سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضربة موجعة للإخوان في الانتخابات النيابية الأردنية.. سقوط 41 مرشحًا لكتلة الإصلاح وفقدان مقاعد في دوائر معاقل الإسلاميين.. وطارق فهمى: الجماعة تدخل حالة جمود لفترة طويلة
تلقت «كتلة الإصلاح» الذراع النيابية لحزب «جبهة العمل الإسلامى»، المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد ضربة مؤلمة على الصعيد الحزبى في الانتخابات النيابية الأردنية، بعد فقدانهم مقاعد في دوائر لطالما اعتُبِرت معاقل للإسلاميين، وفوز 10 مرشحين في مقاعد نيابية لعدد من الدوائر من أصل تحالف عريض ضم 80 مرشحًا، بينهم 41 مرشحًا ينتمون للحزب. فيما رشّح حزب الوسط الإسلامى «حزب وسطى يضم منشقين من الجماعة الأم» 20 شخصًا، فقد رجحت المؤشرات الأولية فوز 5 منهم فقط، في حين أن الأحزاب القومية واليسارية مجتمعة رشحت 48 مرشحًا لم ينجح منهم أحد. ويرى خبراء ومحللون سياسيون إن تراجع تنظيم الإخوان في الأردن وسقوطه الجديد يعكس انحسار تيار الإسلام السياسى بصورة كبيرة، وتراجع شعبيته في الشارع. وأشار الخبراء إلى أن تراجع إخوان الأردن مؤشر على أن التنظيم سيدخل في حالة جمود لفترة، خاصة مع فقدانها عدد كبير من المقاعد في الانتخابات النيابية التى شهدتها البلاد، الأسبوع الماضى. عمر الرداد أكد المحلل السياسى والخبير الاستراتيجى عمر الرداد، أنه من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تلقت ضربة قوية في الانتخابات النيابية، وهو ما شكَّل موضوعًا للتحليل والدرس بالنسبة للمتابعين. ويرى الرداد أن هناك جملة من الأسباب أسهمت في الفشل لعل في مقدمتها التقديرات غير الموضوعية للإخوان لحجم قواعدهم، وغلبة الصور النمطية حول قوة الإخوان تاريخيًا؛ فهناك حالة إنكار من شيوخ الإخوان لما تعرَّضت إليه من انشقاقات، فقد أصبحت الجماعة خمس جماعات وربما أكثر، وبصورة تتجاوز حدود التيارات المختلفة والمؤتلفة. هذا التراجع يأتى منسجمًا مع سلسلة تراجعات إخوانية شهدها التمثيل الإخوانى في النقابات المهنية والمجالس الطلابية، وغيرهما من الهيئات التمثيلية، إضافة إلى ذلك فإن غياب إنجازات حقيقية ولو في إطار مواقف اعتراضية لكتلة الإخوان النيابية في المجلس السابق قد أسهم في هذا التراجع، وهذا ما يشدد عليه الرداد؛ حيث ظهر الإخوان في البرلمان خلال السنوات الماضية مثلهم مثل أى حزب أو أى كتلة نيابية، أخضعت قراراتها لحسابات براغماتية ومساومات مع الحكومات، ومررت قرارات اقتصادية لم تكن تحظى بشعبية؛ فهذه البراغماتية، حسب الرداد، كانت تجلياتها أكثر وضوحًا في إضرابات نقابة المعلمين؛ حيث تؤكد تسريبات أن الإخوان «باعوا قضية المعلمين». وبعيدًا عن الإنجازات والإخفاقات الإخوانية، فإن الرداد يرى أن عدم قدرة الجماعة أو عدم رغبتها في تقديم وجوه انتخابية «شبابية» والإصرار على أن يشمل كثير من كتلها أسماء خاضت الانتخابات منذ انتخابات عام 1989 وما تلاها في الأعوام اللاحقة، كانت من بين أسباب تراجع الإخوان؛ فالوجوه الجديدة التى تشكل غالبية المجلس القادم تؤكد هذه المقاربة، وهذا لم يكن حاضرًا في قوائم الإخوان المسلمين التى خاضت الانتخابات. ويختم الرداد حديثه بالقول: «مؤكد أن الإخوان لن يعترفوا بالأسباب الموضوعية لهذا الفشل، وستبقى مقاربات الجماعة أسيرة لنظرية المؤامرة التى تقدم حلولًا سهلة لتبرير أسباب الفشل، وتعفى قيادة الجماعة من الخوض في الأسباب الحقيقية للفشل غير المسبوق بهذه الانتخابات». الدكتور طارق فهمى ومن جانبه يرى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تراجع إخوان الأردن في الانتخابات البرلمانية أمر طبيعى في ظل انقسام التنظيم في البلاد حول نفسه. ونبه إلى أن المؤشرات الأولية للنتائج كشفت عن انحسار التيار الإسلامى بصورة كبيرة، وهذا مؤشر على أن الجماعة ستدخل في حالة جمود لفترة، خاصة مع فقدانها عددا كبيرا من المقاعد. كما أكد أن الجماعة فقدت حضورها في مجالس الانتخابات التشريعية، وسيكون لهذا التراجع تأثير كبير في مجالس المحافظات والبلديات الفترة المقبلة، على وضع الجماعة وشكلها. وأرجع أسباب تراجع الإخوان أيضا إلى وجود انشقاقات وخلافات داخلية وتجاذبات عديدة، شهدها التنظيم في الفترة الأخيرة، ولم تظهر للعلن إلا في الانتخابات، فضلا عن فقدان التنظيم شعبيته في الشارع. وشدد فهمى على أن «السياسة لم تكن حاضرة في أغلب الأحزاب، حيث إن الأحزاب اليسارية والقومية والعلمانية والتيار المدنى رسب، وبالتالى لم يقتصر الأمر على التيار الإسلامى والذى هزم بشكل واضح».