يوافق اليوم الأحد 13 من أكتوبر، ذكرى الإعلان عن فوز الأديب المصري نجيب محفوظ، بجائزة نوبل للآداب، وهي أرفع جائزة عالمية؛ ليصير العربي الوحيد الذي فاز بالجائزة في هذا المجال حتى الآن، رغم ترشيح العديد من الكتاب العرب بعد ذلك طيلة العقود الثلاثة الماضية. وجاء في بيان الأكاديمية السويدية، الجهة المانحة للجائزة: "بالتأريخ لمحفوظ نجد أنه يكتب منذ نحو خمسين عاما، والآن وهو في سن السابعة والسبعين، ما زال يواصل الإنتاج، وإن الإنجاز العظيم والحاسم لنجيب محفوظ يتمثل في الرواية والقصص القصيرة، وكان إنتاجه يعنى نقطة انطلاق عملاقة للرواية كفن أدبى ونحو نطوير لغة الأدب في الدوائر الثقافية للغة العربية، غير أن المدى كان أعظم من ذلك، لأن أعماله تتحدث إلينا جميعا. تناولت بواكير رواياته الحقبة الفرعونية لمصر القديمة، بيد أن فيها بالفعل إيماءات للمجتمع الحديث. وقد جرت أحداث سلسلة رواياته التى صورت البيئة الشعبية القاهرية في العصر الحديث وإلى هذه الروايات تنتمى «زقاق المدق» 1947، حيث يصبح الزقاق مسرحا يجمع حشدا متباينا من الشخوص يشدهم الحديث عن واقعية نفيسة، والحقيقة أن محفوظ حفر اسمه بالثلاثية الكبرى "1956-1957" التى تناول فيها أحوال وتقلبات أسرة مصرية منذ نهاية العقد الأول من هذا القرن وحتى منتصف الأربعينيات. وهناك عناصر ذاتية في هذه الثلاثية ويرتبط تصوير الأشخاص بوضوح بالظروف الفكرية والاجتماعية، وقد أثر تأثيرا كبيرا في أدب بلاده الوطنى. وموضوع الرواية غير العادية "أولاد حارتنا" 1959، هو البحث الأزلى للإنسان عن القيم الروحية، فآدم وحواء وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء والرسل، بالإضافة إلى العالم المحدث يظهرون في تخف طفيف". وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة. والده الذي كان موظفًا لم يقرأ كتابًا في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقًا له؛ والتحق بجامعة القاهرة في عام 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب؛ وبدأ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة.
