"الأقصر السينمائي" يختتم دورته العاشرة.. ندوات ومعرض فني وموائد مستديرة.. نادية الجندي: المهرجان يقوي علاقتنا بالدول الأفريقية.. سمير صبري: مشواري الفني لم يذهب هباء.. وفيلم "للإيجار" يحصد جائزتين

احتضنت محافظة الأقصر، على مدى الستة أيام الماضية، فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التي أقيمت لمدة 6 أيام تحت شعار "10 سنوات من الخيال" وتضمنت عدد من الأنشطة والفعاليات، حتى أسدل الستار عليها بإعلان أسماء الفائزين بالجوائز، في حفل بسيط بنادي التجديف وسط اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.
وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت يوم الجمعة الماضية، حيث تم الإعلان عن إلغاء كل الفقرات الفنية والريد كاربت في افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وذلك لتزامن الحفل وقتها مع الأحداث المؤسفة لتصادم قطارين بسوهاج واقتصار الافتتاح على الكلمات والتكريمات للفنانين الكبار.
وبدأ حفل الافتتاح، الذي أقيم في معبد الكرنك بالسلام الجمهوري، ثم طالب الرئيس الشرفي للدورة العاشرة الممثل محمود حميدة بالوقوف دقيقة حداد للترحم على أرواح شهداء حادث تصادم القطارين، ثم بدأ كلمته بتوجيه تحية لكل من عمل على تحقيق الحلم وإقامة الدورة العاشرة ووجه الشكر لكل من قبل تلبية الدعوة وتكبد هذه المشقة بحضور المهرجان في ظل الظروف الحالية مختتما كلمته بقول للشاعر فؤاد حداد قائلا: بحلم ونايم عشر جنائن بلحم جفني مشجره.
وتلا كلمة "حميدة" ظهور المذيعتين تسنيم رابح من السودان ومريم الفرجاني من تونس، ليقدما الحفل بالترحيب بالحضور جميعًا باللغتين العربية والفرنسية، ثم طلبا من المخرج والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان أن يلقي كلمته حيث قدم جزيل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لتوجيهه لوزارة الثقافة والدكتورة إيناس عبدالدايم لرعاية المهرجان، وكذلك الشكر لكل الرعاة وكل من ساهم منذ بداية المهرجان ليصل لدورته العاشرة، متخطين كل التحديات التي واجهت هذه الدورة لتقام في موعدها المحدد، مشيرا إلى أن الدورة حملت اسم النجمة مديحة يسري سمراء النيل؛ ومهداه لكل من الكاتب السينمائي الراحل نور الدين الصايل، والفنان النجم محمود يس والفنان الكبير محمود المليجي، مشيرا إلى أن المنافسة بالدورة العاشرة كانت بين 58 فيلما ناقشت الكثير من القضايا الأفريقية في مسابقات متعددة ما بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي وأفلام الياسبورا.
وكانت الكلمة بعدها لمدير المهرجان المخرجة عزة الحسيني، التي رحبت بكل فريق عمل مهرجان الأقصر الأفريقي الذي بدأ منذ البداية وصولا لكل الأفراد والأشخاص الذين انضموا لفريق العمل لإيمانهم بالفكرة والحلم، متمنية أن نعود للذهاب للسينما ومتابعة الأفلام والثقافات المختلفة، وقدمت الشكر لكل الرعاة الذين ساهموا في ظهور هذه الدورة وفريق العمل الذي واجه كل التحديات لإقامة الدورة العاشرة للمهرجان.
وفي كلمته، نعى محمد عبد القادر خيري، نائب محافظ الأقصر، ضحايا شهداء قطار سوهاج، متمنيا الشفاء للمصابين، كما قدم الشكر، لكل صناع المهرجان وخص بالشكر الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على دعمها للمهرجان والذي استطاع أن يفرض نفسه كأحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية الدورية على أجندة محافظة الأقصر، كما أنه يشكل قناة للتواصل بين مصر وأفريقيا حيث ترجع هذه العلاقات لآلاف السنين، وكيف أن المصري القديم فتح قنوات اتصال في العمق الأفريقي الأفريقي الذي استمر للعصر الحالي، مضيفا أن شعار المهرجان 10 سنوات مع الخيال يتعانق مع سحر وتاريخ الأقصر وحضارة القارة الأفريقية، ونأمل أن يكون المهرجان منصة للحوار بين الشعوب الأفريقية حيث إنه لا يستطيع أحد أن ينكر دور السينما في التقريب بين الشعوب.
كما تم إلقاء كلمات للدكتورة أماني الطويل ممثلة عن اللجنة العليا للمهرجان في دورته العاشرة، وعدلي توما الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب ليجماني افريكا، والدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزارة الثقافة لشئون السينما، ثم تم إعلان أعضاء لجان تحكيم الدورة العاشرة والتي ضمت أربع مسابقات وهم كلا من ( إسماعيل فروغي مخرج من المغرب، والمخرج سعيد حامد من السودان / مصر، وصفي الدين محمود منتج من مصر، وفي لجنة تحكيم الدياسبورا تتكون من:( كانلي أفولايان مخرج نيجريا، وجيمي جون لوي ممثل أمريكي، ومجدي أحمد على مخرج من مصر) أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة تتكون من ( طلال عفيفي منتج، وسلام زاماليجيري مخرج من بوركينافاسو، وهبه عثمان مونتيرة من مصر، ولجنة تحكيم النقاد الدولية فيبرسي تتكون من (الناقد أحمد شوقي من مصر والناقدة يلينا روبا شفشسكا من أوكرانيا وبيلاجي انجونانا من الكاميرون).
وعقب إعلان لجان التحكيم، بدأت فقرة التكريمات، تكريم السينما السودانية وكلمة للمخرج السوداني طلال عفيفي، وأعقبها تكريم شيخ عمر سيسكو من مالي، وتسلمها عنه النجم العالمي جيمي جون لوي ثم تكريم عز العرب كغاط من المغرب، وتسلمها عنه المخرج المغربي إسماعيل فروغي، ثم تكريم النجمة هند صبري التي تغيبت عن الحضور لإصابتها بفيروس كورونا، وتسلمت جائزتها ها الفنانة التونسية مريم الفرجاني، وتم تكريم المخرج على عبد الخالق الذي تغيب أيضا لظروف صحية وتسلمها عنه المخرج أمير رمسيس، كما تم تكريم قيصر السينما المصرية النجم محي إسماعيل الذي بادل الجمهور القفشات.
وجرى تكريم الفنان الكبير سمير صبري الذي عبر عن سعادته بوجوده وتكريمه في الدورة العاشرة لمهرجان الأقصر وتقديره لأن هناك من تذكره بالتكريم وشعر أن مشواره الفني والإعلامي لم يذهب هباء، مشيرا إلى أن المرة الأولى التي حضر فيها المهرجان كانت خلال مشاركة فيلم بتوقيت القاهرة في عام 2015، وهو آخر فيلم لصديقه الفنان الراحل نور الشريف، كما حضر دورة أخرى كان فيها تكريم الراحل جميل راتب، مؤكدا أن مهرجان الأقصر مهم جدا للسينما الأفريقية، وانه شهد ميلاد وتطور المهرجان على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه اقترح أن يقام خلال المهرجان أسبوع لتسويق الفيلم المصري في أفريقيا، ولقي اقتراحه قبول لدى رئيس ومدير المهرجان، مؤكدا أن السينما الأفريقية مهمة جدا.
كما تم في نهاية الحفل تكريم نجمة لها بريق خاص، وحققت نجاح جماهيري خاص هي الفنانة نادية الجندي، التي تم تقديمها كونها نجمة أحبها الجمهور العربي فأطلق عليها لقب نجمة الجماهير، وحب الجمهور هو نفحة ربانية فهي فنانة ذكية جدا وتلقائية، وكانت النجمة الأعلى في التوزيع والإرادات ولم تأت نجمة بعدها تتربع على عرش الإيرادات مثلها وطرحت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة خلال مشوارها الفني.
وفي كلمتها عبرت نادية الجندي عن سعادتها قائلة: "أشكر المهرجان على تكريمي وأعتز جدا بهذا التكريم، وأتمنى لهم التوفيق، ولأي مهرجان يضيف للصناعة ويبين أن مصر لها ثقافة وحضارة وفن..وعشان كدة قررت أجى وأدعم المهرجان خاصة أنه يدعم علاقتنا بالدول الأفريقية وأنا أفخر بالمهرجان وهو فخر لبلدنا" وتابعت "هناك محطات كثيرة في مشواري فالصعود والنجاح في الفن يأتي بسبب حب الفن، ولو ماحبتش الفن عمره ماهيحبك وهذه معادلة صعبة، والفن مابيحبش شريك، وأنا ضحيت من أجل الفن لكن الفن أعطاني الكثير ولست نادمة على حرماني من بعض الأمور في حياتي الشخصية لأن حب الجمهور عوضني عن الكثير".
واستمرت فعاليات المهرجان على مدى الأسبوع من خلال إقامة عدة ورش فنية وندوات، كما تم افتتاح معرضا للصور الفوتوغرافية بقصر ثقافة الأقصر على شرف سمراء النيل الفنانة مديحة يسري، التي يهدي المهرجان دورته العاشرة لاسمها، حيث ضم المعرض مجموعة متنوعة من أفيشات الأفلام للفنانين سمير صبري ومحي بالإضافة إلى العديد من الصور الفوتوغرافية من أرشيف أفلام سمراء النيل، مثل "خطيب ماما ونهاية قصة وأمير الانتقام"، بجانب مجموعة صور مختارة لجبار الشاشة الفنان الكبير محمود المليجي، وحضر افتتاح المعرض بحضور الفنان محمد سلام الذي أعرب عن سعادته بالحضور مؤكد أنه أعاد طيف الزمن الجميل للفن السينمائي.
كما اهتم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمناطق وإشكاليات الحوار والمناقشة، لهذا لا يخلو برنامج جميع دوراته السابقة من المحاور النقاشية التي يعقد لها موائد مستديرة لطرح كافة القضايا السينمائية، وفي الدورة العاشرة للمهرجان امتلأ البرنامج بالعديد من حلقات النقاش، حيث تم عقد جلستي عمل كانت الجلسة الأولي من الحوار تحت عنوان "السينما والتكنولوجيا"، لمناقشة مدى التأثير السلبي والايجابي للتقدم التكنولوجي على صناعة السينما، كما تم عقد مائدة مستديرة بعنوان "تأثير المنصات الرقمية على صناعة السينما التقليدية".
شارك في الحوار، الفنان الأمريكي جيمي جون لوي،والمخرج كونلي افولايان من نيجيريا، والمنتج مايكل باريش من ألمانيا، والتونسية ليندا بلخيرية، والمخرج أمير رمسيس والمنتج محمد حفظي والناقد خالد عاشور، وأدار الحوار الناقد أحمد شوقي.
وفي ختام فعاليات المهرجان بنادي التجديف، تم إعلان الجوائز، حيث منحت لجنة النقاد الدولية فيبرسي" جائزتها لفيلم الافتتاح (أنها ليست جنازة، هذه قيامة) للمخرج ليموهانج جيرمي موزيزي من لوسوتو، وحصل على جائزة (رضوان الكاشف) والتي تقدمها مؤسسة شباب الفنانين المستقلين الفيلم المصري "للإيجار" للمخرج إسلام بلال، وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حصل على جائزة لجنة التحكيم فيلم (مع التيار نحو كنشاسا ) للمخرج ديودو حمادي الكونغو، وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل فيلم ( فاريترا ) للمخرج توفونيانا راسو نافو.
وفي مسابقة " الدياسبورا" منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم ( تيلو كوتو ) لصوفي باشولييه وفاليري مالك، بينما حصل على جائزة لجنة التحكيم فيلم (أن تكون صاحب بشرة سمراء ) للمخرجة اينيس جونسون، أما جائزة أحسن فيلم فذهبت إلى ( وداعا أيها الحب ) للمخرجة اكوا ماسانجي، أما جائزة مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فمنحت لجنة تحكيمها شهادة تقدير للفيلم السوداني ( استمع إلى رقصتي ) للمخرجة علياء سر الختم، وحصل على جائزة لجنة التحكيم فيلم "حبر أخضر" للمخرج يزيد القديري من المغرب، ونال جائزة أفضل فيلم روائي قصير فيلم (وداعا) لانتوني نيتي من غانا.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم المصري "للإيجار" للمخرج إسلام بلال، وحصل الفيلم الأنجولي ( مكيف الهواء) للمخرج فراديك على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، أما جائزة أحسن فيلم فذهبت إلى فيلم (زنقة كونكا كت) للمخرج إسماعيل العراقي من المغرب.
يذكر أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أقيم في الفترة من 26 إلى 31 مارس الجاري، ويرأسه شرفيا الممثل المصري الكبير محمود حميدة وتقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين برعاية ودعم من وزارة الثقافة ودعم من وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية ومحافظة الأقصر ونقابة السينمائيين وبرعاية البنك الأهلي وهيئة تنشيط السياحة.