بدء الاجتماع الرابع للجنة دراسة برنامج الحكومة بمجلس النواب    عبدالهادي القصبي يطالب بمواجهة العشوائيات والقضاء عليها    «المشاط» تستعرض استراتيجية تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب    محافظ الدقهلية يتفقد ضريح الشيخ الشعراوي بدقادوس ويتابع أعمال تطويره    تقرير أممي: عدد سكان العالم يبدأ في الانخفاض في منتصف ثمانينيات القرن الحالي    ترامب يسخر من زلات بايدن: عمل عظيم جو    زاخاروفا: قرارات قمة الناتو تهدف إلى تشجيع أوكرانيا على مواصلة القتال    عاجل| تعليمات أخيرة من كولر للاعبي الأهلي قبل مواجهة بيراميدز.. وطلب خاص ل أبو علي    ميدو يكشف أسباب إيقاف برنامج الريمونتادا: «ليس له علاقة بالمحتوى الإعلامي»    المصري ل في الجول: نجري محاولات مكثفة لخوض الكونفدرالية على ستاد هيئة قناة السويس    مصادرة أسطوانات غاز مدعمة بمصنع طوب في البحيرة.. صور    دينا الوديدي تغني لفلسطين الليلة في افتتاح مهرجان العلمين    وسط إقبال كبير.. انطلاق مهرجان أهالينا بالشرقية تحت رعاية وزير الثقافة    محافظ الجيزة: تقديم سبل الدعم اللازمة لذوي الهمم والتعامل الفوري مع الأشخاص بلا مأوى    يجب أن يسوده الرحمة.. مفتي الجمهورية يوضح طرق التعامل مع الحيوانات الضالة    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد 6 إحلالًا وتجديدًا و4 صيانة وتطويرًا    متابعة مشروع الصرف الصحي ومشروعات الرصف بالزينية شمال الأقصر    رئيس الإصلاح الزراعي يتفقد المشروعات الإنتاجية بمناطق الهيئة بالبحيرة    لاعب الترجي السابق على "رادار" الأهلي    شاهد من لجنتها| قرار بيريرا يهدد قانونية الدوري المصري والفصل في فيفا    برنامج الحكومة الجديدة.. 7 مستهدفات لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة    نجاة مذيعة القاهرة الإخبارية آمال الحناوي وأسرتها من حريق شب بمنزلها| صور    جمارك مطار القاهرة الدولي تضبط محاولة تهريب كمية من مخدر الحشيش    الإمام الأكبر: أبواب الأزهر ستظل مفتوحة لكل الطلاب الإندونيسيين الراغبين في تلقي الدراسة فيه    وزير التعليم: يجب التغلب على مشكلة الكثافة الطلابية بالفصول بطرق مبتكرة    مصدر رفيع المستوى: لا صحة حول وجود ترتيبات أمنية مصرية إسرائيلية بشأن الحدود مع قطاع غزة    إعلام إسرائيلي: نتنياهو أضاف مبادئ مع الوسطاء تعطل إطلاق سراح المحتجزين    الكرملين: بوتين لم يرسل أي رسائل لترامب عبر أوربان    لا تصل بهم الأمور إلى الهجر.. مفتي الجمهورية يوجه نصائح هامة للأزواج    "ممكن تصومه على 3 أيام".. فضل صيام يوم عاشوراء 2024    دراسة جديدة تقلب الموازين.. السهر قد يكون أفضل لصحة الدماغ    بدء الجمعية العمومية للأطباء بعد اكتمال النصاب القانوني لأول مرة منذ 5 سنوات    موعد تسليم عمارات مشروع سكن مصر بالمنصورة الجديدة    شيخ الأزهر يوصي علماء إندونيسيا بتحصين أبنائهم ضد دعاة التشكيك في حجيَّة السنة    شيخ الأزهر يؤكِّد ضرورة التَّعاون لدعم إعادة بناء المؤسَّسات الصحيَّة والتعليميَّة في غزة    الرئيس الإيراني المنتخب يتسلم مرسوم التنصيب.. 15 يوما أمام بزشكيان لتقديم حكومة لنيل ثقة مجلس الشورى    محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى المبرة للتأمين الصحي    "استغاثة الست اعتماد"| تدخل عاجل من محافظ أسيوط لإنقاذ حياة مريضة.. ماذا حدث؟    وزير الخارجية يلتقى غدا مستشارة الرئيس الفرنسى وأمين مجلس التعاون الخليجى    تعرف على إيرادات فيلم اللعب مع العيال ل محمد إمام    آمال ماهر وفؤاد عبدالواحد.. وليلة غنائية لا تنسى في عروس المصائف "    الكرملين يصف تصريحات بايدن تجاه بوتين ب "غير المقبولة على الإطلاق"    جماهير ألمانيا تتوقع تتويج إسبانيا بلقب يورو 2024    وكيلة صحة بني سويف: الإعلام شريك أساسي في تحسين خدمات الصحة بالمحافظة    عمرو عرفة يضع وصفًا لكل أعماله ويتمنى تقديم السيرة الذاتية ل«النقشبندي» (فيديو)    من غروب الخميس.. فضل قراءة سورة الكهف والوقت الأمثل لقراءتها    الرئيس النمساوي يودع الفريق الأولمبي المشارك في دورة الألعاب الصيفية في باريس    نصائح لموجهة الموجات الحارة.. كيف تحافظ على برودة منزلك وصحتك| شاهد    الأنبا غبريال يشهد ختام مؤتمر شباب إيبارشية بني سويف    خلال 24 ساعة.. ضبط 14 طن دقيق مدعم داخل المخابز السياحية    تفاصيل زيارة وزير التعليم لمحافظة المنيا (صور)    جثته متفحمة.. تحديد هوية ضحية سيارة الصحراوي المشتعلة    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين بالعريش    اتحاد الدراجات يحسم مصير مشاركة شهد سعيد في أولمبياد باريس 2024    ضبط تشكيل عصابي بحوزته كمية كبيرة من المخدرات والشابو والهيروين بالأقصر    لطلبة الدبلومات الفنية 2024.. مميزات وشروط الالتحاق بالمعهد الفني الصحي    عبدالناصر زيدان يهاجم رئيس اتحاد الدراجات بسبب أزمة جنة وشهد    تعرف على توقّعات برج الميزان اليوم 12 يوليو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتوى الأزهر: طلب الراحة في الانتحار "وهم".. وترسيخ الإيمان والحوار أهم أساليب العلاج
نشر في البوابة يوم 15 - 06 - 2020

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن طلب الرّاحة في الانتحار "وهم"، وترسيخ الإيمان والحوار أهم أساليب العلاج.
وأوضح المركز أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولىٰ وأعلىٰ مقاصده حتىٰ أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي علىٰ حياته ويحفظها من الهلاك وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها ولذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
ولكن الحق علىٰ خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر لا مقر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية لا نهايتها.
وان الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165].
وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر علىٰ الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.
فالمؤمن يرىٰ وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرىٰ، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرىٰ، قال سُبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].
ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.
ويستطيع ذَووا الألباب أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالىٰ قال عن حادثة الأفك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...} [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء علىٰ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.
فسُنَّة الله سُبحانه في الابتلاء أن جعله اختبارًا وتمحيصًا؛ ليظهر صدقُ إيمان المؤمنين وصبرُهم وشكرُهم، وليظهر السّاخطُ عند البلاء، الجاحدُ عند النّعماء؛ كي يتفاضل النّاس ويتمايزوا، ثمَّ يُوفَّىٰ كلٌّ جزاءَه في دنياه وآخرته؛ قال سُبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31].
فإذا عَلِم العبدُ هذا هدأت نفسه، واطمأن قبله، وعلم أنّ كل قَدَر الله له خير، إنْ هو آمن وصدّق وصبر وأحسن؛ قَالَ سَيِّدنا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ» [أخرجه مسلم].
أما طلب الراحة في الانتحار فوهمٌ، وهو كبيرة، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتب.
والتخلص من الحياة بإزهاق الروح التي هي ملكٌ لله سبحانه جريمةٌ لا مبرر لها علىٰ الإطلاق، قال الله تعالىٰ: {...وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ...} [هود: 101]، واعتداءٌ علىٰ خلق الله، واستعجال ما قَدّر.
لذلك توعد اللهُ سبحانه وتعالىٰ المُنتحر بالعقاب الأليم، فقال تعالىٰ: {...وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا. إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 29 -31].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتَّىٰ مَاتَ، قالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ» [أخرجه البخاري].
كما عاقب النبي صلى الله عليه وسلم مرتكب هذا الجُرم بعدم صلاته عليه، فعن جابر بن سَمُرة، قال: «أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عليه» [أخرجه مسلم].
وبيان حكم الانتحار المذكور لا يعارض النظر إليه كنتيجة لاضطراب نفسي قد يحتاج في بعض الحالات لمعالجة طبية مُتخصّصة، أو لمعاملة أُسرية ومُجتمعية واعية، فالدين يدعم العلم لا يُناقضه، ويدعو الأسرةَ إلىٰ تحمل مسئولياتها إزاء تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة إيمانية سوية وسطية، ويعتمد الحوار الهاديء البنّاء كأحد أهم أدوات وأساليب العلاج.
وفقنا اللهُ تعالىٰ وإياكم لما يحبه ويرضاه، ورزقنا معرفتَه ومحبتَه وتقواه؛ إنه وليُّ ذلك ومولاه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.