بحالهم»    بعد القبض عليه.. تفاصيل القصة الكاملة لصلاح التيجاني المتهم بالتحرش    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    الداخلية: فيديو حمل مواطنين عصى بقنا قديم    أحمد فتحي: أنا سبب شعبية هشام ماجد (فيديو)    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا زواج قبل الفحص النفسى.. الشيوخ يبحث والخبراء يحللون.. الهلالي: الفحص بأماكن تابعة ل"الصحة" ومن حق الطرفين الاستمرار أو الرفض
نشر في البوابة يوم 23 - 07 - 2021

لم يكن مقترح الكشف النفسي للمقبلين على الزواج، الذي تقدمت به الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ، وأستاذ علم النفس، الأول من نوعه؛ ففي 2019 أثار مقترح حول إلزام المقبلين على الزواج بحضور دورة تأهيلية للزواج، جدلًا برلمانيًا، ووافقت حينذاك لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، إلا أن مقترح القانون لم يخرج للنور.
وتعرض «البوابة» أفكارًاحول هذا المقترح، سواء برلماني أو صحة نفسية، أو من يخصهم الأمر وهم فئة الشباب، وطرحت تساؤلًا: هل نحن مستعدون بالفعل للإقدام على تلك الخطوة، أم أنها ستتحول إلى أمر روتيني، مثل الكشف الطبي قبل الزواج؟، خاصةً وأن هناك تراجع في معدلات الزواج خلال 2021.

تراجع معدلات الزواج بين المصريين
كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن تراجع معدلات الزواج بين المصريين، مطلع العام الجاري 2021،حيث بلغ عدد عقود الزواج 66.7 ألف عقد زواج، خلال فبراير الماضي، مقابل 69.4 ألف عقد زواج، خلال الشهر المناظر من العام السابق عليه، بنسبة انخفاض 3.9٪ خلال عام. كما شهدت مصر 218ألف حالة طلاق عام 2020،مقابل 225ألف حالة عام 2019،و201 ألف في 2018،بحسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وفي هذا الصدد؛ قال جمال عبدالمولى، مدير عام الإدارة العامة للإحصاءات، إن الجهاز المركزي يقوم بعمل إحصائية عن نسبة الزواج والطلاق في مصر، ويصدر نشرة سنوية في شهر يونيو من كل عام، وهذا يساعد على التخطيط العمراني، ويعمل على إظهار نسب الطلاق، حتى نتلافى آثارها السلبية.
وأضاف عبدالمولى : التقرير الصادر، في يونيو الماضي، أكد أن معدلات الطلاق بين المصريين شهدت ارتفاعًا طفيفًا، إلى حدود 20.6 ألف شهادة طلاق، خلال فبراير من العام الجاري 2021،مقابل 18.4 ألف شهادة طلاق خلال الشهر السابق عليه، بزيادة 12٪خلال عام.

مقترح الكشف النفسي يلاقي قبولا
وقالت الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ، إن ردود الأفعال الإيجابية، تجاه مطالبتها بالكشف النفسي على المقبلين على الزواج، تعني التغير الفكري، واعتراف المجتمع بوجود المشكلة، والعمل على حلها.
وأضافت "هلالي"،أن الواقع العملي كشف عن ضرورة إجراء الكشف النفسي على طرفي عقد الزواج، للتأكد من السلامة النفسية، وخلو طرفي العلاقة الزوجية من أي أمراض عصبية تضر بالحياة الزوجية، وتؤثر سلبًا على الأسرة في المستقبل، فضلا عن الأمراض النفسية الوراثية؛ مثل: اضطراب ثنائي القلب، والاضطراب الاكتئابي الحاد، والفصام.
دينا هلالي
وأكدت ضرورة إجراء تعديل تشريعي، يتضمن ضرورة الكشف عن المقبلين على الزواج نفسيًا، كشرط ضروري لإجراء عقد الزواج، مع ضرورة تفعيل الأمر، وإنشاء وحدات للصحة النفسية، تابعة لوزارة الصحة، تتولى إجراء الكشف النفسي على المقبلين على الزواج، لحماية الأسرة، وخفض معدلات الطلاق، وخفض الجرائم التي ترتكب باسم الخلل النفسي لأحد الزوجين.
وأشارت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الهدف من المقترح، الذى طالبت به، هو معرفة كل شخص مقبل على الزواج، ما يعانى منه الطرف الآخر، مبكرًا قبل زواجهما، وشددت على ضرورة وجود أماكن تتبع وزارة الصحة للكشف الطبي، مثل الأمانة العامة للصحة النفسية، من خلال لجنة طبية مشكلة توقع الكشف الطبي على المتقدمين؛ موضحةً أنه عن طريق اللجنة يتم إقرار الطرفين بالموافقة أو الرفض، ثم الخضوع للعلاج النفسي في المراكز الخاصة بالكشف النفسي.

بداية الفحوصات
كانت بداية إجراء فحوصات طبية قبل الزواج، في عام 2008،حيث شهدت مصر حالة من الجدل أيضَا تحت قبة البرلمان، حول ضرورة إجراء فحوصات طبية، كشرط لإتمام الزواج، وانتهى الأمر إلى إضافة المادة رقم 31مكرر، للقانون رقم 143لسنة 1994،في شأن الأحوال المدنية، والتي تنص على أنه لا يجوز توثيق عقد الزواج، إلا لمن يبلغ من الجنسين سن ال18.
ومن ضمن أهداف الكشف الطبي، تجنب المشكلات النفسية والاجتماعية، للأسر التي تتسبب في بعض الأمراض لأطفالها، إضافة إلى هدفه الرئيسي، وهو الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية، مثل: "الثلاسيميا،المنجلى"، وبعض الأمراض المعدية كالتهاب الكبد، ونقص المناعة المكتسب، والإيدز. ويهدف الكشف أيضًا إلى نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل، ورفع الحرج لدى البعض، في طلب هذا الفحص.

تفادي تشوهات جسدية وعقلية
وهناك أبحاث طبية أكدت أن زواج الأقارب يظل السبب الأول في إصابة المواليد بتشوهات جسدية وعقلية، مثل: خلل التمثيل الغذائي، والذي ينتج عن زواج الأقارب، وفيه يولد الطفل مصابًا بصفراء في الجلد والعين، وعتامة في حدقة العين، وخلل في وظائف الكبد، ومع مرور الوقت يحدث ضعف في النمو الجسدي والعقلي، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وكانت دراسة أجريت في قسم الوراثة، على 100حالة من حالات الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي؛ حيث وجد الأطباء أن أكثر من 65٪من هؤلاء الأطفال، هم لآباء وأمهات أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، وأن الفحوصات قبل الزواج تمنع مآسي كثيرة، قد تحدث ولا يستطيع الزوجان مواجهتها.

ميرفت العماري
لا نوجه أحدًا لقرار بل نجعله يدير حياته
رحبت الدكتورة ميرفت العماري، استشارية نفسية، بمقترح الكشف النفسي على الأزواج، متمنية أن يكون مشروعًا قوميًا، تتبناه الأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة، لأن الأسرة هي صمام أمان المجتمع.
وأوضحت "العماري"،أن الطبيب النفسي ليس دوره أن يقول لأحد الشركاء: اتركشريكك، بل نجعل كل شريك يدير أفكاره، ويتعامل مع الأشياء بشكل مختلف عن تفكيره المتبع، ويعرف هل هناك توافق أم لا.

ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب
في نوفمبر 2020؛قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن 38٪من حالات الطلاق، تحدث في أول 3سنوات من الزواج؛ مشيرةً إلى أنها ظاهرة سلبية، ومن القضايا المهمة التي يجب الانتباه لها، وأن الأسرة تعتبر دولة مكتملة الأركان، ونجاحها يمثل نجاح الأوطان.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية (من30 إلى أقل من 35سنة)؛ حيث بلغ عدد الإشهادات بها 46094إشهادًا، بنسبة 20،4٪،بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية (من18 إلى أقل من 20سنة)؛ حيث بلغ عدد الإشهادات بها 441إشهادًا بنسبة 0،2٪ من جملة الإشهادات.
وعلقت "العماري" على هذا بقولها، إن معظم مشكلات الشباب التي تؤدي إلى طلاقهم هو "التجمل" والتصنع؛ موضحةً أن كل طرف يجمل نفسه، ولا يظهر عيوبه، في فترة التعارف والخطوبة، وهناك من يراهن على تغير طرف المشكلة عند الزواج، وهو معتقد خاطئ، لأن لا أحد يتغير، على حد وصف الاستشاري النفسي.
وأوضحت،أن غالبية من يتزوجوا حديثًا، لا يعرفوا شيئًا عن المسئولية، فالبنت تفكر في الزواج على أنه فستان الفرح والقاعة وشهر العسل، والشاب لا يعي حجم المسئولية، التي تقع على عاتقه، من تحمل نفقات المنزل وشريكته وأبنائه.

جرائم ترتكب بين الأزواج
مؤخرا انتشرت عدد من الجرائم بين الأزواج، نطالعها يوميًا، رجل يقتل زوجته لأسباب واهية أو العكس، ويتم توصيف أغلب المرتكبين بالخلل النفسي، أو مرض نفسي ما، وتكشف تحقيقات النيابة، عن أن الأهالي يدركون من البداية، أن هناك خللا لدى ابنهم أو ابنتهم، ولم يعالجوه، بحجة أن الزواج سيغير سلوكه.
ويشدد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على أهمية مقترح الكشف النفسي للمقبلين على الزواج، حتى يستطيع كلا الطرفين اكتشاف ماهية ونفسية الطرف الآخر، ويوضح أنه يساعد في رفع الوعي الأسري بأهمية العلاج النفسي؛ مشيرًا إلى أن كافة المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع، تتمثل في قلة الوعي، وعدم إدراك معنى الزواج والأسرة، التي ذكرها القرآن والسنة، وخطورة الانفصال الذي تم وصفه بأنه أبغض الحلال.
جمال فرويز
وأكد "فرويز"،أن برامج العلاج النفسي، يجب أن تشمل ماهية الزواج والتوافق والتكافئ الاجتماعي والفكري، فالزواج ليس العاطفة فقط، فبمجرد أن نكون في بوتقة الزواج تبدأ الخلافات تظهر، وأشار إلى أن أغلب المشكلات الأسرية، في جلسات الإرشاد الزوجي، التي يقوم بها، تكون سماتها المشتركة العناد؛ موضحا أن اختلاف شخصية الطرفين يكون أفضل لوجود ليونة في التعامل، لكن بسبب نفس الشخصية يحصل العناد والصدام.
وحذر "فرويز"،الشابات، من استكمال الارتباط في حال كون شريكها لا يحترمها، ويهينها ويهين أهلها، قائلا "أومال في الجواز هيحصل إيه".

"كابلز ثيرابي" يلقي قبولًا لدى الشباب
هل سمعت عن مصطلح "كابلز ثيربي"،أو علاج الشركاء أو الأزواج، إنه مصطلح رائج في الطب النفسي الحديث، للأزواج الذين يواجهون صعوبة في المضي في حياتهم الزوجية مع شركائهم، ويحاولون إصلاحها، من خلال تدارك عيوب ومميزات العلاقة، وهذا ما أخبرتنا به زهراء المكاوي، المدير التنفيذي لمنصة "برومنتال للطب النفسي".
وتقول "المكاوي": إن منصتها بها جزء أساسي عن تخصص الإرشاد الأسري، ويضم عددا من المعالجين المختصين بهذا، وظيفتهم خلق مساحة آمنة للأزواج والأبناء- إنوجدوا- لكييستكملوا حياتهم بشكل سليم، دون تخوفات وصعوبات.

كابلز ثيرابي
"كابلز ثيرابي" يغيراستقبال المواقف
"م. أ"، فتاة في الثلاثينات من عمرها، مقبلة على الزواج، لجأت إلى الإرشاد النفسي قبل الزواج، أو "الكابلزثيرابي" بعد تعقد الأمور مع شريكها، وقررت أن تشارك تجربتها ليستفيد منها من يريدون الإقدام على تلك الخطوة، لكنهم متخوفون.
وتقول "م.أ"، إن جلسات الكابلز ثيرابي، كانت مفيدة لها، على المستوى الشخصي والعاطفي، حيث ساهمت في تغيير سلوكها، من إنسانة عصبية، إلى أخرى أكثر هدوءًا واتزانًا، في التعامل مع الأمور. وتابعت: أما على المستوى العاطفي، فساهمت الجلسات التي كانت مع شريكي، بأن نواجه مشاكلنا، كأننا أمام مرآة، قائلة "كأنها بتعملك عرض لحياتك، وبتتصرفي كطرف من الخارج".
وأضافت، أن الجلسات كانت مهمة، في تغيير استقبال المواقف، وعمل إضاءات على الحلو والوحش في العلاقة، خاصة أن الزواج والطلاق ليسا لعبة، وإنما مسئولية حقيقية. وأكدت في النهاية، أنها كانت في علاقة خطوبة وارتباط، مع شريكها، لمدة أربع سنوات ونصف، وصلت لحاجات في شهرين، بسبب الدعم النفسي الذي تلقته، وساعدها في تغيير مسار حياتها العاطفية والأسرية.

"وهم الحب"
تقول "ن.ع"، إنها أقبلت على خطوة العلاج النفسي، قبل زواجها من شريكها، بسبب سمات شخصية ظهرت عليه في مرحلة الخطوبة، من شك وغيرة وسب وشتائم تعرضت لهم؛ موضحة أنها كانت ستتغاضى عن هذا، بسبب تقدمها في العمر، وتريد الإنجاب، إلا أنها تراجعت قبل إتمام الزواج، وناقشت شريكها في الذهاب لمعالج نفسي كجلسات فردية له. وأضافت،أنه رفض هذا المقترح، بسبب عناده، وإصراره أنه لا يعاني من أي خلل نفسي؛ موضحةً أنه اقتنع بعد أن أكدت له، أنها هي أيضًا ستذهب معه للمعالج.
وأشارت،إلى أنها بعد جلسات الإرشاد النفسي، التي لجأت لها، تعرفت على نقاط قوتها، وقررت أن تترك شريكها، بسبب رفضه تغيير سلوكه المهين لها.

تغيرات تكنولوجية وعالم افتراضي
يقول الدكتور الشاب أحمد حجاج، اخصائي الطب النفسي، إن التغيرات التكنولوجية والعالم الافتراضي جعلت الشباب يغفلون عن الأشياء المهمة جدا، والمعتقدات الصحيحة، ويضعوا الشكليات دون اختيار الشريك/ة الصحيح، وتقليد ما يحدث على العالم الافتراضي، وعند احتكاكهم بالعالم الواقعي، ومؤسسة الزواج الحقيقية تحدث المشكلات.
وتابع "حجاج": بفرض أن هناك 50حالة حجزوا جلسات إرشاد زوجي، أو كما يتم تسمتها عصريا ب"كابلز ثيرابي"،فهناك 5حالات فقط هم من يستمروا؛ موضحا أن الغالبية تكون خائفة من ضياع الشريك عند مواجهته بالخلل، ويعالجون الأمر بشكل سطحي، ثم يفاجئوا بنفس السلوك يحدث.
وتابع: أما من استمروا فواجهوا شركاءهم بشكل حاسم؛ موضحا أن هناك تصورا لديهم بأنهم لو لم يتوصلوا إلى توافق وأرضية مشتركة، فإنهم لن يستكملوا مشروع الزواج، وهذا هو القرار الصائب، ومن يقوم به يكون تفكيره عقلاني منذ البداية، وليس عاطفيًا، بحسب وصف "حجاج".

القري والمرض النفسي
في عام 2017؛أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية، نتائج المسح القومي للصحة النفسية، ومعدل انتشار الاضطرابات النفسية بمصر، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية.
وأشارت وزارة الصحة، إلى أن حجم العينة التقديرية التي أجري عليها المسح بلغت 22ألف أسرة، موزعة في المحافظات الحضرية، بنسبة 45٪،والريفية بنسبة 55٪،وذلك بالتناسب مع حجم الأسر في المحافظة؛ لافتةً إلى أنه تم إعداد العينة في يناير 2010،ويتم تحديثها كل ثلاث سنوات.
وكشفت الدراسة، عن أن معدل انتشار الاضطرابات النفسية، في المناطق الريفية، أعلى منها في المناطق الحضرية، وهو ما أظهر الحاجة لتوجيه تخطيط الخدمات النفسية إلى المناطق الريفية.
وفي هذا الصدد؛ يقول "حجاج"،إنه يذهب أسبوعيًا إلى مركز "أوسيم" بمدينة الجيزة، ويلاحظ انتشار "الحالات النفسية"،بكمية رهيبة، من تحرش وقتل الزوجات، يقوم بها مرضى نفسيون، لديهم مشكلات رهيبة، مقارنة بمناطق أخرى يقوم بزيارتها، مثل القناطر الخيرية، وشبرا الخيمة، والدمرداش؛ موضحا أنه بصدد عمل دراسة، على منطقة أوسيم، التي تعاني من نمط حياة وتربية خاطئين، ويتم رصد عدد من الجرائم بها.

وصمة المرض النفسي
أوضح حجاج،أن هناك ذكورًا يرفضون رغبة شريكاتهم في الذهاب إلى الطبيب، لمعرفة الخلل في العلاقة، مما يضطر بعض الإناث للذهاب بمفردها للعلاج، والحديث عن مشكلات الشريك الغائب. وأضاف، أن هذا يندرج تحت بند الخوف من وصمة المرض النفسي، أو الذهاب لمعالج؛ موضحًا أن تلك الفئة تكون على قدر كبير من التعليم ومن عائلات كبيرة.

دعم وحوار مجتمعي
وترى ميرفت العماري، الاستشاري النفسي، أن فكرة الدعم النفسي للمقبلين على الزواج، تخص أمن الأسرة المصرية، ويلزمها مشروع قانون، يتم دعمه من خلال المجتمع، وعمل حوار مجتمعي، للاستفادة من كل الآراء؛ موضحةً أن رأي كل مواطن مهم لرخاء الشعوب، وهذا صمام أمان وركيزة المجتمع الأوروبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.