يحتفل اليوم الإثنين، العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حيز التنفيذ. وقد أشار " بيتيري تالاس" الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في رسالته، إلى أن المياه العذبة حيوية للحياة. ففي المتوسط، لا يمكن للإنسان أن يعيش أكثر من 3 أيام بدونه، وإن المياه ضرورية لإنتاج غذائنا، وجميع السلع والخدمات التي نقدمها وللبيئة. ويواجه العالم الآن تحديات متزايدة يفرضها الإجهاد المائي والفيضانات وحالات الجفاف ونقص الوصول إلى الإمدادات النظيفة. وهناك حاجة ملحة لتحسين التنبؤ ومراقبة وإدارة إمدادات المياه ومعالجة مشكلة المياه الزائدة أو القليلة أو الملوثة. لذلك يتشارك اليوم العالمي للأرصاد الجوية واليوم العالمي للمياه 2020 موضوع المناخ والمياه. وأضاف تالاس، أن هذا الموضوع يركز على إدارة المناخ والمياه بطريقة أكثر تنسيقا واستدامة لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا. وكلاهما يكمن في صميم الأهداف العالمية بشأن التنمية المستدامة وتغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث. وجنبًا إلى جنب مع هيئة الأممالمتحدة للمياه وشركاء الأممالمتحدة الرئيسيين الآخرين، ستعمل المنظمة (WMO) على تعزيز تنفيذ وتسريع هدف التنمية المستدامة رقم 6، الذي يركز على المياه النظيفة والصرف الصحي. حيث تعد المياه من أثمن السلع في القرن الحادي والعشرين. وستكون خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية محورية في الجهود الرامية إلى "حساب كل قطرة لأن كل قطرة مهمة. وكشف تقرير تنمية المياه في العالم لعام 2019، إلى تزايد استخدام المياه في جميع أنحاء العالم بنسبة 1 % سنويًا تقريبا منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب تزايد عدد السكان، واتباع أنماط عمل أكثر استهلاكا للمياه، وتقلبية هطول الأمطار، والتلوث. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه بمعدل مماثل لغاية 2050، بما يمثل زيادة عن المستوى الحالي بنسبة من 20 إلى 30 %. ويعيش أكثر من ملياري نسمة في بلدان تعاني من إجهاد مائي مرتفع، فيما يعاني نحو 4 مليارات نسمة ندرة شديدة في المياه خلال شهر واحد على الأقل من العام. والضغط على توافر المياه وجودتها يهدد التنمية المستدامة، والنظم الإيكولوجية، والتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم. وتمثل الظروف الهيدرولوجية العالمية للفيضانات والجفاف، فضلا عن النزاعات المحتملة على استخدام المياه، بعضا من أكبر التحديات والتهديدات التي يواجهها العالم. إلا أن القدرة على مراقبة هذا المورد الحيوي وإدارته مجزأة وغير كافية. ولذا أصبحت الحاجة إلى خدمات هيدرولوجية تشغيلية قوية وتحسين المراقبة والتنبؤ أشد من أي وقت مضى. ويتسبب تغير المناخ في تسريع الدورة الهيدرولوجية، إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدل التبخر. وارتفاع معدلات التبخر الهطول ليس موزعا بالتساوي. فقد تشهد بعض المناطق هطولاغزيرًا يتجاوز المعدل العادي، بينما تصبح مناطق أخرى عرضة للجفاف مع تغير المواقع التقليدية لأحزمة الأمطار والصحاري. وقد أصبحت الإخطار المتعلقة بالمياه، من قبيل الجفاف والفيضانات أكثر حدة، وتتساقط الآن خلال ظواهر الهطول المتطرف نسبة من الأمطار السنوية أكبر بكثير مما يتساقط بشكل متساو خلال العام. وفي أجزاء كثيرة من العالم، أصبحت أنماط هطول الأمطار الموسمية أكثر عشوائية، وهو ما يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي وسبل العيش لملايين الأشخاص. ومعظم الأنهار ومسطحات المياه العذبة عابرة للحدود، وغالبا ما يترتب على القرارات التي يتخذها أي بلد بشأن موارد المياه آثار على بلدان أخرى، مما يجعل المياه مصدرا محتملا للسلام والنزاع على حد سواء. وتدعم البيانات المناخية والمعلومات إدارة الإمدادات بالمياه السطحية والحد من مخاطر الكوارث. وتتضمن تلك البيانات والمعلومات حسابات تواتر ومدة هطول الأمطار الغزيرة، والحد الأقصى المحتمل للهطول والتنبؤ بالفيضانات. وأصبحت هذه البيانات الآن، على النطاقات الزمنية الأسبوعية والموسمية والسنوية وعلى المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، أكثر أهمية من أي وقت مضى.